أخبار مصر

شيح الأزهر: افتتاح المسجد الكبير ومركز مصر رمز يشير إلى تعانق العبادة والعلم والمعرفة في الإسلام

أكد فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، أن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي، صرحين عملاقين، هما مسجد مصر، والمركز الثقافي الإسلامي، في العاصمة الإدارية الجديدة؛ يعد رمزا لتعانق العبادة والعلم والمعرفة في الإسلام.

جاء ذلك في كلمة ألقاها شيخ الأزهر الشريف، أمام الرئيس السيسي، خلال افتتاحه مركز مصر الثقافي الإسلامي.

 

 

واستهل الإمام الأكبر كلمته بتقديم التهنئة للرئيس السيسي والشعب المصري، والأمتين الإسلامية والعربية، ملوكا وأمراء ورؤساء وقادة؛ بمناسبة شهر رمضان الكريم، سائلا المولى- سبحانه وتعالى- أن يلهم الإنسانية جمعاء رشدها، وأن يعيد إليها صوابها وعقلانيتها، وأن يمن على عباده بالأمن والأمان واليمن والخير والبركات.

 

 

وقال شيخ الأزهر «من بشائر الأمل والفأل الحسن أن تتزامن الساعات الأولى من شهر رمضان المبارك، مع افتتاح صرحين عملاقين، هما هذا المسجد الكبير، ومركز مصر الثقافي، في رمز يشير إلى تعانق العبادة والعلم والمعرفة في الإسلام؛ تعانقا لا فكاكة لأحد منها عن الآخر».

 

 

وأضاف أن «العلم النافع في الإسلام، الذي ينجي صاحبه يوم القيامة هو العلم، الذي قصد به وجه الله ونفع الانسان، وإنما خرج عن هذه الغاية ضلالة وضياع، كما أن العبادة التي لا ترتبط بهذا الهدف النبيل هيل هباء في مهب الريح، وحسبنا في هذا التنظير بين علم وعلم وعبادة وعباده قوله تعالى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)، وأن النبي- صلي الله وسلم- كان من دعائه الله إنني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن دعاء لا يسمع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع، ثم يقول (ص): اللهم أني أعوذ بك من هؤلاء الأربع، ويدلنا معه أيضا تاريخ العلم المعاصر، من أن العلم سلاح ذو حدين، وأن من العلم علما يكون هلاكا ودمارا للبشرية، وافتقارا وجوعا لأبنائها، كما يدلنا ذلك أيضا ما ينبهنا إليه القرآن الكريم من أن أول ركن من أركان الإسلام، وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، إنما يستند إلى العلم والعلم وحده، لا للتسليم المجرد أو التقليد الأعمى الذي لا نظر معه ولا تدبر؛ حيث قال سبحانه»فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم«ولم يقل فسلم أو فعتقد أنه لا إله إلا الله.

 

 

وتابع: هذا الشهر الكريم- الذي نستفتح بساعته الأولى صيامنا وعبادتنا وتلاوتنا للقرآن الكريم- فرض في السنة الثانية للهجرة بالمدينة المنورة قبل فرض الزكاة، رغم أنه يذكر دائما بعددها في عد أركان الاسلام، وتفسير ذلك في ما يقوله العلماء أن الصوم لما كان أشد أركان الإسلام مشقة على النفس، كان من المناسب في الحكمة الإلهية، أن يبدأ ترتيب الأركان أولا بالأخف مشقة وهو الصلاة، ثم يثني بالزكاة؛ لأن مشقتها وسط بين مشقة الصلاة والصوم، ثم يثلث بالفريضة الأشق وهي صوم رمضان.

 

 

وأضاف أن «مشقة الصوم تنبع من فلسفة الترك والترفع، والاستغناء التي تدور عليها أبعاد هذه الفريضة من الامتناع عن لذائذ النفس وشهواتها، ثم من ابتعادها عن رذيلة الرياء، والمتعة التي قد يشعر بها المتعبدبالفرائض الأخرى، والتي للنفس وحظوظها منها نصيبا يقل أو يكثر، وفي الصوم تشبها بصفة من صفات الله تعالي، قدر ما تطيقه الطاقة البشرية، أو الطبيعة البشرية، وهي الاستغناء عن الطعام والشراب».

 

 

وقال: «الصائم بهذا الاستغناء، كأنه يعبدربه بصفة من صفاته تعالى، وما تفرض به الصوم عن سائر أركان الاسلام، أنه لم يقع عبادة لغير الله، فلم يعرف في تاريخ الكفر والكفار، أنهم عظموا أصنامهم بالصيام كما عظموها بالصلاة والزكاة والحج، وللصوم خصوصية أخرى يتفرد بها، وهي أن سائر العبادات تنقص باستفاء حقوق العباد ومظالمهم يوم القيامة، ماعدا الصوم؛ فإنه يبقى كاملا موفورا لصاحبه لا ينقص من قدره هذه الاقتصاص من الحقوق والمظالم أمام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب لذلك وللصوم خصائص كثيرة يضيق المقام عن سردها، كما اختص الله الصوم بانتسابه إليه، حيث قال»كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به«.

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى