أخبار مصر

بعد الاكتشافات الأثرية بالإسماعيلية.. قصة «سنوسرت الثالث» وحفر قناة سيزوستريس بين النيل والبحر الأحمر| صور

عاش الملك سنوسرت الثالث كأسطورة حية سواء في حياته أو بعد مماته، فقد كان لهذا الفرعون دوره المشهود في تأمين حدود مصر، ونشر الأمن والأمان في كافة ربوعها، لقد واجهت مصـر في عهد الملك سنوسرت الثالث “خامس ملوك الأسرة 12 ” عدة تهديدات خارجية، فسعى جاهدًا لتأمين الحـدود وسُبل التجارة وبث الاحترام في نفوس الجيران.

ترأس بدوره يقول مجدي شاكر كبير الأثرين بوزارة السياحة والآثار لـ”بوابة الأهرام”، أن الملك سنوسرت الثالث ترأس أغلب حملاته بنفسه فقادها إلى أواسط فلسطين لتأمين الحدود الشرقية، وأمن الحدود الجنوبيبة ومهد لذلك بشق فتحة واسعة بين صخور الشلال الأول بلغ عرضها 20 ذراعًا، وبلغ طولها 150 ذراعًا، وبلغ عمقها 15 ذراعًا، كما روت نصـوصه، لتيسر انتقال أسطوله وجيشه وتيسر وصول الإمدادات إليه.

الملك سنوسرت الثالث

 

يُنظر للملك سنوسرت الثالث باعتباره أعظم فراعنة الدولة الوسطى، وسماه الإغريق “سيزوستريس الثالث”، ويعتبر مصدراً لأسطورة “سيزوستريس”،  كما ينطق الاسم كذلك “سنووسرت الثالث”.

لقد أقام الفرعون لوحة الحدود المشهورة فضلا عن عدة حصون وقلاع منها قلعة “سمنة” عند آخر حدود جنوبية في عهده، ومن ضمن ما جاء في لوحة الحدود الخالدة:”قد جعلت تخوم بلادي أبعد مما وصل إليه أجدادي وإنني ملك يقول ويُنفذ، إن الرجل الذي يركن إلى الدعة بعد الهجوم عليه يقوى قلب العدو، والشجاعة هي مضاء العزيمة والجبن هو التخاذل” .

ويعتقد أن سنوسرت الثالث قد حكم لمدة 39 سنة، فيما شهدت آخر عشرين سنة من عهده اشتراك ولده أمنمحات الثالث معه في الحكم.

وأضاف شاكر، أن سنوسرت الثالث رأي ضرورة حفر قناة عند الشلال الأول ليعبر فيها إلى أعالي الشلال وقام بغزو بلاد الأعداء، ثم قام بحفر ترعة الشلال من جديد وسار بجيشه ليهزم الكوش، واهتم بتشييد وعمارة حصن إلفننين بأسوان، وتحدث المؤرخون والرحالة الإغريق والرومان مثل:هـيرودوت، وديودور، وإسترابون وبليني، عن قناة كانت تصل بين النيل وبين البحر الأحمر، وتبدأ من الفـــرع البوباسطي للدلتا شمالي الزقازيق بقليل ثم تمتد خلال وادي الطميلات حتى تنتهي إلى البحيرات المُرة.

ونسب المؤرخ “بليني” أقدم مشروع لهذه القناة إلى عهد الفرعون سنوسرت الثالث، وقد رفع المصريون سنوسرت لدرجة التقديس بعد مماته؛ بسبب إسهاماته العديد.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار في بيان لها، الكشف عن مجموعة من الأواني و الامفورات الرومانية بتل المسخوطة بالإسماعيلية، حيث نجحت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار والمجلس الوطني للبحوث الإيطالية- معهد الدراسات القديمة بالبحر المتوسط (CNR)- العاملة بموقع تل المسخوطة بمحافظة الإسماعيلية، في الكشف عن مجموعة كبيرة من الأواني و الامفورات تعود للعصرين المتأخر واليوناني الروماني.

وأكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أهمية هذا الكشف حيث أنه يزيل النقاب عن عدد من المعلومات المهمة التي تشير إلى أهمية هذه المنطقة قديما كمقر تجاري، مضيفا أن هذه المنطقة كانت مركزًا للتجارة والاتصالات الدولية خلال العصر الروماني حيث كانت مصر مركزا للتجارة الدولية، وذلك بفضل البنية التحتية الهامة في ذلك الوقت والمتمثلة في القناة التي كانت تربط بين البحر الأحمر والبحر المتوسط والمعروفة باسم قناة سيزوستريس.

 وأوضحت الدكتورة اندريا انجيلينا رئيس البعثة، أن البعثة نجحت أيضًا في الكشف عن منحدر ضخم يرتفع إلى أعلى السور الضخم الذي تم اكتشافه خلال أعمال الحفائر عام 2017، والذي يمثل الجانب الشمالي من سور المدينة الكبير، وكان المنحدر يساهم بشكل كبير في حماية أحدي القلاع الحربية الموجودة بالموقع ناحية الشرق وكذلك الممر الذي كان يستخدم في تحصيل الرسوم والجمارك في طريق التجارة وتأمين القوافل التجارية وصد أي عدوان قادم من ناحية الشرق.

الملك سنوسرت الثالث
بوابة الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى