الأخبار

الحكومة الضعيفة.. خطر على شعبية الرئيس

 

125

 

 

حكومتنا أصيبت بالبرود حتى أصبحت لا تهش ولا تنش.. وأصبحنا بالتالى مطالبين بأن نشفق على الرئيس السيسى لأن ضعف الحكومة يهدد شعبيته مع أن الرجل وهب نفسه لخدمة المواطنين.. وكون أن تنخفض شعبية الرئيس فهذه كارثة لأنه أمل كل المصريين، وبسبب ضعف الحكومة نعطى فرصة للشمتانين من الجماعة إياهم فى أن يفرحوا فينا مع أنهم مصريون.

لذلك تروننى أصرخ بأعلى صوتى وأطالب الأجهزة التنفيذية من وزراء ومحافظين بأن يخففوا عن الرئيس الأثقال التى يحملها وحده، ويكونوا إيجابيين فى حل مشاكل الجماهير، لابد أن نكون واقعيين ولا نرمى بكل مشكلة على الرئيس.. فالرئيس ليس مطالباً بأن ينزل إلى الشارع المصرى ويتعرف على مشكلة كل مواطن، ثم أين المحليات ورؤساء الأحياء والمحافظون والوزراء الذين اعتادوا أن يمطرونا بتصريحات وردية على طريقة خد من حلاوة اللسان، وفى النهاية البلد بيرجع ورا بسبب غياب الحكومة عن مشاكل الجماهير.

أنا لا أريد أن يخرج علينا رئيس الحكومة ليلقى بيانا عن أعماله، فزياراته للمواقع والشوارع أصبحت أكثر من إنجازاته.. وحتى لا نظلم الرجل فهو ابن بلد أصيل تربى فى المواقع كمهندس تنفيذى فأصبح يعرف قيمة الوقت إلى جانب أنه اكتسب احترام الجميع له لالتزامه بالمسؤولية، وهذا الذى كنا ننتظره منه كصانع للقرار فقد كان عليه أن يضع جداول زمنية للمشاريع التى يعلن عنها، ثم يخرج بها على الناس ليعلن عن الانتهاء منها ليكسب المصداقية ويصبح مختلفا عن رؤساء الوزارة الذين سبقوه، وعليه أن يعرف أن عصر الخواطر لم يعد مقبولا فى هذا الزمن.

فيها إيه لو طلب رئيس الحكومة من كل محافظ أن يجرى حصرا بالمشاكل التى يعانى منها الشارع المصرى فى محافظته، ويتولى المحافظ وضع جدول زمنى لحل كل مشكلة.. فهناك خطط تحتاج إلى أرقام عالية فى الميزانية وخطط تحتاج إلى جهود فى المشاركة الشعبية، وأعطيكم مثالا فى هذا.. المحافظ يستطيع أن ينشئ صندوقاً لإسكان الغلابة فى دائرة محافظته رأسماله من المواطنين، باستصدار موافقة من مجلس الوزراء على طابع قيمته جنيه واحد باسم الإسكان الشعبى، وهذا الطابع يكون إجباريا عن كل معاملة تتم مع الأجهزة التنفيذية فى المحافظة.. المهم نتعامل مع الأشخاص ولا نتعامل مع قدرتهم المالية، لا نفرق بين الغنى والفقير، ويسرى الطابع على الجميع دون تفرقة، ثم إن جنيها واحدا لا يؤثر على الفقير، خاصة يوم أن يعرف أنه هو المستفيد.. ومن المؤكد أن حصيلة هذا الجنية سوف تصل إلى أكثر من خمسة ملايين فى الشهر، نستطيع أن نبنى بها مساكن على دفعات للغلابة الذين يسكنون العشش والمقابر حتى ولو بنظام غرفة وصالة، وهذا أرحم لأسرة تنام هى وعيالها فى الطل.. بهذه المشاركة الشعبية البسيطة نستطيع أن نفعل شيئا ونوزع الشقق على المعدمين مجانا بالجهود الذاتية وليس بميزانية الدولة، وبتنفيذ هذا المشروع سوف تنعكس آثاره على محبة الضعفاء للرئيس الذى هو أمل كل المصريين، على الأقل نتركه يخطط لمستقبل مصر دوليا وداخليا فى المشاريع القومية الكبيرة، والتى ننتظر بشائرها فى أغسطس القادم.

ما أقوله هو عينة من الاقتراحات، وأكيد رؤية رئيس الحكومة أفضل من رؤيتى، المهم أن يعطى وزراءه كبسولات فى الشجاعة لعلاج الشلل الرعاش الذى أصابهم فى أياديهم فأصبحوا عاجزين عن إصدار القرار.. لا نريد من حكومة محلب أن تبيع الهوا للمصريين، أو تتعامل معهم بلغة الصم البكم.. نريد أن يعود لنا إبراهيم محلب الذى عرفناه مقاتلا فى البناء والتعمير فاستحق موقعه كرئيس للوزراء عن جدارة، فقد كنت أنتظر منه أن تكون له بصمة على صدر القضايا الحيوية.. ما الذى كان يمنع من تخصيص عام 2014، الذى انتهى أمس، لقضية النظافة.. وعام 2015 لقضية التعليم، والعام الذى يليه للصحة والعلاج.. هذا الكلام أقوله له كصديق، فقد كان قلمى هو القلم الوحيد بين الكتاب والصحفيين الذى وقف جانبه يوم أن قلشه الإخوان من رئاسة المقاولون العرب، ويومها أصابنى الحزن لضرب كفاءة وطنية مثل محلب، فقد أعطى الرجل أحلى سنى عمره لوطنه، وإذا كنت قد طالبت المصريين يومها بأن يمنحوه وساما عن عطائه ووطنيته، فاليوم أطالبه بأن يكون أكثر عطاء مع هؤلاء المصريين بعد أن أصبح رئيسا للحكومة.

[email protected]

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى