الأخبار

جنيه الغلابة رجع من تاني

 

91

 

على إثر رؤية الباعة الجائلين بالعتبة للجنيه الورق بعد أن استطاع أحدهم أن يحصل على أول جنيه يصل السوق تعالت الصيحات الفرحة مهللين ومكبرين وبعضهم قام بنزع قميصه ورقص، قائلا: “الخير رجع تانى والله أيامك كانت هنا”، المشهد كان مؤثر وطرح تساءلا حول أسباب السعادة التي ارتسمت على وجوه الجميع برؤيتهم للجنيه الورق.

لم يكن قرار البنك المركزي بإعادة طبع للجنيه الورق قد خرج من فراغ فقد أكد عدد من المصرفيون لنا أنهم أيضًا كانوا يفكرون في الجانب النفسي للمواطن وإعادة القيمة التي فقدها الجنيه بالسوق هذه القيمة النفسية أكثر منها مادية وهذا ما دفعنا أيضا إلى التعرف على آراء المواطنين حول إعادة طبع الجنيه الورق الذي راح الكثيرون يلتقطون لأنفسهم الصور وبصحبتهم الجنيه فيما قام آخرون بإعادة إخراج النسخ التي كانوا قد احتفظوا بها للذكرى.

جمال علي، أحد الباعة الجائلين بميدان العتبة قال لنا مبتهجًا: “الحمد لله العمار والخير رجع تاني والله البلد ربنا هيكرمها”، لافتًا إلى أن الناس فقدت إحساسها بقيمة الجنيه منذ استخدام الجنيه المعدني، وقد نزعت البركة من الأموال وباتت بلا قيمة.

سلمى المرسي، مواطنة تشتري من محل منظفات، قال لنا “الجنيه الفضة ده ملوش قيمة ولو وقع من الواحد بيحتاس وفي الآخر يسيبه”، مؤكدة أن لديها 6 جنيهات فئة الجنيه الورق و2 جنيه فئة الخمسون قرشًا، و1 جنيه فئة 25 قرشًا، وكانت محتفظة بهم وكلما ضاق بها الحال تنظر إليهم قائلة: “أيامكم كانت هنا”.

وأضافت، أن زوجها كانت يوميته 30 جنيهًا وكان اليوم يمر وتشتري كامل لوازمها والآن يوميته 80 جنيهًا “والعيشة ضنك”، بحسب وصفها.

هادي عبد الصبور، أستاذ الطب النفسي قال لنا تحليلا لفرحة المواطنين بعودة الجنيه الورق، “إن الأمر مرتبط بعاطفة المواطن والفترة الزمنية التي عاشها في ظل تلك النقود الورقية حيث كان التضخم أقل وبالتالي كان الجنيه يساوي عدة أشياء يمكن شراءها إلا أنه ومع مرور الوقت قلة قيمته فالأمر متعلق بحالة الغلاء التي شهدها الجميع على أثر التضخم والارتباط النفسي بالعودة إلى ما سبق وهذا الشيء نفسه قد حدث عندما نادي البعض بعودة “المليم والقرش” ولاقت نفس السعادة أملا منهم بعودة القيمة الخاصة بالأشياء.

وأكد فتحي الطحاوي، أحد التجار وأمين عام شعبة الأدوات المنزلية، أن الباعة فرحين بعودة الجنيه الورقي ظنًا منهم أنه “راجع بخيره لكن دى فقط حيلة الغلبان” فالأزمة لازالت قائمة بعد ارتفاع الدولار ليتخطى الـ 10 جنيه بالسوق السوداء ويتجاوز 8 جنيه بالبنوك، الأمر الذي رفع حجم التضخم فضلا عن زيادة رسوم الاستيراد الذي رفع سعر المنتجات بالأسواق فحالة الركود والغلاء التي يشهدها المجتمع هى السبب وراء حنين المواطن للجنيه الورقي.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى