الأخبار

“التكفير والهجرة والتفكير فى الهجرة”

75

 

 

أعلم جيدا أن (خير الكلام ما قل ودل) ولكنى أرسل من خلال كلماتى هذه برقيات مركزة لمن كان له عقل فى هذا المجتمع الذى يموج بالفتن، ويبحث فيه من يبحث عن المنصب والجاه فى وقت تنتاب الوطن الكثير من المشكلات، التى يجب أن نتنبه لها جميعا قبل فوات الأوان، وأحد هذه المشكلات ظهرت على السطح هذه الأيام وهو ما أورده فى عنوان هذا (المقال) البسيط، فلن أسهب فى الوصف ولكنى أعرج فقط على المفاهيم قاصدا من تلك الكلمات أن تصل رسالتى لمن يهمه الأمر، (فالتكفير والهجرة) مجموعة من الناس تبنوا فكر معين واعتقاد محدد بتكفير المجتمع (من وجهة نظرهم بالطبع) وأيضا شبه هجرة لهذا المجتمع حيث تحول الغير وأقصد بالغير هنا (من غير الجماعة) لكافر بناء على توصيف يتم إسقاطه على الغير.

ولست هنا متحدثا عن تلك الجماعة بفكر الخبير فهناك من أجاد وأفاض فى البحث فى مثل هذا المجال، ولأنى كنت ومازلت أعتقد أن الفكر لا يقابل إلا بفكر، ولا يجب أن يقابل بقوة إلا فى حالة استعصاء الأمر على الفكر الدعوى وتحول الموضوع لخروج عن النسق العام الذى لو تم تركه قد يكون له مردود سلبى على المجتمع مما يستوجب أساليب أخرى تستوجب على ولى الأمر الضرب بقوة على يد كل من تسول له نفسه أن يتجاوز فى حق هذا الدين أو هذا الوطن، ولا أجد عذرا للسادة الدعاة الأجلاء الذين توقفت دعوتهم عند حدود مدينة الإنتاج الإعلامى أو ماسبيرو وتركوا النزول للدعوة على الطبيعة وكان يجب على علمائنا الأجلاء أن ينتبهوا أن هناك الكثير والكثير ممن لا يتابعون القنوات الفضائية بل ويحرمونها، ومن خلال مثل هؤلاء تبدأ الأفكار المتطرفة والهدامة التى تكلف الدولة الآن الكثير من الخسائر فى الأرواح والاقتصاد، ونحن فى كل الأحوال نتحدث عن فكر واعتقاد يتم التصدى له، لكن هناك فى المقابل فكرة أخرى طرأت على المجتمع وهى (التفكير فى الهجرة) فهى فكرة بدأت تستشرى فى المجتمع بشكل بدأ يمثل ظاهرة فهل تطوع أحد للبحث فى مثل هذه الظاهرة والأسباب التى دفعت الكثير من الشباب من أعمار مختلفة فى مجرد التفكير فى الهجرة من بلده.

وما نلاحظه الآن من موت أو فقد للشباب الطامح فى الهجرة عبر الصحراء الليبية إلى أوروبا وأحلام الهجرة والمستقبل المشرق الذى يداعب عقول وقلوب شبابنا.

هل هو البحث عن مستقبل أفضل فى مكان آخر؟ أم هى الضبابية التى يراها فى الصورة العامة فى وطنه!! أم هروب من انتظار قد يطول حتى تتضح الصورة لوطن أنجز أعظم ثورتين فى التاريخ، لكنه لم يجن من ثمارهما شيئا بسبب التشبث بالسلطة من قبل البعض
والسؤال الذى يطرح نفسه، هل نلوم على من يفكر فى الهجرة؟ أم نلوم على من يدفعه لمثل هذا التفكير، وهل هناك علاقة بين تكفير المجتمع وتهجير المجتمع؟

فى اعتقادى أنه يجب أن ينتبه متصارعى السلطة والباحثين عن الغنائم الزائلة أن استنزاف الشباب من وطنه، وهجرة العقول التى كلفت الدولة الكثير لهو أجدر بالتفكير فيه والبحث عن الأسباب التى تؤدى إليه (وخاصة أن الدول المستقبلة لتلك الهجرة لا تقبل إلا من هم ذو استفادة بالنسبة لها) استقيموا يرحمكم الله…

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى