أخبار مصر

«منشق» عن «داعش سيناء» يفضح خبايا التنظيم الإرهابي

بثت جماعة “جند الإسلام” في سيناء، شريطا مصورا تحت عنوان “معذرة إلى ربكم”، لشخص قالت إنه «منشق» عن «داعش سيناء»، يدلي باعترافات شخصية عن انضمامه إلى التنظيم الإرهابي وتفاصيل العمل داخله.

وسجلت الجماعة، اعترافات «المنشق» في صورة حوار (سؤال وجواب)، والذي تركز حديثه حول الانشقاقات الكبيرة التي تضرب «داعش سيناء» ووجود رغبة لدى عدد كبير من عناصره بالانشقاق، ولكنهم لا يعرفوا الطريق لذلك.

وكشف «المنشق» عن تورط «داعش سيناء» في الهجوم على مسجد الروضة، الذي استشهد على إثره نحو 309 شهداء وإصابة عشرات آخرين.

في بداية الشريط المصور، عرفت جماعة «جند الإسلام» صاحب الاعترافات، بأنه “كان جنديا في صفوف تنظيم الدولة، وعلى إثر ما شاهده من الجرائم والتكفير بحق المسلمين في سيناء، قرر ترك التنظيم بكامل إرادته، وحاول أكثر من مرة الهرب ولكن اعتقل وعذب، ونجح في ذلك، قبل أن يسجل شهادته لإبراء الذمة”.

وقال «المنشق»، إنه انضم للتنظيم الإرهابي، بعد رؤية الإصدارات التي يصدرها «داعش سيناء»، وتحدث إليه شخص يدعى يحيى يحثه على الانضمام إلى التنظيم.

وأضاف أنه بمجرد الوصول إلى سيناء، وضعه التنظيم في «مضيفة» -مكان للإقامة-، بالعريش لمدة 15 يوما، بعد مصادرة هاتفه وشريحة الاتصال.

وتابع أن التنظيم رحله مع بعض الأشخاص الآخرين الجدد إلى «مضيفة» إلى قرية الليفتات، تمهيدا لتوزيعهم على القطاعات المختلفة داخل التنظيم.

ولفت إلى أنه ذهب إلى قرية شبانة لمدة شهر، قبل العودة لكي ينضم إلى «الحسبة»، ثم إعادته إلى صفوف المقاتلين.

وشدد على أنه هرب برفقة 7 آخرين من عناصر «داعش سيناء» خلال الفترة الأخيرة، وقبل ذلك حاول الهرب، ولكن لم ينجح في مساعه.

وأوضح أن حوالي 40 عنصرا هربوا من التنظيم بمدينة العريش خلال الفترة الماضية، وهناك آخرين في هربوا على فترات سابقة، مشددا على وجود أشخاص يريدون الهرب ولكن لا يعرفون الآلية.

وتطرق «المنشق»، إلى تفاصيل التحقيق معه بعد فشله في الهرب من التنظيم، وقال: “أخذونا في السجن وتعرضنا للتحقيق من قبل أبو بلال مسؤول الجهاز الأمني في الشيخ زويد، بأسلوب بشع، وسط اعتداءات علينا بكابل كهربائي، وإهانة وتعذيب، ما شوفت ذلك من قبل”.

وكشف عن أسماء بعض العاملين مع أبو بلال –المشار إليه سلفا-، وهم أبو مقدام الغزاوي وشداد الأنصاري.

وحول قضية شخص يدعى »أبو مريم الروسي»، قال إنه انضم للتنظيم كـ «استشهادي» -بحسب وصفه-، وظل في التنظيم لفترة طويلة، وفضلت القيادات نقله إلى قطاع العريش لاعتبار وجود عمليات هناك أكثر، ولكن أحدث أزمات هناك بعد الهجوم على قيادات التنظيم، ورغبته في الرحيل عن «داعش سيناء »، حتى قاموا بقتله بالعريش من قبل رجال «الحسبة».

وبسؤاله حول قضية شخص يدعى «الأنصاري»، أوضح أن التنظيم اتهموه بـ «الجاسوسية»، وتعرض للتنكيل، وأصابته حالة نفسية سيئة للغاية، وتبين لاحقا أنه ليس جاسوسا.

وتحدث «المنشق» عن عملية قتل موسى أبو زماط، وأشار إلى أن كان يهرب السلاح إلى حركة «حماس»، وأيضا يأتي بالسلاح إلى التنظيم الإرهابي، وتفاجأ الجميع بجمع عدد من العناصر لحضور إقامة حد الردة على أحد الأشخاص.

وقال إن التنظيم الإرهابي عمم على العناصر أنه مرتد لأنه يعاون «حماس» المرتدة –بحسب قولهم-، منوها إلى أن شقيقه «أبو حمزة الرميلي» -مسؤول القطاع العسكري في الشيخ زويد، رفض رؤيته خلال قتله.

واستطرد: “أن الذي أذاع إصدار قتل أبو زماط، يدعى كاظم الغزاوي، ومعظم اللي ظاهرين غزاوية، والهدف من التصوير رسالة لحماس، بأن أي حد يتعامل معاكم سيقتل، فضلا عن استقطاب ناس من غزة”.

وأكد «المنشق»، أن معلومات تسربت من قطاع العريش التابع للتنظيم الإرهابي، إلى الشيخ زويد، تحدثت عن تمكن عناصر «داعش سيناء» من الهجوم على مسجد الروضة التابع للصوفية، لأنهم مشركين وعباد القبور –بحسب قوله-.

ولفت إلى أنه بعد الحادث بأسبوع، أذاعوا عبر أجهزة اللاسلكي أنهم هجموا على المسجد بالفعل، واغتنموا أسلحة وذخائر، موضحا أن هناك عدد كبير من قيادات التنظيم كانت سعيدة بعمليات القتل والإبادة لكل الناس في الهجوم على الروضة.

وفضح ممارسات التنظيم الإرهابي الإعلامية، من خلال تضخيم عملياته الإرهابية، وذكر أنه مثلا إذا استهدف آلية عسكرية، يقوم التنظيم بذكر عبارات “الإصابة المباشرة، واغتنام أسلحة، وسقوط القتلى”، بينما يكون الاستهداف بسيط للغاية.

وشدد على أن عناصر «داعش سيناء» ليس لهم حرية المتابعة الإعلامية واستخدام الإنترنت، إلا في أضيق الحدود وتحت مراقبة الأمنيين.

وذكر أن مجلس شورى التنظيم الإرهابي يتكون من 10 أفراد، ولكن أبرز اثنين هما أبو سهل الوالي، ونائبه أبو صالح، وأخيرا محمد سعد الصعيدي القاضي الشرعي لـ «داعش سيناء».

ووجه رسالة في ختام حديثه لعناصر التنظيم، بأن من يريد الهروب، فعليه إتباع نفس طريقته، بالانضمام إلى «جند الإسلام»، التي أذاعت كيفية الهروب من «داعش سيناء»، وأنه اتبع التعليمات ووصل إلى الجماعة.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى