أخبار مصر

مقال نيافة أنبا إرميا .. «قدرة الله»

أود أن أهنئكم اليوم بـ”عيد القيامة المجيد” الذي يحتفل به أقباط مِصر ومَسيحيو الشرق اليوم، مصلين لله أن يبارك بلادنا مِصر وشعبها بالخير والبركات والسلام.
حين نحتفل بـ”القيامة”، نتذكر قدرة الله العظيمة التي لا يمكن لعقل إدراكها كاملةً؛ ففي يوم القيامة سوف تقوم أجساد البشر جميعًا منذ آدم حتى منتهى الأجيال، عندما يسمع البشر صوت الله: “لا تتعجبوا من هٰذا، فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته، فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عمِلوا السيئات إلى قيامة الدينونة.”، وقيل أيضًا: “وسلَّم البحر الأموات الذين فيه، وسلَّم الموت والهاوية الأموات الذين فيهما. ودِينوا كل واحد بحسب أعماله.”. إن صوت الله لقادر على إحياء البشر جميعًا من رقاد الموت، وعودة الحياة لهم، إذ الله – تبارك اسمه – هو الحياة ذاتها، ومصدرها وواهبها لبني البشر.
أيضًا تتجلى قدرة الله الفائقة في يوم الدينونة عندما تجتمع كل الشعوب أمام عرش مجده، كي يحاسب كل إنسان على ما قدم في حياته، إن كان خيرًا فللحياة الأبدية، وإن كان شرًا فللموت والهلاك الأبدي، فيذكر القديس “يوحناالرسول” في سفر الرؤيا: “ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله، وانفتحت أسفار، وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة، ودِين الأموات مما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم.”. إنها قدرة الله العجيبة التي سوف تدين العالم.
إن القيامة هي إحدى معجزات الله التي سوف يجتازها البشر جميعًا في اليوم المخوف العادل. وحياتنا في هٰذا العالم ما هي إلا حُلم قصير،أو كما ذكر القديس “يعقوب الرسول”: “أنتم الذين لا تعرفون أمر الغد! لأنه ما هي حياتكم؟ إنها بخار، يظهر قليلاً ثم يضمحل.”. لذٰلك، ونحن نحتفل اليوم بقيامة السيد المسيح،علينا أن نتريث قليلاً ونتأمل في حياتنا وأعمالنا وما أعددناه اليوم لقيامة الغد.
كل عام وجميعكم بخير.
الأسقف العام رئيس المركز الثقافيّ القبطيّ الأرثوذكسيّ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى