الأخبار

تفاصيل الحوار الإستراتيجي بين مصر وأمريكا

 

 

21

 

أكد سامح شكري وزير الخارجية، حرص مصر  على حقوق الإنسان وسيادة القانون وتنظيم عمل مؤسسات المجتمع المدني، لافتا إلى أن تلك المنظمات التي تعمل بشكل قانوني بلغ عددها 45 ألف، ويتم توفير الحماية لها، وتعمل وفق القانون ويضمن تلبيتها للاحتياجات من خلال تقنين أوضاعها.

 

وأضاف، أن مصر تتابع عن كسب التطور العلمي من أجل حماية وتعزيز حقوق الإنسان بهدف الاستفادة من التجارب الناجحة، وندرك أن أي من دول العالم لم تصل للمستوى المثالي في حقوق الإنسان مما يحتم علينا جميعا للسعي والوفاء بالمبادئ العالمية لحقوق الإنسان ،ومضاعفة الجهد الدولي والسعي لصياغة مبادئ  عالمية .

 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده شكري  مع نظيره الامريكي في ختام الحوار الاستراتيجي بين البلدين والذي استضافته القاهرة اليوم.

 

وقال شكرى إن مصر لم تتعامل مع المشروطيات السياسية  في اي مرحلة من المراحل، وأن الولايات المتحدة حاولت فرض مشروطيات علي التعاون بين البلدين في فترات سابقة  .

 

وأكد أن مصر تتفاعل مع شركائها بما يراه الشعب المصري في صالحه ، باعتباره البوصلة الوحيدة التي توجه السياسات المصرية.

وأشار شكري إلى أن اتفاق الجانبين على أن يصبح الحوار مؤسسي، ويتم عقده بشكل دوري كل سنتين أو بوتيرة أسرع، إذا ما اقتضت الحاجة بطرح مشترك تعبيرا عن الأهمية لمواصلة الحوار والتشاور بين البلدين لتقديرهم لأهمية العلاقة وأثرها الإيجابي على الأوضاع الإقليمية والدولية.

 

وحول تفاصيل الحوار الاستراتيجي، أشار شكري إلى أنه تناول محورين الأول تضمن العلاقات بين البلدين في مختلف جوانبها الاقتصادية والعسكرية، والثاني تناول القضايا السياسية، وعكس حرص الجانبين على تفعيل العلاقات الثنائية وتوفير قناة للتواصل حول مختلف القضايا الإقليمية فالولايات المتحدة قوة دولية ومصر قوة إقليمية تسمح لها بالتعاون لمواجهة ما يحدث في المنطقة في الوقت الراهن.

 

وشدد شكرى على أن  المباحثات جرت في أجواء إيجابية وأسهم الحوار في مراجعة أوجه العلاقات الثنائية المختلفة وطرح أفكار جديدة تحدد مسار العلاقات بين مصر والولايات المتحدة مستقبلا في الملفات السياسية والعسكرية والأمنية وتنمية محور قناة السويس والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتم تناول  الاهتمام المشترك لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان باعتبارها تلبي طموحات الشعب المصري والعمل على مراجعة الأوضاع المختلفة والخاصة بحقوق الإنسان وضرورة إزكاء سيادة القانون والتنظيم المجتمعي باعتباره التزاما لا نحيد عنه، وأوضح التقرير على عمل منتظمات المجتمع المدني وهناك ما يقرب من 45 ألف منظمة .

 

وأكد وزير الخارجية تطابق الرؤية بين مصر وأمريكا انطلاقا من قاعدة أساسية هي التعاون من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة الشرق الأوسط ومضاعفة الجانبين للجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية لما يمثله من خطر لمواجهة السلم والأمن الدولين والعمل على تعزيز عملية السلام في إطار المبادرة العربية للسلام ، مشيرا إلى تناول الأزمة الليبية وضرورة الوصول إلى حل سياسي بين الطرفين، واتفقنا على تنفيذ اتفاق الصخيرات لتشكيل حكومة وحدة وطنية واعادة اعمار ليبيا وأكدت مصر على اهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية.

 

وأكد الجانبان أهمية الحل السياسي في اليمن بما يضمن وحدة أراضيه، وفيما يتعلق بالأزمة السورية توافقنا على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة السورية ، كما أكدت مصر تطلعها إلى أن يسفر اتفاق الدول الكبري مع إيران  عن تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وأن يحول التنفيذ له دون الانتشار وحيازة السلاح النووي ويؤدي إلى اخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

 

وقال شكري : المشاورات كانت إيجابية وتعبر عن عمق االعلاقات ولا يمكن وصف العلاقات بأن هناك خلافات كبيرة بين البلدين ولكن هناك تباين  في وجهات النظر في بعض الجوانب وهذا أمر طبيعي في العلاقات بين أي بلدين ، ولقد طرحنا رؤانا بكل وضوح وصراحة واتسم الحوار بالتوافق في الرؤية في المجالات الثنائية وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية ومن ثم القدرة على العمل بشكل مشترك.

ومن جانبه أعرب كيرى عن سعادته بالعودة الي القاهرة موجها الشكر للرئيس السيسي وللوزير شكري علي الترحيب ، مؤكدا التقدير الامريكي الكبير للدور الحيوي المصري التاريخي لتحقيق الاستقرار بالمنطقة ، لافتا الي ان الحوار الاستراتيجي تم خلاله تغطية كافة  الجوانب الاقتصادية والسياسية.
و شدد كيري علي تضمان بلاده الكامل مع مصر في حربها للارهاب مجددا الادانة لحادث اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات والعمليات ضد الجيش والشرطة  في سيناء ، مؤكدا انه لايوجد عذر سياسي او عقائدي لقتل الأبرياء في عالم يحتاج لافكار بناءة ومشاركة من المواطنين ، ولذلك مكافحة الاٍرهاب كانت علي رأس اعمال الحوار  واضفا داعش بالخصم الفظيع  ، مضيفا : وناقشنا في الحديث اليوم حول التحديات التي يشكلها مكافحة الاٍرهاب ونحن نبني عملية سياسية شمولية ، ويتوجب علينا استكشاف الفرص والعمل سويا للكشف عما يقوم به الإرهابيين،  مرحبا بمشاركة مصر في اعمال التحالف الدولي لمكافحة الاٍرهاب ومشاركتها في المؤتمر المقرر عقده لهذا الغرض الشهر القادم.
واكد  كيري علي اهمية مواجهة الاٍرهاب وفقا لاستراتيجية شاملة للجمع بين التأهب والمواجهة الفكرية فالارهابيون الذين يقتلون المدنيين ورجال الشرطة يجب محاكمتهم ومن الضروري ان نفرق بين من يلجأون للعنف ومن يسعون للمشاركة السياسية حتي لو كان ما يقولونه لا يسبب الراحة لبعض الأطراف ، موجها الشكر لنظيره المصري علي الحديث الصريح والمباشر وهو توازن صعب ولكن ضروري ، مشيرا الي ان نجاح محاربة الاٍرهاب يعتمد علي بناء الثقة بين السلطات والمواطنين.
وحول الاوضاع الداخلية قال الوزير الامريكي: اتفقنا علي اهمية إتمام الانتخابات البرلمانية وفهمت انها ستعقد الخريف المقبل وستكون فرصة هامة ومفتوحة للاعبين السياسيين  ، تحدثنا عن إصلاحات في الشرطة وفتح المجال لمنظمات المجتمع المدني ،  و نقلنا رسالة الصداقة للشعب المصر وتفهمها لحاجته للعيش في امن وسلام ، سنقوم بكل جهدنا لمشاهدة الحكومة علي إتمام خارطة الطريق.
ووجه الوزير الامريكي التهنئة لمصر علي مشروع قناة السويس الجديدة التي وصفها بالمشروع والانجاز العظيم الذي سيكون له اثر كبير علي العالم،  و سيحسن  مناخ الاستثمار ويساهم في خلق وظاىف للشباب بمصر ، معربا عن تطلع بلاده لمساندة مصر في هذا الإطار ، مشيرا الي ان استمرار التنسيق بين البلدين لتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها  خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي .
وفى سؤال حول  ازدواجية الخطاب الامريكي وعدم تقدير التحديات التي تواجهها مصر، اعتبر كيري السؤال يتناقض تماماً مع ما تم خلال الحوار قائلا : الاجتماع الذي عقدناه كان بناء للغاية ويعكس الامور التي تحركت علي مدي الأشهر الماضية وكثير من المشاركة الاقتصادية والأمنية يؤكد اننا نتجه لعلاقات أمتن ، وزدنا المساعدات العسكرية العسكرية وهناك الكثير من المعدات الخاصة بمحاربة الاٍرهاب وتحدثنا عن اجراءات علي الحدود والعودة الي برنامج برايت ستار والمنح الدراسية التي ستتاح للمصريين بخلاف الناحية الاقتصادية ونحن نمثل خمس الاستثمارات المباشرة في مصر والرىيس السيسي عقد اجتماعات مع شركاتنا وجنرال الكتريك عملت جديا ضمن خطة حل ازمة الطاقة، وهناك بعض التوتر حول بعض القضايا ناقشناها بصراحة وعبرنا عن قلقنا بشان بعض التحديات الخاصة بحقوق الانسان ولكننا واضحون في دعمنا للحرب علي الاٍرهاب ، مضيفا : اعرف ان ما قامت به البلدين علي أساس ادراك اهمية العمل سويا لضمان تحول مصر اقتصاديا لتوفير بداىل عن الاٍرهاب واتفقنا علي ضرورة مكافحة الاٍرهاب بليبيا وسيناء لافتا الي تسمية أنصار بيت المقدس كمنظمة ارهابية وإدخالها  ضمن نشاط تحالف مكافحة داعش بعد انضمامها لداعش، ووجود مصر كدولة ديقراطية سلمية مستقرة يهدف الي دعم  جهودنا في المنطقة.
من جانبه قال شكري : المشاورات إيجابية وتعبر عن العلاقة الممتدة بين البلدين ولاتوجد خلافات كبيرة ولكن تباين في وجهات النظر ولمصر رؤية ثبت انها ثاقبة من وعي وعلم بطبيعة المنطقة ونطرحها بكل وضوح وصراحة ونتمني ان تكون محل تحقيق ومراجعة وفي مجمل القضايا اتسمت بالتوافق في الرؤي وبخاصة في العلاقات الثناىية والتعاون المشتركة والقضايا الإقليمية والدوليون.
ووجه مايكل  جوردان من جريدة نيويورك تايمز تساؤلا حول هل ستكون مصر قادرة علي تفادي الاٍرهاب اذا لم تحترم حقوق الانسان بشكل اكبر ، وهل تعبر الولايات المتحدة الاخوان منظمة ارهابية، ثم وجه سؤالا لشكري زاعما أن مصر تحتجز ١٨ صحفيا دون تقديم تهم وهل تنوي مصر تحسين اوضاع حرية الصحافة؟
وقال شكري : لايوجد اي صحفي مسجون بسبب عمله ولكن هناك تداعيات خاصة بتورط البعض بالنشاطات الإرهابية والمساس بالقوانين المعمول بها ونحن الان نحاول بالتعاون مع السلطات القضائية توفير المحامين لهم لنفي التهم ، وبالنسبة للتظاهرات اؤكد ان لكل دولة تنظيم مسالة التظاهرات وفقا لما يتماشي مع استقرارها وأمن بلادها ومن يخالف ذلك سيتم معاقبته وفقا للقانون وكانت هناك احكام مرتبطة بقانون التظاهر او من قام بممارسات ارهابية وهذا موضوع تفرضه علينا الظروف لوقف عملية العنف من قبل .
واكد شكري هناك الكثير من سوء الفهم وقلة المعلومات حول المتظومة القضاىية في مصر فهناك التزام كامل بمواد القانون ولدينا تعريف واضح للموضوعات الخاص بنمو وتطور البلاد في مجال حقوق الانسان والديمقراطية ولاتوجد مشكلة في صياغة التعبير ولايوجد فصل بين منظومة العدالة والقضاء والاستناد علي الإصلاحات التي ادخلناها في القضايا الخاصة بمحاكمة الأفراد ، قائلا : لابد ان نتعامل مع كافة التنظيمات والقاعدة الأيديولوجية التي ترتكن اليها كافة التنظيمات والتي خرجت من جماعة الاخوان المسلمين التي وفرت الذخائر الفكرية لمبدأ تكفير المجتمع .
وأجاب كيري : دخلنا في الكثير  من النقاشات في زيارات اجتمعنا بها في اماكن مختلفة  من العالم حول التحدي الخاص بدحر الاٍرهاب وحماية حقوق الانسان للأشخاص وكنا واضحين حول ايمان الولايات المتحدة باهمية تحقيق التوازن ودخلنا في حوار صريح ، وكثير من الأحيان اشار لوجود ادلة مما شكل خيارا صعب لمصر ، والوضع  في مصر كان هشا وهناك الكثير من التفجيرات وأعمال العنف بما يهدد امن مصر التي تحاول إيجاد مثل هذا التوازن والدليل سيكمن في الانتخابات التي ستجري ويبدو واضحا لي ان هناك التزاما مصريا في تنفيذ ذلك وكان هناك خطأ في القانون ويسعون لتصحيحه ، ومصر علي وعي كامل بالقلق من قبل الكونجرس والإدارة الامريكية ولكني واثق ان الرىيس ووزير الخارجية يدركون هذا التحدي ، ومن الواضح ان هناك ظروف ولدينا عدة قضايا علينا العمل معها بصورة متزامنة فمصر تبقي حيوية ليس فقط لاستقرارها ولكن لاستقرار المنطقة بشكل عام والعمل علي ذلك تحدي كبير والسلطات التي تحدثت معها علي وعي بها وسنستمر في العمل بجد والالتزام بقيمنا وتحسين احوال المصريين . مضيفا : ومن الأشياء التي تحدثنا عنها مشكلة التطرف الذي يحدث من خلال السجون والحاجة الي نظام قضاىي يتحرك بسرعة لانهاء حلقة الاٍرهاب المفرغة ودفع الشباب باتجاه المزيد من التطرف.
وردا علي السؤال الخاص بهل تعتقد الولايات المتحدة ان جماعة الاخوان جماعة ارهابية .. قال كيري : لدينا معلومات عن تورط بعض قيادات الجماعة في اعمال عنف ولكن بالتأكيد ليس كلهم .
وحول الاتفاق النووي مع ايران .. اشار كيري الي ان بلاده وصفت ايران لسنوات  ايران باعتبارها الدولة الاولي الراعية للارهاب في العالم واتخذت خطوات للتعامل معها ، ولكن اذا كانت تزعزع الاستقراربالمتطقك  فالأفضل الا تمتلك سلاحا نوويا وجلسنا معهم لان الاتفاقية ستحقق ذلك ويجب ان نقيس التزامها بمعاهدة منع الانتشار وحتي بداية المفاوضات كانت ايران تتجه بسرعة كبيرة لتهديد دول المنطقة وكافة الخيارات لازالت متوفرة و لدينا  قناعة ان كافة دول المنطقة اكثر أمانا الان ، لافتا الي مراجعة  خطة العمل مع ايران خلال جلسات الحوار الاستراتيجي ، ونحن شاكرون لالتزام مصر باتفاقية منع انتشار الاسلحة النووية ، مضيفا الولايات المتحدة ومصر تدركان ان ايران ضالعة في اعمال تزعزع الثقة ، واشار الي تؤججه للاجتماع مساء الامس للتشاور مع اعضاء مجلس التعاون الخليجي في الدوحة ،وإذا تم تنفيذ الخطة سيكون كافة دول المنطقة اكثر أمانا والعلاقة بين مصر والولايات المتحدة التعلق فقط بالتهديدات ولكن بالفرص المشتركة.

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى