الأخبار

7 حكايات أمام الشباك رقم 8

123

 

 

يمسك بجاروفه ومكنسته منذ الثامنة والنصف صباحاً، وهو موعد بدء عمله كعامل نظافة فى الفرع الرئيسى لبنك قناة السويس. بمعدل كل بضع دقائق يقوم بتنظيف آثار أقدام الموظفين على السجادة الحمراء، التى تفترش الأرض أمام الباب المخصص لدخول العملاء، بالرغم من عدم وجود إقبال فى الساعات الأولى لليوم من بدء بيع شهادات استثمار قناة السويس. داخل الصالة المخصصة للعملاء، يجلس الحاج عبدالغنى عبود، ستينى العمر، يجلس بجانب ابنه الذى اصطحبه معه ليساعده على إنهاء إجراءات شراء شهادة الاستثمار، يسحب جزءاً من مكافأة نهاية خدمته، حيث كان يعمل مديراً عاماً لإحدى شركات البترول: «أنا جاى هنا أسحب نصف مليون جنيه من مكافأة نهاية الخدمة بتاعتى».

الحاج عبدالغنى لديه 14 حفيداً من 4 أبناء، قرر أن يشترى شهادات بمقدار 10 آلاف جنيه لكل طفل، لكنه فى الوقت نفسه يريد ضماناً بألا يتحكم فى تلك الشهادات أولاده قائلاً: «أنا هاسأل الموظفة إنى عاوز أعمل لأحفادى الـ14 شهادات، بس فى نفس الوقت أولادى ميقدروش يصرفوهم، نفسى أأمن مستقبلهم قبل ما أموت».

.. وموظفات البنك أثناء إنهاء إجراءات البيع

راوية عبدالعليم، موظفة بمحكمة جنوب القاهرة، حصلت على إجازة اليوم من عملها، حتى تستطيع الانتهاء من إجراءات شراء شهادات الاستثمار قبل زيادة الإقبال عليها خلال الأيام المقبلة قائلة: «اشتريت شهادة استثمار بألفين جنيه.. أنا متحمسة للمشروع وباحب بلدى علشان كده جيت أشترى الشهادات».

تضيف «راوية»: «أنا مش مهتمة إن الفايدة أعلى، لإنى عاوزه أبنى بلدى، أنا أساساً من أسوان، وجدودى شاركوا فى بناء السد العالى، وأنا عاوزة أشارك فى حفر قناة السويس».

تصمت «راوية» عن الحديث قليلاً، لتسأل الموظفة عن رقم الشباك الذى ستقوم فيه بإيداع الألفى جنيه لترد عليها: «الشباك رقم 8»، لتستطرد «راوية» فى الحديث قائلة: «أنا حاسة بأمان مع الحكومة والسيسى، وإحنا ضامنين حقنا معاهم، مش خايفة على فلوس ولادى».

أميرة عيسى أحمد قررت وضع كل مدخراتها فى الحصول على وثيقة، انتظرت الموعد المحدد لتبدأ رحلتها فى تمام السابعة صباحاً متوجهة إلى أقرب بنك إليها، «البنك الأهلى فرع أغاخان»، لتحصل على الرقم الخاص بها إلا أنها فوجئت بموظف البنك يخبرها بعدم صلاحية الرقم القومى الخاص بها، لوجود كسر بالبطاقة ونصحها بتجديده حتى تتمكن من إنهاء إجراءات الحصول على الشهادة وهو ما جعلها تفكر فى استبدال البنك وإجراء محاولة أخيرة فتوجهت إلى بنك قناة السويس فرع الدقى وتمكنت من شراء الشهادة.

بابتسامة هادئة تقول الفتاة الثلاثينية: «أنا سبت شغلى النهارده ونزلت من البيت الساعة 7 الصبح. كان نفسى أكون أول واحدة تشترى الشهادة ومن أول يوم ورغم أن كل اللى ادخرته عشان أشترى بيه الشهادات اتصرف بعد تكرار تحديد موعد لطرحها فى البنوك وتأجيله مرة تانية لكن صممت أن أنزل من أول يوم وأشترى باللى معايا وكل ما هيكون معايا فلوس هانزل أشترى بيها طالما لسه موجودة».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى