الأخبار

6 أسباب أجبرت “القديس” على مغادرة ريال مدريد

 

 

89

 

اضطر الحارس الإسباني إيكر كاسياس إلى مغادرة ريال مدريد والخروج من الباب الضيق لملعب سانتياغو بيرنابيو والدموع تغمر عيناه بعد 16 موسماً  قضاها في حراسة عرين النادي الملكي والذود عنه أمام أقوي المنافسين.

 

لم يكن رحيل القديس عن القلعة البيضاء بإرادته وهو الذي كان يتطلع ويحلم بأن يعتزل بقميص النادي الملكي ولم يكن يوما ما يتخيل انه سيرتدي قميص نادٍ آخر ليواجه فريقه الأصلي ريال مدريد سواء في إسبانيا أو في أوروبا ليجد نفسه مجبراً على تركه والانتقال إلى بورتو البرتغالي حيث سيكون بإمكانه مواجه ناديه السابق في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

 

وأجمعت التقارير الإعلامية المحلية والعالمية على ان رحيل كاسياس عن الريال كان إضطرارياً ولم يكن للقديس أي خيار آخر سوى المغادرة بعدما تيقن استحالة استمراره ضمن صفوفه.

 

وبحسب تلك التقارير فإن مغادرة كاسياس لريال مدريد تقف وراءها ستة أسباب، هي كالتالي:

 

السبب الأول

 

يتعلق بسياسة النادي الملكي في القيام بإحلال على مستوى حراسة المرمى في سيناريو شبيه لما حدث عام 1996 عندما تم إبعاد المخضرم بويو والاستنجاد بالألماني بودو ايلغنر، فكاسياس تقدم في السن بعدما بلغ الـ 34 عاماً ، ورغبة الفريق الملكي في تشبيب تعداده البشري في كافة الخطوط، مما يجعل بقاء كاسياس ضمن التعداد الملكي يتناقض مع هذه السياسة .

 

ورغم انتداب دييجو لوبيز في يناير من عام 2013 ثم الكوستاريكي كايلور نافاس صيف عام 2014 ، إلا ان استمرار القديس حال دون بروز حارس آخر في عرين الميرينغي في ظل رفض تام للجمهور والإعلام في مدريد فكرة رحيل كاسياس، مما اضطرت معه إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز إلى التضحية بلوبيز بإعارته إلى نادي ميلان الإيطالي رغم الأداء الكبير الذي قدمه ثم التضحية بنافاس بإبقائه على دكة الاحتياط طوال الموسم من أجل كاسياس، لكن يبدو أن نجاح تجربة الغريم برشلونة مع حراسه الجدد التشيلي برافو والألماني شتيغن حفزت إدارة الريال على التحلي بالشجاعة لتسريح كاسياس ليفسح المجال أمام بروز حارس آخر.

 

السبب الثاني

 

يتعلق برفض انضمام أي حارس من أصحاب الأسماء اللامعة لكتيبة ريال مدريد طالما بقي كاسياس في النادي، وهو ماتداولته عدد من التقارير الإعلامية بأن الحارس الإسباني دافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد المرشح الأقوى لخلافة القديس قد اشترط على الإدارة الملكية اللعب أساسياً وإبعاد كاسياس من الفريق من أجل التوقيع معه وهو الشرط الذي قبلت به إدارة بيريز لعلمها بأن قيمة وقامة حارس مثل دي خيا في المرحلة المقبلة مهمة للفريق ، نظراً لحاجته لحارس شاب يتمتع بخبرة كافية.

 

السبب الثالث

 

يتعلق يتدهور علاقة كاسياس بالجمهور المدريدي والإسباني بشكل عام ، وربما هذا الأمر هو الذي جعله يفضل مغادرة إسبانيا وليس مدريد فقط اثر صافرات الاستهجان التي استهدفته في الكثير من مباريات الميرينغي ومنتخب بلاده ، ففي مونديال البرازيل 2014 حملت الصحافة والجمهور في إسبانيا مسؤولية خروج بطل العالم من البطولة مبكراً للحارس كاسياس بعد الهفوات التي ارتكبها والتي كلفت المنتخب خسارة مذلة من المنتخب الهولندي ، والامر نفسه تكرر الموسم المنصرم حيث اعتبر احد أسباب خسارة الريال لكأس الملك ودوري أبطال أوروبا بسبب تذبذب مستواه ووقوعه في أخطاء بدائية جعلت المدافعين لا يلعبون بإطمئنان في وقت يعلم كاسياس جيداً أن علاقته الجيدة بالجمهور المدريدي والإسباني مردها براعته وتصديه لأهداف محققة.

 

السبب الرابع

 

يتعلق بوضعية كاسيس في الفريق ، فالقديس لم يعد يشعر بالراحة النفسية في مدريد في ظل المعطيات والظروف الجديدة التي برزت مع نهاية عام 2012 ، وتحديداً في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وما عرفته من أحداث في غرف الملابس اتهم على إثرها كاسياس بالوقوف وراءها وبتعمده تسريب أسرار الفريق واللاعبين لوسائل الإعلام بواسطة زوجته الإعلامية انتقاما من جلوسه على دكة الاحتياط فضلا عن  خلافاته مع بعض اللاعبين خاصة المدافع اربيلوا وتلقيه انتقادات من بعض زملائه وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو.

 

وخلال الموسمين 2013-2014 و2014-2015 تأكد كاسياس بأن مكانته في النادي تراجعت ويستحيل عليه استعادته مهما عمل واجتهد ، ولأنه يعشق الريال رفض أن يتحول إلى جزء من الازمة ليفضل الرحيل على البقاء.

 

السبب الخامس

 

يتعلق بالتغيير الذي طرأ على مستوى الجهاز الفني للريال بإقالة المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي وتعيين الإسباني رافاييل بينيتيز، فأنشيلوتي غداة قدومه لمدريد صيف عام 2013 أشعر كاسياس بالاعتماد عليه حتى وإن لجأ إلى سياسة تدوير منصب الحارس الأساسي للفريق مع لوبيز بإقحام الاخير في مباريات الدوري وإقحام كاسياس في مباريات دوري أبطال أوروبا وكأس الملك فحقق الريال لقبي البطولتين اللتين لعبهما كاسياس ، غير ان الأمر اختلف مع المدرب الجديد بينيتيز الذي لم يبدِ اي اهتمام بإستمرار كاسياس في النادي ولم يتعامل بينيتيز مع كاسياس مثلما تعامل مع قضية المدافع سيرجيو راموس حيث عمل دوراً في اقناعه بتمديد وتجديد عقده ، ويبدو أن ذلك كان رسالة فهمها كاسياس جيداً ،مفادها انه خارج الحسابات التكتيكية للمدرب الجديد وأن بقائه في مدريد يفرض عليه البقاء أسير لدكة الاحتياط بل وربما التقهقر إلى مركز الحارس الثالث.

 

السبب السادس

 

يتعلق بالوجهة الجديدة لكاسياس فالأخير بدا وكأنه وجد الفريق الذي يناسبه فنياً ونفسياً ، فبورتو البرتغالي يتيح للقديس اللعب أساسياً بشكل منتظم كونه ينافس بقوة على لقب الدوري ويشارك بانتظام في مسابقة دوري أبطال أوروبا ، هو ما يساعده على الاحتفاظ بمكانته في المنتخب ويضمن مشاركته معه في نهائيات أمم أوروبا التي ستقام في يونيو من عام 2016 بفرنسا .

 

كما أن تفضيله لبورتو على الانتقال لنادٍ إسباني خاصة الغريمين برشلونة وأتلتيكو مدريد يبقي على حبل الود بينه وبين الجمهور الملكي ، ولو انتقل إلى الدوري الإنكليزي فإن طبيعة المنافسة قد تطيح بالقديس وتؤدي إلى فشله.
الفجر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى