الأخبار

النيابة في «أحداث الاتحادية»

 

91

 

استأنفت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بأكاديمية الشرطة، الأحد، جلسات محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسى، و14 آخرين من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، فى قضية «أحداث الاتحادية»، المتهمين فيها بقتل المتظاهرين- بالاستماع إلى مرافعة النيابة التى وصفت مرسى بأنه مصدر بلاء الوطن، وأنه أراد البقاء رئيساً ولو على أشلاء المصريين، وقررت المحكمة برئاسة المستشار أحمد صبرى يوسف التأجيل إلى اليوم لاستكمال سماع مرافعة النيابة.

وصف المستشار إبراهيم صالح، المحامى العام لنيابات غرب القاهرة، فى مرافعته «مرسى» بقوله: «المتهم لا يأبه بالدولة ويصدر إعلانات دستورية غاشمة، تارة نسمع على لسان أنصاره أنه يريد تطهير القضاء رغم أن القضاة هم الذين أصدروا أحكاماً بالبراءة على من تعرض للظلم من الجماعة فى العهد الأسبق، ولا يخشون فى الله لومة لائم».

واستقبل المتهمون هذا الجزء من المرافعة، رغم إعطاء ظهورهم للمنصة، بالتصفيق الحاد مرددين بسخرية «برافو.. برافو».

وأضاف: «لا أغالى عندما أجزم أن مرسى وقيادات الجماعة أرادوا الدم حتى يستتب الأمر له، ونسى أنه رئيس لجميع المصريين، وأفعاله تؤكد أنه رئيس لعشيرته، وخدع المصريين بعد الاتفاق مع أنصاره.. هذا الرئيس كذاب».

وذكرت النيابة أن أنصار «مرسى» حاصروا قصر الاتحادية عقب فض الاعتصام المعارض، وكرروا الكذب فى بيانهم الذى نشروه على مواقعهم بأن المتظاهرين السلميين كانوا يحملون الأسلحة البيضاء.

وسردت النيابة أجزاء من التقارير الفنية الواردة لها، منها تقرير إدارة التوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، الذى احتوى على تفريغ للأسطوانات، حيث رأى أن ما جاء فى مقاطع الفيديو سليم لم تمد إليها يد العبث، وكان مضمونها تفريغاً لمقطع يظهر فيه أنصار مرسى حاملين صوره مرددين هتافات «رجالة مرسى فى كل مكان»، ما يؤكد ما جاء فى تقرير المخابرات العامة بأن حضور عناصر التيار الإسلامى كان بشكل مجمع ومنظم وبخطة مسبقة ومنظمة، إضافة إلى وجود شخصيات تابعة لهؤلاء المتهمين، من بينهم أسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى، يتحكمون فى كل شىء.

وتابع: «احتوى مشهد ثان على انتزاع خيام المعتصمين، وكان من بين هؤلاء المتهم أحمد المغير، الذى كان يحمل سلاحاً أبيض وعقب ذلك عم الخراب بالمكان، ومشهد آخر كان يظهر فيه المتهم علاء حمزة يستجوب المعتصمين ويشارك فى تعذيبهم»، وعقب ممثل النيابة على هذه المشاهد بقوله: «مرسى كان لا يفرق معه التربع على عرش على أشلاء المصريين».

واستكمل سرد تفريغ التقرير بقوله إن هناك مشهداً يفيد صفع أحد أعضاء الجماعة سيدة على وجهها، ومشهداً آخر يظهرهم وكأنهم غزاة يقتحمون البيوت عندما خشى مسيحى الإفصاح عن ديانته، ومقطع لعصام العريان يصف المتظاهرين بالبلطجية وقول الأخير إن هذه المظاهرات بين مؤيد الشرعية وبين الثورة المضادة، وأطلب من الشعب محاصرة البلطجية، وإذا كانت أجهزة الدولة فى ضعف فنحن فى أول الصفوف، وجاء فى تفريغ مقطع آخر ظهر فيه وجدى غنيم يدعو فيه إلى قتل من يخرج عن الشرعية، لأن الكافر والباغى والخارج عن السلطة يستحقون القتل.

وقال ممثل النيابة إن مقارنة أحاديث مرسى وعصام العريان ووجدى غنيم وعلاء حمزة وجميع قيادات الجماعة تؤكد أنها نفس المفردات، والمضمون واحد، ما يشير إلى الاتفاق على الشعب المصرى وحصد أرواح المواطنين.

وتابع أن المتهم محمد مرسى هو الشخص الأول الذى يجب سؤاله عن هذه الأرواح أمام الله وأمام القانون، وكانت بياناتهم تفوح منها المؤامرة، وذلك عندما ألقى المتهمان أسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطى القبض على المجنى عليهم أمام قصر الاتحادية وذلك لتصويرهم والقول عقب ذلك إنهم اقتحموا القصر، وهذا كان من ترتيب عصام العريان.

وأشار إلى أن قيادات التيار الإسلامى كان هدفهم وأد المعارضين، لأن من كان يريد دخول القصر كان يمكنه ذلك فى 4 ديسمبر وليس 5 ديسمبر، وقوات الشرطة والحرس الجمهورى لم يسمحا بدخول القصر لأى شخص، وثابت من التحقيقات أن مرسى أمر قائد الحرس الجمهورى بفض المظاهرات وقال له لا تستعين بوزارة الداخلية، بعد رفض اللواء أحمد جمال الدين فض الاعتصام خشية وقوع ضحايا.

وتساءل ممثل النيابة: «لو كان هناك خطر حقيقى على الثورة فلماذا لم يتجه إلى قصر الاتحادية سوى أعضاء الجماعة؟ ولماذا لم ينتقل مرسى إلى قصر القبة طالما يوجد خطر؟ إلا لو كانوا اختلقوا هذا الخطر».

وانتقلت النيابة إلى عرض تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان، وقالت إن رئيس المجلس هو قاض سابق ورئيس مجلس القضاء الأعلى الذى عينه فى هذا المنصب هو المتهم محمد مرسى، ورغم هذا جاء تقريره مطابقاً لتحقيقات النيابة، بأن مصر شهدت أحداثاً منفصلة أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض.

وتابع أن التقرير أفاد بأن المعتصمين كانوا يرفضون الإعلان الدستورى، وتوالت الدعوات بالتوجه إلى القصر، ووضع أفراد الحراسة الأسلاك الشائكة حوله، وكانت أعداد المعتصمين لا تتجاوز نصف المليون، ومرت ليلة 4 ديسمبر بسلام، وعقب انتهاء المظاهرات ظلت 8 خيام.

وأشار إلى أنه فى عصر 5 ديسمبر صدرت دعوات، ونجحت تلك الدعوات فى استقطاب عدد كبير فى محيط القصر، وهدم المتظاهرون المؤيدون لمرسى خيام المعتصمين، ووقعت اشتباكات سقط بسببها قتلى ومصابون من بينهم شهيد الصحافة الحسينى أبوضيف، الذى ادعى مؤيدو مرسى أنه ينتمى إليهم ولكن هذا غير صحيح، وسبب قتله أنه كان ثائراً من ثوار 25 يناير المجيدة الذين توسموا فى مرسى إمكانية صلاح الوطن لكنه اكتشف زور الأخير وكذبه لذا كتب مقالاً بعنوان «مرسى يعفو عن شقيق زوجته المتهم بالرشوة»، وجاء تعليق منظمات حقوق الإنسان على خطاب مرسى الشهير بجوار القصر أنه يزيد من المخاوف.

وقالت النيابة إن الأدلة التى تدين «البلتاجى» متعددة، منها شهادة هانى محمد درديرى، المحامى الذى اتصل بالبلتاجى بعد تعرضه للتعذيب وقال له «افعل ما تريد»، وخطابه بجامعة الأزهر، حيث كان يحرض فيه الشعب على الحفاظ على الشرعية والوقوف ضد المعتصمين.

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى