الأخبار

أتوبيسات مصر للسياحة الجديدة “بتنّش”

77

ضوضاء السيارات وأتوبيسات النقل العام تشغل الطريق، من بين الأبيض والأسود والرمادي الباهت والأحمر، كانت الأعين تبحث عن الأزرق فهو الجديد بينها و”اللي عليه العين”، فمنذ طرح أتوبيسات مصر للسياحة الجديدة بالشوارع منذ الأحد الماضي، وافتتاح رئيس مجلس الوزراء لها، قررت “الوطن” البحث عنها في شوارع القاهرة المحددة لها، ومعرفة مدى الإقبال عليها.

من مترو “أرض المعارض” أول خط الأتوبيسات الجديدة، كانت البداية، فراغ يسود المكان، لا وجود لأتوبيسات، وحدها الشمس تجاوب بحرارتها عمن يسأل، برهة من الزمن حتى ظهر اللون الأزرق المطلوب بين صفوف السيارات، بأناقة ولمعان الحداثة يسير بتميز على جانب الطريق، يميزه رقم “10”، وبالإشارة له قابلنا سائقه أبو الفتوح عبد المنعم بترحاب شديد، في الأتوبيس الخالي تماما من الركاب.

على مدار 30 عاما يستقبل أبو الفتوح ركابه بمصر للسياحة بنفس الابتسامة البشوشة، في الأتوبيس الذي يعمل في الأصل بالسياحة، شعر بأن الأمر “مؤلما” بعدما انتقل للعمل لخدمة الأفراد والنقل العام، وعلى أمل رضاء المواطنين، قبل مثل زملائه من السائقين بالأمر الواقع، متمنين تزايد المواطنين على الخدمة الجديدة بدلا من الذهاب والإياب براكب أو اثنين معظم الوقت، للدرجة التي يقف فيها للمواطنين بمجرد نظرهم للأتوبيس.

أتوبيس خال تماما من الركاب، وتذاكر لم يقطع منها السائق الخمسيني سوى 4 فقط، للأربعة ركاب الذين استقبلهم الأتوبيس منذ انطلاقه أمس بالشوارع، مرجعا سبب ذلك لـ”العشرة جنيهات” ثمن التذكرة والخدمات التي يقدمها، إضافة إلى عدم الدعاية الكافية لأتوبيسات مصر للسياحة الجديدة، وعدم دراية المواطنين بها.

20 أتوبيسا تنطلق بالشوارع من السادسة صباحا وحتى العاشرة مساء في خطين محددين، من محطة مترو “أرض المعارض” وحتى الجامعة الأمريكية بالتجمع الخامس، خدمة مميزة تجعل من الأتوبيس “فايف ستارز” بالنسبة لأتوبيسات النقل الأخرى، مكيف بعيدا عن حرارة الجو، ومرحاض وشاشة عرض وخدمة نت، مميزات من شأنها جذب المواطنين للأتوبيس تهدم طموحاتهم في ركوبه ثمن تذكرته الأعلى من إمكانياتهم.

لعبت الصدفة دورها، فالتقينا بأحد الركاب الأربعة الذين وطأت أقدامهم أرضية الأتوبيس، محام دفعته الضرورة ورغبته في الوصول سريعا لوجهته إلى ركوب الأتوبيس الجديد، خدمات الأتوبيس واحترام تعامل سائقه كان أبرز ما لفت المحامي الشاب في تلك الخدمة الجديدة، إلا أنه وجد سعر التذكرة “أعلى من حدود المواطن”.

 

تكلفة الخدمة الجديدة وجدها الشاب غير مناسبة بالمرة للمواطن العادي، فإذا كان سعرها يتراوح بين الخمسة أو ستة جنيهات فسيكون الإقبال عليها متزايدا، أما بهذه الصورة والتكلفة فهي تناسب موظفي الهيئات والشركات والمصانع ممن يسكنون بالتجمع الخامس أو المناطق التي يرتادها الأتوبيس.

وبين ندرة الإقبال على الخدمة الجديدة، التي تروج لها “مصر للسياحة” من خلال محطات الأتوبيس الأساسية، بعدد من البوسترات فقط، وبين طوف السائقين على مدار 24 ساعة يوميا، تظل الأتوبيسات تنتظر ركابا يدفعون تذاكر مقابل الخدمات التي من المفترض أن تقدمها لهم، بدلا من العمل طوال النهار والليل “لله في لله”.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى