الأخبار

واشنطن تسعى لانتشال 50مليون أفريقى من الفقر

88

(أ ش أ)

 

تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بالسعى لانتشال 50 مليون أفريقى من براثن الفقر والجوع بحلول العام 2022، معتبرة ذلك أحد الأهداف الاستراتيجية للتحرك الخارجى للولايات المتحدة الأمريكية وعلاقاتها مع شركائها الدوليين فى الفترة القادمة، وفى مقدمتهم دول مجموعة الثمانية التى تضم إلى جانب الولايات المتحدة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وكندا وروسيا وإيطاليا واليابان.

وبحسب ما أورده تقرير صادر عن البيت الأبيض يولى الرئيس الأمريكى باراك أوباما قضية مكافحة الجوع فى أفريقيا كأحد أشكال الفقر اهتماما خاصا عبر عنه فى خطاب تدشين ولايته الرئاسية الأولى فى العام 2009، وأكده فى العام الماضى خلال قمة الدول الثمانى الكبرى/ جى – 8/ التى انعقدت فى كامب ديفيد بالولايات المتحدة، حيث دعا أوباما نظراءه من قادة الدول الكبرى إلى بناء تحالف مع قادة بلدان أفريقيا والاتحاد الأفريقى من أجل مكافحة الفقر والجوع، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأمن الغذائى للأفارقة، واعتبار ذلك واجبا إنسانيا وأخلاقيا فى المقام الأول.

وتستهدف المساعدات المقدمة من الولايات المتحدة ومجموعة الثمانية لدعم الزراعة فى أفريقيا استصلاح 2,1 مليون هكتار جديدة فى بلدان القارة بحلول العام 2022، وتحسين خدمات الرى فى 118 ألف هكتار أخرى وتعبيد 1600 كيلومتر من شبكات الطرق الخادمة لها.

ويعد تطوير إنتاج الصويا فى أفريقيا والتوسع فى إمدادات الذرة والأرز فى مقدمة برامج مكافحة الجوع فى القارة، وكذلك الاهتمام بزراعة الأسماك، التى نجحت البرامج الأمريكية فى الارتقاء بإنتاجية 35 ألفا من منتجى الذرة الأفارقة بمتوسطات زيادة تصل نسبتها فى حدها الأدنى إلى 50 فى المائة، وذلك بحلول سبتمبر من العام 2012.

ويسهم المجتمع المدنى الأمريكى بدور كبير فى تحقيق تلك الاستراتيجية تجاه أفريقيا فمع نهاية العام الجارى وعلى مدى عامين ماضيين ضخت منظمات المجتمع المدنى الأمريكية نحو مليار دولار أمريكى فى مشروعات الأمن الغذائى الأفريقية ودعم مبادرة الإدارة الأمريكية فى هذا الصدد، وقدمت مؤسسات إنمائية أمريكية خلال الأعوام الخمسة الماضية 750 مليون دولار أمريكى لتمويل مشروعات الحد من سوء التغذية فى أفريقيا، بما فى ذلك دعم السلامة الغذائية للأطفال دول الخامسة، وتوفير رعاية مناسبة للأمهات الحوامل وصولا إلى إنتاج أطفال متمتعين بالقدر المناسب من الغذاء عن طريق الأم، وتعد مؤسسة بيل ومانيللا جيتس فى صدارة المؤسسات غير الحكومية الامريكية العاملة فى هذا النشاط.

وتسهم الشركات الأمريكية الكبرى انطلاقا من مسئولياتها الاجتماعية تجاه العالم والإنسانية فى تمويل مشروعات وبرامج مكافحة الجوع فى أفريقيا، وبلغ مجموع التعهدات المالية المالية المقدمة من ميزانيات 70 من الشركات الأمريكية الكبرى العاملة فى أفريقيا لتحقيق هذا الهدف 7,3 مليار دولار أمريكى تقدم على مدار الأعوام الخمسة القادمة، وسيتم إعطاء أولوية قصوى لبلدان افريقيا جنوب الصحراء الكبرى الأشد فقرا بحسب التصنيفات الدولية لمستويات الفقر – أقل من 25,1 دولار يوميا كدخل للمواطن- فى تقديم تلك التمويلات وفى مقدمتها إثيوبيا وغانا وتنزانيا فى التصنيف الأول وتليها بوركينا فاسو وموزمبيق وبنين وساحل العاج ومالاوى ونيجيريا فى التصنيف الثانى.

وتلعب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دورا مهما فى تنسيق وتوجيه المساعدات الموجهة لمكافحة الجوع فى أفريقيا، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأفريقى ومبادرة نيباد والمنتدى الاقتصادى العالمى، وبحسب تقرير صادر عن الوكالة فقد تم استثمار 60 مليونا من أموال المساعدات الغذائية الأمريكية خلال العام الماضى وحده فى برامج لتدريب المزارعين الأفارقة استفاد منها 800 ألف مزارع.

وتقدر إجماليات المساعدات المالية المخصصة لمكافحة الجوع وتأمين الغذاء للافارقة والتى قدمت منذ العام 2009 وحتى نهاية سبتمبر الماضى نحو 22 مليار دولار أمريكى، وكانت قمة روما للأمن الغذائى العالمى التى انعقدت فى العام 2009 منصة انطلاق لتلك المساعدات التى عادت بالنفع على 7 ملايين مزارع أفريقى تم تدريبهم على طرق الزراعة الحديثة ورفع إنتاجيتهم فى مساحات مجموعها 4 ملايين هكتار يفلحونها، وكذلك زادت اجماليات عمليات الاقراض الزراعى الافريقية إلى 150 مليون دولار امريكى فى دول جنوب الصحراء مولتها اموال المساعدات الغربية، وإرتفع المتوسط التصديرى للزراعات ذات المردود المالى العالمى التى تنتج فى افريقيا، وتلقى طلبا عالميا فى هذه المساحات بنحو 84 مليون دولار امريكى فى العام الماضى مقارنة بسابقه، كما أثمرت تلك المساعدات المقدمة من مجموعة الثمانية لتحفيز الزراعة فى افريقيا عن ميلاد 660 منظمة تشاركية بين القطاعين الخاص والعام فى بلدان أفريقيا المستفيدة منها.

لكن الإدارة الأمريكية تضع فى اعتبارها عند تقديم هذه الأموال درجة تطور منظمات المجتمع المدنى والأطر المؤسسية الناظرة فى البلدان الأفريقية التى تقدم إليها تلك المساعدات، وذلك تشجيعا للعمل الأهلى فى هذه البلدان، ولهذا السبب تم إرجاء تلقى دولة مثل السنغال لأية مساعدات أمريكية لمكافحة الجوع إلى خريف العام 2013 لحين انتهاء حكومتها من إعداد البنية التنظيمية لمؤسسات تلقى تلك المساعدات محليا، وعدم إسناد توزيع تلك المساعدات إلى أجهزة حكومات الدول ضمانا لنزاهة التوزيع ووصوله إلى مستحقيه المستهدفين من الجوعى والفقراء فى القارة.

اليوم السابع

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى