الأخبار

«أم عمرو» وزيرة اقتصاد «الغلابة»

 

 

51

ليست كأى امرأة عادية داخل الوراق، «أم عمرو» الخمسينية لم تهتم بشئون أسرتها فقط وإنما اهتمت بشئون منطقتها منذ نعومة أظافرها، ولت نفسها عليهم وزيراً للاقتصاد على طريقتها الخاصة، تشترى لهم احتياجاتهم من الطعام ومستلزمات المنزل بنصف الثمن اعتماداً على علاقتها الطيبة بالتجار والباعة. تستقل الخمسينية العبّارة النهرية التى تنقلها من جزيرتها «بنى محمد» إلى أعماق سوق الوراق على البر الثانى، بعد أن تكون طافت على كل بيوت المنطقة أفراداً وعائلات، وحصلت على كشف بطلباتهم من السوق، «لما كنت طفلة بضفاير وأمى علمتنى، الخير ما يدخلش بيتنا قبل الجيران ما ياخدوا منه نصيب»، انتقلت تلك العادة من الأم إلى الابنة بالتبعية، فصارت «أم عمرو» وزيراً للاقتصاد، التى تستغل حب الباعة والتجار لها وعلاقتهم الجيدة بزوجها للحصول على السلع بنصف ثمنها، «باخد الخضار والفاكهة والأنابيب بنص التمن». «السوق مولع نار والناس غلابة» الفلسفة التى استندت إليها أم عمرو لمساعدة أهالى الوراق «أغلب سكان الجزيرة صنايعية، يوميتهم قليلة وشهريتهم لا تزيد على 400 جنيه، هيكفوا إيه ولا إيه؟»، وكأنها متمرسة على التعامل مع السوق فهى تعلم أن كل الأسعار فى زيادة مطردة «دى البامية بـ9 جنيه، ورغيف العيش بـنص جنيه، الفقير ياكل إيه يعنى؟!». 40 عاماً تقوم بنفس الدور، لا تكل ولا تمل ولا تتحصل على أى مقابل نظير خدماتها، لا تبغى سوى الشكر والدعاء من أهالى الجزيرة، التى تجسدها حالة عرفة، الرجل الفقير الذى يعمل فى بيع الخردوات القديمة وسط الجزيرة، «ربنا يخلى لنا الحاجة أم عمرو ست بـ100 راجل، من غيرها كنا هنموت من الجوع»، يقول الرجل متحدثاً عن أزمة غلاء الأسعار التى لا تنخفض أبداً، ويكمل «الست بتشترى حاجات بأسعار أقل وتيجى تبيعها لينا ومش بس كده دى بتوصلها لحد البيت».

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى