الأخبار

نار الفتنة الطائفية تشتعل بالمنيا

80

شهدت محافظة المنيا مساء أمس الأحد، اشتباكات عنيفة بين مسلمي وأقباط قرية الجلاء بسمالوط، بعد رشق مجهولين سيارة تستقلها طالبات أقباط بالطوب والحجارة، ما أشعل الوضع ليتحول إلى اشتباكات بين أهالي الطرفين، وتأتي هذه الواقعة بعد أقل من أسبوع من الأزمة التي شهدتها قرية العور التابعة لمركز سمالوط، بسبب الخلاف على بناء كنيسة تحمل أسماء قتلى حادث “داعش” الإرهابي.

الفتنة الطائفية
وتستحوذ محافظة المنيا على أكبر تاريخ من حوادث الفتنة الطائفية، وهي المحافظة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 5 ملايين نسمة طبقا للنشرة التي أصدرتها الهيئة العليا لاستعلامات السكان، وهي من المحافظات التي ينتشر فيها الفقر والمرض والجهل، شأنها شأن معظم محافظات الصعيد المهمل، فتصل النسبة الإجمالية للعاطلين عن العمل في مصر من محافظة المنيا وحدها 6.81% تقريبًا، ونسبة الأمية فيها 2.38% تقريبًا، كذلك انتشرت أعداد مرضى الفشل الكلوي والكبدي.

الفتنة الطائفية في المنيا
وبعد تأجج الفتنة ما بين المسلمين والأقباط خلال السنوات الماضية، وكانت دائما تنتهي بجلسات صلح عرفية، ومن بين نموذج لجلسات الصلح العرفي في المنيا ما حدث في قرية “عرب الشيخ محمد” التابعة لمركز المنيا؛ حيث شهدت أكبر جلسة صلح بين المسلمين والمسيحيين في تاريخ المحافظة وكان ذلك في عام 2013، على خلفية أحداث العنف الطائفي التي نشبت بين المسلمين بقرية “الحوارتة” وجيرانهم المسيحيين بقرية “نزلة عبيد” المجاورة، بسبب نزاع بين مواطنَين، مسلم ومسيحي، على قطعة أرض تقع في زمام القرية الأولى، التي أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص من الطرفين، بينهم ربة منزل، وإصابة نحو 16 آخرين.

الجماعات المتطرفة
وعن ذلك، تقول الدكتورة منال زكريا – أستاذ علم الاجتماع – إن صعيد مصر شهد أكثر الأماكن ألفة ما بين مسلمين وأقباط، فهناك في الصعيد يعيش أعداد كبيرة من الأقباط بجانب المسلمين ويتقبل كل منهم الآخر، لكن ما يحدث الآن نتيجة وجود جماعات متطرفة أدت إلى تطرف الطرف الآخر، وذكرت: “فالتطرف يؤدي إلى تطرف”.

وأضافت “منال”: أن صعيد مصر مهمل لسنوات طويلة، فتندر به الخدمات، وذكرت أنه ظهر التطرف السلوكي الذي نعاني منه الآن، فأصبح الجميع يكره الآخر ولا يثق به، وتلاشى التسامح بين الجميع.

الإخوان والسلفيون
وبدأ القمص عبد المسيح بسيط حديثه، قائلًا: إن المنيا من المحافظات ذات الكثافة القبطية العالية، فهناك ما يقرب من 40 إلى 50% من الأقباط من حيث نسبة السكان، وللأسف أيضا المنيا مقر سيئ السمعة للإخوان والسلفيين.

وأضاف القس عبد المسيح، أن الجماعات المتشددة تفرض كلمتها على كافة أجهزة الدولة، وهو ما تمثل في أكثر من مرة بعد صدور قرارات ببناء كنائس وغيرها، لتقف الدعوة السلفية ضد ذلك مما أشبه بالحكم الداعشي.

دولة داخل الدولة
وأكد نبيل نعيم، القيادي الجهادي السابق، أن ما يحدث الآن في المنيا نتيجة تدخل الجماعات الإسلامية بشكل أشبه بدولة داخل الدولة، وهو ما يهدد بتفكك وحدة البلاد.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى