الأخبار

قصة آلاء السيد

 

66

 

 

الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، ربما أصبحا في السنوات الأخيرة الأرضية التي يستخدمها الجميع للتعبير عن آرائهم ورؤيتهم دون رقابة ودون حساب، لكن مع تفاقم الإرهاب واستخدام الجماعات الجهادية لتلك المواقع للترويج لأفكارهم والتأثير على الشباب، أصبحت دائمًا تحت أعين الجهات الأمنية في العالم أجمع، كما أصبح «الجاهديون» يتبارون بينهم وبين بعض في التغريد بأفكارهم، حتى أن تنظيم القاعدة الإرهابي أصبح يصدر تصنيفًا لأفضل الحسابات الجهادية التي على مناصريها أن يتابعهوها، ومن بينها حساب آلاء السيد، صاحبة الـ22 عامًا، التي اشتهرت عالميًا باسم «إرهابية تويتر».

حساب صورته تحمل سيدة ترتدي البرقع وتشير بسبابتها إلى الأعلى حاملة سلاح رشاش نوعية كلاشينكوف، يحمل في طياته 45 ألف تغريدة تحرض على العنف والجهاد باللغة العربية، وتابعه 8 آلاف و240 متابعًا، ما بين يونيو 2013 وحتى مايو 2014.

الحساب، الذي صنفه تنظيم القاعدة الإرهابي ضمن أهم 66 حساب جهادي على «تويتر»، لم يكن تابعًا لأحد قيادي التنظيم أو أحد الإرهابيين المخضرمين، بل هو حساب فتاة لا يتعدى عمرها الـ22، تدعى آلاء السيد، ولدت بالموصل في العراق لضابط بالجيش العراقي، والذي أجبر على مغادرة بلاده عام 2007، ليتجه بعائلته إلى بكنينجتون، بجنوب العاصمة الإنجليزية، لندن.

واعتمدت «السيد»، كما ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، على نسخ معلومات وجمل من مصادر أخرى، ونشرها على حسابها، ما قادها في الأخير إلى خلف القضبان، لتقف في محكمة «أولد بايلي» بدعم الإرهاب ونشر منشورات إرهابية.

ورغم إصرارها على عدم دعمها للجهاد والعنف، ونفيها رغبتها في «الشهادة»، وادعائها بأنها لا تستطيع قراءة أو كتابة اللغة العربية بشكل جيد، إلا أن القاضي لم يقتنع بقولها.

أما محاميها فترافع عنها قائلًا: «نعم، هي إرهابية تويتر، لكنها إرهابية بتويتر تفتقد للإبداع، لم يكن لديها مدونة، كانت تنسخ بشكل أعمى»، كما ترافع عنها قائلًا إن كل ما فعلته كان بروباجندا لكنها لم تقدم أي نصائح عملية للإرهابيين.

وأتى رد القاضي، تشارلز ويد قائلًا: «المادة ونشرها عامل مهم في تشجيع الشباب والفتيات للسفر إلى الخارج والمشاركة في الأعمال الإرهابية، أنت كنت تنشرين هذه المادة على نطاق واسع، لمدة أقل بقليل من العام، والدليل على اهتمامك الكبير بهذا العمل أن القاعدة صنفت حسابك ضمن أهم 66 حساب جهادي».

وتابع «ويد»: «المادة التي كنت تنشرينها شجعت الشباب للذهاب والقتال والآن تقبلين أن هذا كان مسعاكِ، والأدهى، تشجيع النساء على تربية أطفالهن على هذا الفكر، وتمويل الجهاد المسلح وتشجيع فكر الشهادة، وتشجيع الأمهات لأولادهن للموت كشهداء».

وعقب إصرار القاضي على رأيه بأنها كانت «مدركة تمامًا لما تفعله»، حكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة أعوام ونصف، ليسدل الستار على قضية أثارت الرأي العام البريطاني، قضية إرهابية غير عادية، لم تحمل يومًا سلاحًا ولم تتحرك يومًا لتنفذ أعمال جهادية بعيدة عن شاشة حاسبها الآلي، كانت فقط إرهابية على الإنترنت، أو من عرفت بـ«إرهابية تويتر».

 

 

لابت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى