الأخبار

تحقيقات مقتل «طفل الصف»

 

 

116

كشفت تحقيقات نيابة الصف فى واقعة «دهس سيارة لطالب» داخل مدرسة النشرتى بمنطقة أطفيح، أمس الأول، عن أن ما تسبب فى مقتله، هو أن فرامل السيارة كانت معطلة، وتبين وجود آثار دماء على الإطار الخلفى للسيارة. وانتقل رئيس نيابة الصف المستشار محمد أبوزينة، واستقل سيارة المتهم، وأجرى بها المعاينة، وأثناء استقلالها تبين له عدم تمكن السائق من رؤية الضحية، لدى عودته بسيارته للخلف، فدفع الطفل ناحية سور المدرسة من الداخل، ما أدى إلى سقوطه على الأرض، قبل دهسه، وتحفظت النيابة على السيارة، وأمرت بانتداب لجنة فنية لفحصها.

وأضافت التحقيقات، التى أشرف عليها المستشار ياسر التلاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، أن السيارة دهست رأس الطفل، أدهم محمد أحمد (10 سنوات)، وعظام القفص الصدرى. وأشارت إلى أن مدير المدرسة، ومسئول الأمن، ومدير التغذية، لديهم تعليمات واضحة من وزارة التربية والتعليم بعدم دخول أى سيارة داخل فناء المدرسة.

وقالت مصادر قضائية مطلعة على التحقيقات إن نيابة الصف انتهت من سماع أقوال المتهمين، وهم مدير المدرسة، ومسئول الأمن، والتغذية، وفرد أمن بالمدرسة، وسائق السيارة، وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وتبادل جميع المتهمين الاتهامات.. ووجه لهم خالد حجازى، مدير النيابة، تهم القتل الخطأ، والإهمال الجسيم، الذى تسبب فى وقوع الحادث.

وأضافت المصادر أن النيابة تسلمت تقرير الطب الشرعى الخاص بالضحية، الذى كشف إصابته بتهشم فى الرأس، وتهتك فى عظام القفص الصدرى، وتحريات المباحث حول الواقعة، تمهيداً لإحالة المتهمين، اليوم، إلى محكمة الجنح، لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهم، خلال الأسبوع المقبل.

وكشفت التحريات وتحقيقات النيابة أن الواقعة حدثت فى الثانية عشرة ظهراً، أثناء دخول الطفل من بوابة المدرسة، وقبل بدء طابور الفترة المسائية، لحضور مجموعة مدرسية، وأن السائق المتهم، ويدعى «حمادة. أ»، حال قيادته السيارة رقم (ر.هـ.ف 586)، لتوريد الوجبات المدرسية، كان يرجع بسيارته إلى الخلف مسرعاً داخل الفناء، رغم ضيق المساحة التى يتحرك فيها، ما أدى لدهس المجنى عليه عند البوابة الرئيسية، وتركه غارقاً فى دمائه، أمام مدير المدرسة ومسئول الأمن، وعقب الحادث توجه السائق إلى مركز الشرطة وسلم نفسه إلى الضباط، وتم نقل الطفل إلى مستشفى الدكتور عبدالعظيم الخاصة بمنطقة أطفيح، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة عقب وصوله بساعتين.

وأضافت التحقيقات أن المتهمين عيد نصر الله عوض مدير المدرسة، وعماد محمد خليل مشرف التغذية بالمدرسة، ومحمد عبدالرحمن موسى مشرف الأمن المسئول عن بوابة المدرسة، تسببوا عن طريق الإهمال فى وفاة الطفل، لعدم مراعاتهم لوائح وزارة التربية والتعليم ومقتضيات وظائفهم، بالسماح للسيارة مرتكبة الحادث بالدخول لفناء المدرسة. وذكرت التحقيقات أن مدير المدرسة أبلغ المسئولين بالوزارة فى بداية الواقعة بأن الطفل مات خارج أسوار المدرسة بخلاف الحقيقة، لإبعاد تهمة التقصير عن نفسه.

وباستجواب السائق أمام النيابة، أقر بارتكابه الواقعة، وقال للمحقق: «ماكنش قصدى إنى أقتله.. أنا عندى عيال زيه كده.. والله أنا لما ركبت السيارة ما شفت الطفل.. ولقيت صرخات زملائه.. والمسئولين تجمهروا أمام السيارة.. أنا لما شفت المنظر.. قلت خلاص أنا هموت هنا.. بس سبت كل حاجة ورحت القسم وحكيت للضباط على كل حاجة».

وطالب محمد أحمد عبدالعال، والد الطفل، المسئولين بوزارة التربية والتعليم والنائب العام بالتحقيق فى الواقعة وأخذ حق نجله. واتهم «عبدالعال» ناظر المدرسة ومسئولى الإدارة بالتسبب فى قتل ابنه. وأنهى «عبدالعال» كلامه قائلاً «حسبى الله ونعم الوكيل.. أنا عايز حق ابنى.. دم ابنى فى رقبة المسئولين فى الدولة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى