الأخبار

محاولات قبرصية لإخفاء حقيقة اكتشاف 3 تريليون

 

177

بينما تمضي قبرص – ومن ورائها اسرائيل – قُدمًا في التنقيب عن النفط في مياه الشرق المتوسط بالقرب من الحدود المصرية ، خرجت تصريحات متضاربة  عن وزارة الطاقة القبرصية تقول تارة  إن قبرص مستمرة في عمليات التنقيب بعد اكتشاف حقل بترولي  قد يحوى 3.2 تريليون قدم مكعب من الغاز وذلك بعد إجراء مسح سيزمى ثلاثى الأبعاد للمنطقة ، وفي أُخرى تصرح وزارة الطاقة ذاتها  في تصريح آخر بالانجليزية عن أن التنقيب ربما يتوقف لعدم جدواه ، الأمر الذي يصفه خبير مصري في شئون نفط شرق المتوسط  بـ “التحركات المتضاربة المتعمدة” لإبعاد أعين مصر عن حقوقها في الحقل الجديد  .

وقد أُعلن الأحد الماضي عبر وسائل علام اسرائيلية وقبرصية عن إن حقلاً جديدًا للغاز الطبيعى قبالة السواحل المصرية على البحر المتوسط قد يحوى 3.2 تريليون قدم مكعب من الغاز وذلك بعد إجراء مسح سيزمى ثلاثى الأبعاد للمنطقة.

وقالت شركة إسرائيل أبورتيونيتي، وهى شريك فى المجموعة، إنه إذا ثبتت دقة تلك التقديرات، فإن احتياطيات الحقل الجديد الذى يقع على بعد 150 كيلو مترا قبالة الساحل على الحدود البحرية مع مصر وقبرص ستشكل ثالث أكبر كشف فى المياه الإسرائيلية.

وتابعت الشركة ” إن الإحتياطيات بين 1.9 تريليون وخمسة تريليونات قدم مكعبة، بينما تبلغ أفضل التقديرات 3.2 ترليون قدم مكعب. وقال إيال شكير الرئيس التنفيذى للشركة فى تصريحات لرويترز إن من المتوقع البدء بحفر بئر استكشافية فى ديسمبر 2015 بتكلفة تبلغ حوالى 100 مليون دولار.

وأحدثت اكتشافات 2009 و2010 بحقلى تمار ولوثيان العملاقين القريبين اللذين يحويان نحو 33 تريليون قدم مكعبة طفرة بأنشطة التنقيب فى شرق المتوسط.

وتملك إسرائيل أبورتيونيتى عشرة بالمئة فى الحقل الجديد بينما تملك ريشيو أويل 70 بالمئة وإديسون الإيطالية 20 بالمئة.

اسرائيل

وعلى الرغم من ذلك قالت وزارة الطاقة القبرصية، إن شركة “إنى” الايطالية للتنقيب عن البترول، لم تجد ما يكفى من الغاز الطبيعى للاستغلال التجارى بمنطقة “أوناساجوراس” شمال شرق البحر المتوسط .

ووفقًا لبيان الوزارة رسمي صدر بالإنجليزية وتم تعميمه على الصحف الأجنبية ونشرته  cyprus-mai ، فإن المشروع المشترك سوف ينهى عمليات الحفر والتنقيب فى غضون الأيام القليلة المقبلة والانتقال إلى حقل “أماثوسا” الذى يقع ببلوك 9 بالمنطقة الاقتصادية القبرصية، وسوف يستمر عمل سفينة الحفر “سابيم 10000″ بشكل طبيعى، والذى بدأ فى سبتمبر الماضى، حيث وصل نطاق الحفر المتوقع إلى 5800 متر، فى أول حلقة من سلسلة التنقيب الذى تقوم بها سفينة التنقيب تلك.

وقالت وزارة  الموارد القبرصية، أن هذا الاكتشاف لايعد هو أكبر توقع لحكومة قبرص .

في المقابل قال بيان صحفي باليونانية – لغة الدولة القبرصية – أن وزارة الطاقة  قد أكدت أنها تمضي قدمًا نحو  التنقيب في البلوك رقم 9 من المنطقة الاقتصادية القبرصية وذلك في الحقل الذي سمي ” أماثوسا” واستكمال الحفر الاستكشافي فيما سمي بـ “اوناساجوراس”

وقال البيان بحسب موقع “  in.gr  ” اليوناني أن الحفر قد وصل في البلوك ” اوناساجوروس” على عمق 5800 متر ، وهناك استعداد تام لكافة الاحتمالات ، من حيث عائدات التخطيط الاستراتيجي لحقول النفط المكتشفة حديثًا وكيفية الاستغلال التجاري لها . فيما قدمت شركتي  ايني الايطالية  وكوجاز الكورية جميع البيانات الجيولوجية عن المنطقة المستهدفة حاليا والتي ستكون مفيدة في الاستمرار بالتنقيب في المنطقة الاقتصادية القبرصية  .

من جانبه قال نائل الشافعي الخبير في شئون نفط شرق المتوسط  أن نتائج عمليات التنقيب التي تجرى بواسطة شركة “ايني” الايطالية ، بدعم من “كوجاز” الكورية  صدر عنها أنباء متضاربة  عمداً حول  نتائج التنقيب في خزان البلوك -9 القبرصي ، القريب من لبنان والممتد لمصر .

وقال الشافعي أن التنقيب بدأ بعد تصديق مصر على اتفاقية تقاسم مكامن الطاقة على الحدود الساحلية بين قبرص واليونان ، وهي الاتفاقية  التي تمنع مصر من التنقيب بالقرب من المياه القبرصية إلا بإذن من قبرص .مشيرًا إلى أن البلوك – 9 هو امتداد لنفس الخزان الذي يضم حقول لفياثان وتمار الإسرائيليين وأفروديت القبرصي، والممتد  داخل المياه المصرية.

نائل الشافعي

وأوضح الشافعي أن التنقيب تقوم به شركة “إني” الإيطالية باستخدام أكبر سفينة حفر في العالم “سايبم-10000″، وبتمويل من شركة “كوجاس” الكورية وهو التنقيب الذي اعترضته السفن الحربية التركية في نوفمبر.

وقال : ” يبدو أنه من يكتشف اولا يمتص حقل جاره .. هذا ما يحدث حاليا مع هذا الاكتشاف الجديد ، حيث أنه منذ عام  2003 هناك تفريط في حدودنا البحرية وثروات الغاز فيها   ويرفض المسئولين كشف أي دليل على أن حقول “شروق” (2001) و”ليل” (2002) و “كي جي-45″ (2003) و “إل إيه-51″ (2003) وهي مازالت داخل الحدود المصرية .. بل قال لي وزير البترول أسامة كمال، في 2013: “حتى لو أعطتنا شركة التنقيب إحداثيات، وبافتراض صحة تلك الإحداثيات، فليس لدى مصر أي وسيلة للتحقق من وجودها أو للوصول إليها، ناهيك عن فتحها أو غلقها.”

وتابع : ”  في نوفمبر 2012، اجتمعت  بمسئولي البترول بحضور رئيس شل مصر ، قلت لهم يجب أن  نبدأ بالتنقيب داخل حدودنا الحالية بالقرب من الحقول التي أعلنت عنها إسرائيل وقبرص ، لكن البترول رفضت الاقتراح  بحجة أن التنقيب مكلف – الإيجار اليومي للحفار 300,000 دولار –  وأن كل البيانات تقول أن خزان الغاز الجيولوجي ينتهي بالميللي عند حدود مصر المرسّمة حديثا. فقلت لهم اعطني امتياز تنقيب وسأحفر غداً صباحاً وسأجد غاز في أسبوع. فقال أحدهم: ما هي مؤهلاتك لكي تحصل على امتياز”

وأضاف أنه في  ديسمبر  2013، وقع عدلي منصور على اتفاقية مع قبرص تمنع مصر من التنقيب في حزام عرضه 10 كم من الحدود ولكن في الواقع حزام حظر التنقيب مفروض على مصر منذ  2005، وبعرض أكثر من 100 كم، ويتم فرضه بواسطة اعطاء امتيازات تنقيب على البلوكات الحدودية لشركات لا تقوم بعمل شيء على الاطلاق، مثل شركة كجرات الهندية وبريتش بتروليوم.

وكالة انباء أونا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى