الأخبار

سوّاها البخت!!

 

89

يقول المثل: «رب ضارة نافعة».. فما تعرض له عمالقة الفن الثلاثة عبدالحسين عبدالرضا وحياة الفهد وسعاد عبدالله من هرطقة واجراءات تعسفية من وزارة الاعلام، كشف عن فزعة وحب الشعب الكويتي لهذه الرموز الفنية ورفضه المهزلة التي حدثت وطالب برحيل وزير الاعلام ووكيل الوزارة والتعامل بشكل راق يليق بمكانة وقامة هؤلاء الفنانين الذين اسعدوا الناس في الكويت وخارجها على مدى نصف قرن ورسموا الابتسامة على كل الشفاه.
ايضا كشفت هذه الهرطقة والاجراءات التعسفية عن قدرة الاعلام الكويتي الصادق على كشف الحقائق وحشد التأييد والتعاطف مع هؤلاء العمالقة والرموز الفنية ورفع الظلم عنهم وهو ما قامت به جريدة «الوطن» مشكورة من حملة صحافية لعدة ايام كانت لها نتائج طيبة في تراجع وزارة الاعلام عن احالة هؤلاء الفنانين للنيابة العامة وان ترجع الى مجاريها المياه.
سوّاها البخت وجاء الفرج على يد سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الذي التقى في مكتبه الفنانتين الكبيرتين حياة الفهد وسعاد عبدالله وايضا الفنان طارق العلي وكذلك قام بالاتصال الهاتفي بالفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا حيث يجري الفحوصات الطبية في بريطانيا، ولاشك في أنه لفتة كريمة من سمو الرئيس لرد الاعتبار وتطييب خواطر هؤلاء الفنانين وقد اكد سموه في اللقاء اهمية رسالة الفن ودعم الحكومة للاعمال الهادفة.
من محاسن الصدف ان سوّاها البخت هو مسلسل اذاعي تم عرضه في شهر رمضان الفائت وشارك في بطولته لاول مرة ابطال الزمن الجميل وهم عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وحياة الفهد وسعاد عبدالله – وكأنه يتنبأ بما سيحدث من مشاكل وانه سوف يسويها البخت ويتدخل سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك وتعدي الازمة وتنتهي على خير.
الاكيد انه ليس هناك مجال للمقارنة بين وزارة إعلام هذه الايام وبين وزارة الاعلام ايام الشيخ جابر العلي رحمه الله فهناك فرق من السماء الى الارض فقد كان الشيخ جابر العلي يقدر ويحترم الفن والفنانين ويسخر امكانات الوزارة بل حتى امكاناته الشخصية للارتقاء بمستوى الفن فتحولت الكويت في عهده الى منارة ومركز خليجي وعربي للثقافة والفن فكانت الانطلاقة الخلاقة والريادة الكويتية في المسرح والغناء والمسلسلات الخالدة مثل «درب الزلق» وزار الكويت اشهر المطربين والمطربات وتشهد على ذلك حفلات سينما الاندلس.
ان الشيخ جابر العلي رحمه الله حافظ على التراث الكويتي من الاندثار وكذلك التراث الخليجي فقد كان يهتم بالفن البحري والشعبي ويدعم الفرق الشعبية حتى تشارك في الاعياد والمناسبات الوطنية وكانت له رؤية شاملة لكل مجالات الفن فكان يشجع المبدعين وقد اعطى الكثير للحركة الفنية.
ان الدول المتحضرة لا توجد بها وزارة للاعلام فقد تم إلغاؤها حتى في بعض دول مجلس التعاون مثل الامارات العربية المتحدة ودولة قطر وتم تحويلها الى هيئة او مؤسسة حتى تستطيع ان تواكب حركة الاعلام السريعة، واتذكر انه كان في مقدمة اولويات وزير الاعلام السابق الدكتور أنس الرشيد مشروع تفكيك وزارة الاعلام وتحويلها الى هيئة ولكن الوقت لم يسعفه بسبب الاستقالة.
النائب فيصل الدويسان صرح قبل ايام بأن هناك تصوراً لتفكيك وزارة الاعلام وتحويلها الى هيئة، ولاشك انه ادرى بمشاكل هذه الوزارة وشعابها ونطالبه بالاستمرار في دعم مشروع تفكيك وزارة الاعلام التي تحولت في الآونة الاخيرة الى وزارة للاعدام!!
نأمل ان يكون قد طاح الحطب بين وزارة الاعلام وعمالقة الفن وألا تتكرر مثل هذه الاجراءات التعسفية التي تهز وتشوه صورة الفن الكويتي وان تسخر الوزارة امكاناتها في خدمة الفن والفنانين فهؤلاء هم القوة الناعمة التي تسوّق الكويت في الخارج بأنها بلد متحضر وليس برميل نفط فقط.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى