الأخبار

الفاشيون يريدون تفكيك مصر…

abo el5ar

خلال العقد الأخير انقسم المصريون فى شأن جماعة الإخوان المسلمين، فالنصف الأول كان يعتبرهم جماعة فاشية، تاريخها دموى من قتل وسحل واغتيال وأنها أعلنت أنها جماعة سلمية فقط بسبب الظروف التى مرت بها ولكن حين تحين الفرصة سوف يظهر السلاح ويسحل من يعترض ويغتال من يصر على الاعتراض. والنصف الآخر من المصريين كان يتعاطف بطريقة أو بأخرى مع الإخوان لسببين الأول أنهم استطاعوا أن يقنعوا قطاعاً من المصريين بأنهم «بتوع ربنا» والشعب المصرى متدين بطبعه وتصور أنهم فعلاً على خُلق وأنهم شديدو الإيمان والسبب الثانى فى التعاطف والذى اشتركنا جميعاً فيه وأنا ضمنهم أننا اعتبرنا أن قرارات الاعتقال والسجن والمحاكمات العسكرية هى أمور لا يمكن أن يقبلها إنسان يؤمن بالديمقراطية والإنسانية وكنا ضدها على طول الخط.

والآن وبعد الثورة وقد تصدر المشهد رئيس إخوانى، تابع لمكتب الإرشاد، اتضحت الصورة تماماً للجميع وبالتأكيد فإن شعبية الإخوان فى انحدار مستمر وقد انكشفوا تماماً أمام الشعب بأن موضوع إنهم «بتوع ربنا» لم يعد ينطلى على أحد وظهرت عوراتهم كلها مرة واحدة بدءاً من الكذب والافتراء ونهاية بعدم الكفاءة ربما باستثناء إدارة بعض محال السوبر ماركت.

ولكن الأخطر من ذلك أنه فى أدبيات الجماعة شىء مكتوب ومعروف منذ إنشائها وهو أنها إذا استطاعت الوصول للسلطة فلا بد أن تتمكن من كل مفاصلها بتعيين إخوانجية فيها حتى يتم السيطرة على كل شىء فى مصر.

وهناك مؤسسات محايدة فى كل دول العالم وهى مؤسسات القضاء والشرطة والجيش. وقد أراد الإخوان السيطرة على الجيش بالضربة القاضية وبسرعة فائقة ولكنهم وجدوا أن المهمة ليست بهذه السهولة فقرروا تأجيل المواجهة مع خلق مشاكل للجيش مثل التقرير الذى وصل عن لجنة تقصى الحقائق.

أما الشرطة فهى مشكلة لأنها دائماً تابعة للنظام الحاكم ويوم يخرج الإخوان من الحكم سوف تخرج الشرطة لتأييد النظام الجديد بكل سرعة.

الهجمة الأخيرة كانت على مؤسسة القضاء، فالإخوان يريدون محاكم ملاكى، فكما يقول الناس فى الشوارع وفى بعض الصحف إن الإخوان قد عينوا «نائب عام ملاكى» وهو أمر لا يقبله مواطن محترم لأن النائب العام يجب أن يكون شديد الحياد وهذه التهم تسىء إلى النائب العام وإلى القضاء وإلى مصر كلها، والمفروض أن يعود النائب إلى القضاء بهدوء ولكن ماذا يفعل إذا كان الإخوان يفعلون بالضبط ما فعله مبارك بهذا المنصب فكأنك يا أبوزيد ما غزيت، وكأنك يا مصر لم تشهدى ثورة ولم يمت لك مئات الشهداء فى سبيل العدل. انظر ماذا فعل الإخوان أطلقوا بضعة آلاف من الميليشيات الإخوانية أمام دار القضاء العالى لإرهاب القضاة والدعوة لتمرير قانون جديد للقضاء من مجلس الشورى الذى لا يعترف به أحد. ما حدث فى شوارع القاهرة هو كارثة بكل معنى الكلمة، فقد هاجمت هذه المجموعة من الغوغاء الأستاذ نبيل زكى، القيادى البارز بحزب التجمع فى شارع رمسيس، واعتدوا عليه بالضرب بهمجية معهودة ومعروفة من هذه الميليشيات.

الإخوان يريدون أخونة القضاء المصرى وإنهاء استقلاله، إنهم يريدون إسقاط الدولة كلها، شعارهم فلتسقط مصر تحت أقدامهم وتعيش الخلافة الإسلامية.

الشعب المصرى لن يسكت على ذلك وما حدث الجمعة الماضى كان إنذاراً لكل المصريين أن حياتهم فى خطر وتاريخهم فى طريقه للاندثار، وأن مستقبلهم مظلم وعليهم أن يدافعوا عن وطنهم بكل غال ورخيص، لأن وجه الإخوان أصبح مكشوفاً عارياً، هم يريدون مصر دون قضاء مستقل ولا شرطة مستقلة ولا قوات مسلحة مستقلة، هم يريدون أن يسيطروا على كل شىء وأن يبيعوا مصر بالقطاعى وبالجملة لدويلة قطر وغيرها.

الأمر جد خطير، فإذا لم يتحرك المصريون فى الشارع وفى البيت وفى المصنع وفى التليفزيون والراديو والعالم كله لإنقاذ مصر من هذا الوباء سوف تضيع مصر وتذهب أحلام الثورة فى الهواء ليركب الفاشيون على ظهر مصر ليقضوا عليها وعلى أنفسهم لأن هذه هى النهاية الطبيعية للنظم الفاشية.

سوف ندافع عن القضاء والشرطة والجيش وقبل كل ذلك عن مصر أمام زحف التتار الإخوانى الذى سوف يقضى على مصر ومستقبلها. نحن نعلم من التاريخ أن كل القوى الفاشية فى طريقها للزوال والانهيار ولكن الفاشيون لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الحرية ولا المساواة فهم مغتصبون عنصريون وتاريخياً لن يتركوا الحكم إلا بعد أن تسيل دماء كثيرة وتزهق أرواح أبرياء.

المستقبل فى مصر مرهون بمقاومة كل من يؤمن بالحرية والديمقراطية بكل الوسائل السلمية، بدءاً من التظاهر والكتابة وخوض المعارك الانتخابية بعد توافر الشروط التى تضمن نزاهتها وكما فازت القوى الديمقراطية لأول مرة فى انتخابات النقابات والاتحادات فسوف نصمد ضد الهجمة التتارية الإخوانية، وسوف ينتصر الشعب على من يسيرون ضد الطريق وضد الوطن.

قم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.

 

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى