الأخبار

ليس كل ذي كرش «فاشل»

50

ملامحه الخارجية كانت سببًا في سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي منه، بعد أن انتشرت صورته بينما يتأمل عروس البحر وهي غارقة.

فيضانات المياه أهانت الإسكندرية، والنشطاء الذين يحكمون على الأشخاص من مظهرهم، غافلون أدنى حدود المشاعر الإنسانية، ظلموا رجلًا استطاع أن يثبت أن التفاني في العمل أساس السمعة الطيبة التي تدافع عن الفرد وتحميه من كل جاهل أو حاقد.

يقف المقدم مصطفى مختار بهيبته المعتادة يتابع حركة المرور، واضعًا نفسه في مكان كل مواطني الإسكندرية، الذين يرغب في أن يصل جميعهم إلى حيث يريدون دون عقبات، ويدرك جيدًا معنى أن تكون حارسًا لحياة ملايين البشر.

سنوات من الخدمة -لم يغمض له جفن- قضاها في محاسبة المخالف وتطبيق القانون، أكثر من 16 عامًا كانت الفاصل بين حياته السابقة كبطل رياضي أوقفته الإصابة عن ممارسة تمارينه، وضابط مجتهد لا يغفل عن أداء واجبه رغم تعبه.

بدأ يوم شهرته من السادسة والنصف صباحًا، وإذا بالمياه تغرق مدينته وطرقه التي عكف على تنظيمها لسنوات. ظل يتنقل من موقع لآخر في محاولة منه لإعادة الحياة لمسارها الطبيعي، فهو ينظم الحركة هنا ويدفع العربات بنفسه هناك دون أن يكترث لإصابته الجسدية التي تؤرقه حين يتعامل مع الأوزان الثقيلة.

“السيد المقدم مصطفي مختار، تحية إجلال وتقدير على الجهد المبذول اليوم من 6:30 صباحًا حتى انتهاء الأزمة التي مرت بها مدينة الإسكندرية ولم تتوار عن مساعدة الناس، وأكد لنا أكثر من شخص أنك كنت تقوم بنفسك بدفع السيارات في المندرة رغم حالتك الصحية، نعتذر عن كل التعليقات السخيفة من بعض الأشخاص بسبب أدائك لعملك بإخلاص”، هكذا وجهت “غرفة عمليات مرور الإسكندرية”، الشكر لذلك الضابط الملتزم عبر صفحتها على “فيسبوك”.

وحان لسمعته الحسنة وخصاله الطيبة أن تتكلم، فحكى عدد من مواطني الإسكندرية عن مواقفهم مع المقدم مختار، ليخرسوا كل لسانٍ سخر منه؛ وقال أحمد يسري، عبر “فيسبوك”، إن له موقفًا سابقًا مع المقدم منذ سنوات طويلة، “حضرة المقدم تحياتي أنا أعرفك من تقريبًا ١٦عامًا سحبت رخصتي مرة ودفعتني ٤مخالفات فورية”، واصفًا معاملة المقدم بأنها “مثال حي على التقدم والرقي الكافي ليجعلك تدفع المخالفة بنفس راضية دون غضب”.

لم تؤثر الأمطار أو سوء حالة الجو في أن يعدل عن قراره بالنزول من بيته تاركًا ابنتيه وزوجته، إلى العمل الذي كان وسيظل اختياره الأول، إلا أن عبارات السخرية التي اجتاحت مواقع التواصل، آلمت أكثر البشر قربًا منه ومعرفة بإخلاصه وتفانيه في عمله، فقالت بكلمات موجزة “زوجي الحبيب وأفتخر.. ربنا معاك ويحميك”.

 

التحرير لايف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى