الأخبار

حالة عاشتها الإسكندرية

 

 

73

 

يوم الجمعة الماضى عاشت الإسكندرية حالة جديدة عليها، هذه الحالة كانت بفكرة صدرت عن بعض الشباب السكندرى وتبناها محافظ الإسكندرية معهم، وهى كيف نجعل أنظار العالم تتجه إلينا، ولماذا لا نصدر رسالة تقول إن ثانى مدن مصر آمنة، وإن هناك سلاما اجتماعيا وتعايشا بين الجميع، وأن درجة الأمن والأمان أصبحت موجودة بصورة عالية.

وبالفعل بدأ الشباب الاستعداد لعمل أطول مائدة طعام فى التاريخ، كنت أرى أن من الصعب تحقيق ذلك، ولكن منذ صباح الجمعة رأيت وسمعت الحماس من الكثيرين للوقوف بجانب هؤلاء الشباب لتحقيق الهدف من فكرة تفيد مصر كلها إعلامياً، وبالفعل قبل الإفطار بحوالى ساعة تنزهت على كورنيش الإسكندرية، المكان الذى كانت المائدة أعدت أمامه، وكان من الملاحظ حماس الشباب وإصرارهم على النجاح وكان الأمن أيضاً يتابع الترتيب والتنظيم، رغم قناعتى الشخصية أنه من الصعب أن تأتى تصرفات تعكر صفو الأمن فى هذا اليوم، وكادت فرحة الشباب أن تكمل، ولكننا للأسف الشديد لدينا الكثيرون من شعبنا يرفض أن نكون شعبا منظما، أن تكون سلوكياتنا منضبطة. وبفضل محاولات الشباب المنظمين وعلى امتداد أكثر من 4 كيلومترات، هو طول المائدة، من الممكن أن نقول إنه كان هناك نجاح 75% من المائدة، ولكن للأسف الشديد الباقى شىء مؤسف، وشىء همجى، وأفراد من الشعب جاءت لإفساد فرحة الشباب، الطعام كان متوفرا، والكل كان من الممكن أن يفطر ويعود إلى بيته فرحا وسعيدا بأن هناك شبابا استطاعوا تحقيق فكرتهم، واستطاعوا أن يجمعوا أكبر قدر من أهالى الإسكندرية فى احتفالية بسيطة.

حمداً لله نال الشباب ما كانوا يحلمون به ودخلت مائدتهم، التى اشترك معهم الكثيرون من رجال الأعمال وأصحاب المحلات والمطاعم وحصلت المائدة على لقب أطول مائدة طعام فى العالم، ودخلت موسوعة جينيس.

ولكن ماذا سوف نفعل مع سلوكيات هؤلاء الخارجين المصريين على إفساد كل ما هو جميل، ما هى خطة الحكومة لعودة الانضباط فى هذه السلوكيات، وما هو دورنا كمجتمع مدنى لكى نساعد الحكومة فى حل هذه المعضلة، والتى سوف تعوق كل تقدم لمصرنا الحبيبة. لابد من التفكير والبدء فى العمل على ضبط هذه السلوكيات، ومهما أخذت من وقت ومن جهد ومن مال، فهى تزيد فى أهميتها عن التعليم وعن الصحة وعن كل شىء.

نلتقى الأسبوع القادم بإذن الله.

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى