الأخبار

الرئيس «زعلان» من الوضع المالى للصندوق

قال محمد عشماوى، المدير التنفيذى لصندوق «تحيا مصر»، إن عشوائية عمل الخير أكثر ضرراً من عدم فعله، لافتاً إلى أن أى عمل يقوم به الصندوق يكون بالتنسيق مع الجهات المعنية، وأوضح أن «ما تم فى علاج فيروس «سى» فخر قومى لم يأخذ حقه فى وسائل الإعلام، فقد تحولنا خلال عام من بلد حاضن للوباء إلى بلد يصدّر الدواء، و«تحيا مصر» اشترى المادة الفعالة لعلاج فيروس «سى» بالطن والمبلغ «350 مليون جنيه»، ولو كنا استوردناها بكميات صغيرة لوصل الثمن إلى عشرة أضعاف».

محمد عشماوى لـ«الوطن»: أموال مصر موجودة فى العتبة والموسكى والسبتية.. وأصحابها لا يشاركون رغم أنهم يملكون 80٪ من ثروة البلد

وأضاف «عشماوى»، فى حواره، لـ«الوطن»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى «زعلان» من الوضع المالى لصندوق تحيا مصر، فقد كان يتوقع حجم تبرعات مائة مليار جنيه، فى حين لم يدخل الصندوق منذ التأسيس سوى 7.5 مليار فقط، وكان أكبر عدد من المتبرعين من الطبقة المتوسطة، أما رجال الأعمال فقليل منهم من ساهم، وهناك مرارة لدى الرئيس من تقاعس رجال الأعمال، وعدم مساهمتهم كما ينبغى فى الصندوق.. وإلى نص الحوار:

■ ما الوضع المالى حالياً لصندوق تحيا مصر؟

– ليس كما توقعه الرئيس السيسى، فقد كان يتوقع أن يصل مبلغ التبرعات إلى 100 مليار جنيه، والناس كانت تتعجب من هذا الرقم، فى حين أن مصر تحتاج الكثير، فإن الطرق والعشوائيات ونقل الناس من مساكن مهددة للحياة إلى مساكن آدمية ومدارس، كل هذا يحتاج إلى أموال، ونسعى للارتقاء بحال البلد، فهناك مدارس سيتم منحها لليابانيين ضمن المنحة اليابانية، لأنهم اكتشفوا أن معدل ذكاء الأطفال فى الأحياء الشعبية مرتفع جداً، وعلى الرغم من كل ذلك فإن أموال الصندوق منذ تأسيسه حتى الآن لم تتجاوز 7 مليارات ونصف المليار، وتحليل التبرعات يوضح أن أكبر عدد مشارك كان من الطبقة المتوسطة، وهنا ما يهمنى هو عدد المساهمين وليس قيمة المساهمة، فإن من شارك وهو يجلس فى منزله ومقتنع بوجود مشكلة فى مصر يُعتبر مكسباً كبيراً، فلأول مرة تساهم هذه الشريحة فى حل المشكلة، أما من حيث المبلغ فهو لا يمثل شيئاً، لأننا لو قلنا إن المتبرع مليون شخص برسالة قيمتها خمسة جنيهات سيكون الإجمالى خمسة ملايين جنيه، وهكذا، وبالتالى نسبة هذه الطبقة من التبرعات لا تتجاوز 10% من حجم الأموال.

فى أول يوم تبرعات على الموبايل سقطت الشبكة فى إحدى شركات المحمول ثم توقف التبرع.. وعشوائية عمل الخير أكثر ضرراً من غيابه.. ونكسر الروتين لرفع المشكلة بجميع التفاصيل والأرقام الواضحة إلى «السيسى».. فالرئيس لا يكتفى بعلاج الظواهر فى أى أزمة

■ وماذا عن تبرعات رجال الأعمال؟

– قليل منهم من ساهم فى صندوق تحيا مصر، وأحب أن أشير إلى أن رجال الأعمال ليسوا هم الأسماء المرموقة التى نعرفها فقط، فأموال مصر موجودة فى العتبة والسبتية والموسكى والمنصورة والمنيا، وإذا كان التقسيم كذلك فإن هؤلاء ليس لهم أى مشاركة رغم أنهم يمثلون 80% من ثروة مصر، أما المشاهير فيتم عدهم على أصابع اليد، ولو أعطاك أحدهم مرة فلن يعطيك الثانية، وحتى نصل لمن لم يشارك ونزيل المانع بيننا غيّرنا شعار «تحيا مصر» وأصبح «نتشارك»، ونقول مثلاً لصاحب مصنع: «تكفّل بعلاج عمالك من فيروس سى»، والمساهمة فى المشروعات مفتوحة، وليس شرطاً إعلان الاسم لأن هناك من يرغب فى إعلان اسمه، ووجدنا صدى كبيراً للمبادرة، فهناك مثلاً شخص تكفّل بعلاج مدينة الباجور محافظة المنوفية من فيروس «سى»، وآخر تكفل بـ«منوف وبركة السبع»، ولا يريدون إعلان أسمائهم، وهناك من قام بذلك فى دمياط وسوهاج والمنيا، وبالتالى هناك مشاركة وبدأت تجذب لنا طبقة جديدة من الداعمين والمساهمين، ممن ليست لديهم ثقافة الدعم النقدى.

■ عندما رأى الرئيس حجم التبرعات الذى اختلف عن توقعاته ماذا كان رده؟

– للأمانة كان «زعلان»، وخرج وتحدّث أثناء افتتاح مدينة «تحيا مصر» وقال: «أنا كنت عاوز مائة مليار ماجاليش المبلغ ده، فتعالوا شوفوا فلوسكم عملنا بها إيه»، وافتتحنا المرحلة الأولى والثانية، ونعمل حالياً على المرحلة الثالثة وبها نحو 21 ألف وحدة سكنية، وتكلفة المراحل الثلاث نحو ثلاثة مليارات و200 مليون جنيه، وهى مدينة بها مسارح ودار ثقافة وكل الخدمات الحكومية، وإحساس الملكية وصل للناس وهو ما يُخرج شعور المواطنة.

■ عمل الصندوق يتركز فى عدد من القطاعات.. فما دوركم فى الرعاية الصحية وحملة القضاء على فيروس «سى»؟

– ما تم فى علاج فيروس «سى» أرى أنه فخر قومى لم يأخذ حقه فى الإعلام بشكل كاف، فنحن تحولنا خلال عام من بلد فيه وباء إلى بلد يعالج مليون شخص خلال عام ويصدّر الدواء، ويقضى على كشوف الانتظار، وبدأنا مرحلة السبق والمسح الاجتماعى، ونذهب إلى الجامعات، ولا يوجد شخص يدخل مستشفى الآن إلا ويتم عمل كشف لـ«فيروس سى»، حتى إن السيدة التى تدخل المستشفى للولادة يتم عمل تحليل لها لفيروس «سى»، البلد تحول إلى دولة تنتج الدواء وتصدّره، وأحب أن أذكر واقعة، فقد كنا فى جولة بأحد المستشفيات، ورأينا مريضاً بفيروس «سى» يجلس على سريره ويضع قدماً على قدم ويده خلف رأسه فى وضع سعادة، وكان منظراً لافتاً جداً، وكنا نمر لنرى العمل، فبعد المرور عليه، أحد أعضاء الوفد الذى كان معى عاد وقال له: «إيه يا عم الحاج، انت اللى يعدى عليك كده يقول انك صاحب المستشفى، هو انت قاعد كده ليه؟»، فرد عليه وقال: «أصل أنا خفيت وأنا مش راجع البلد عويل»، كلمة «عويل» دى تلخص الفلسفة التى كان عليها من يصاب بالمرض، لأنه «قاعد فى بيته» ولا يفعل شيئاً، واليوم بعلاجه عاد للإنتاج والعمل، وينزل ويشتغل، فالكلمة دى هزتنا، وهذه هى الفلسفة اللى تفسر سعر العلاج عندنا الآن تقريباً 2000 جنيه، وفى أمريكا حتى الآن 76 ألف دولار.

■ وكم بلغت تكلفة علاج فيروس «سى»؟ وما دور الصندوق تحديداً فى هذا؟

– دورنا فى هذه المنظومة لم يكن دوراً نقدياً فقط، بقدر دورنا فى أننا قمنا بعمل تنسيق بين كافة الاتجاهات ومنها اللجنة العليا للفيروسات والتأمين الصحى والمستشفيات الجامعية، بالإضافة إلى جمعيات العمل المدنى، وكل جهة كانت تعمل بشكل منفصل، دون تنسيق أو استراتيجية قومية، إن العشوائية ليست مفيدة فى شىء «وعشوائية عمل الخير أكثر ضرراً من عدم فعله»، وبالتالى بدأنا فى التنسيق، وتم عمل اجتماع مع الوزراء واللجنة العليا للفيروسات، والمستشفيات الجامعية لم تكن ضمن المنظومة فتم ضمها، وعقدنا اجتماعاً مع وزيرة التضامن، وحددنا أسلوب العمل وطريقته، وجرى إنشاء حاسب آلى مركزى على مستوى الجمهورية، يتم فيه تقييد كل الحالات، وبالتالى تم عمل حصر قومى، ووزعنا الأدوار والقطاعات والمحافظات وأنشأنا مراكز، إما عن طريق داعمين أو من خلال الصندوق، والخطوة الثانية استوردنا أول خامة وكانت أكبر خامات تم استيرادها فى الدنيا، ولم يحدث أن دولة تستورد خام فيروس «سى» بالطن، فإن الجميع يستورد بالكيلو، وبالتالى استيراد هذه الكمية الضخمة نتج عنه أسعار ليست منخفضة فقط بل متدنية.

هناك مرارة لدى الرئيس من تقاعس رجال الأعمال عن المساهمة فى الصندوق.. وبدأنا التواصل مع الجاليات المصرية فى الخارج

■ ومن الذى اشترى المادة وكم يبلغ ثمنها؟

– صندوق تحيا مصر هو الذى اشتراها، وثمن المادة الفعالة كان «350» مليون جنيه، ولو كان الاستيراد بكميات صغيرة لكان الثمن وصل إلى عشرة أضعاف ما تم دفعه، وبعد استيراد المادة تبرع مصنع أدوية فى محافظة الإسكندرية بأخذ الخامات وتحويلها إلى أقراص وتغليفها وكُتب عليها «غير مخصصة للبيع»، وتم توزيعها طبقاً للجدول الذى وضعه الصندوق، وبالتالى هذا المصنع قام بدور عظيم، ووفر علينا كل هذه المصاريف والتعبئة والتوزيع، ونحن كلما أخذنا خطوة للأمام نجد من يساعدنا ويدعمنا، ولم نشعر بأى عبء ونحن نعمل، حتى الخامات لم أدفع ثمنها بالكامل وكان هناك داعمون كثيرون لهذا الموضوع، والناس عندما ترى النتائج تتحمس للمساهمة، ولكن لدينا مشكلة وهى أن الناس تتأثر وبعدها تهدأ، ففى أول يوم لافتتاح مدينة تحيا مصر، وإعلان التبرع على الموبايل، شركات المحمول الثلاث لم تستوعب حجم رسائل التبرع، لدرجة أن إحدى الشركات «شبكتها وقعت».

■ هل يمكن أن تكون مصر فى 2018 خالية من فيروس «سى»؟

– خالية تماماً صعب، لكننا نسعى لذلك أو حتى الوصول إلى المعدلات العالمية التى لا تتعدى 1%، فإن مصر كانت وصلت لنسبة 14% مصابين، ولا نستطيع أن نقضى على الفيروس، لأن العلم حتى الآن لا يعلم من أين يأتى هذا الفيروس، ولم يره أحد إلى الآن، ونقوم حالياً بمسابقة بحثية لتطوير العلاج، تحسباً أن يطور الفيروس نفسه، ونحن نكمل طريقنا حتى يكون لنا اسمنا دولياً وتكون مصر مرجعية عالمية، فلا يوجد دولة لديها جهاز يحتوى على مليون حالة، والناس لا بد أن تشعر بالفخر مما قمنا به ووصلنا إليه.

■ ننتقل لملف آخر، ما دور الصندوق فى تطوير العشوائيات؟

– الرئيس السيسى عندما يتناول موضوعاً لا يكتفى بعلاج الظواهر وإنما يحاول أن يحلله ليصل إلى أسباب الظاهرة نفسها ويقوم بعلاجها، فكان سؤاله الأول هو: «لماذا توجد عشوائيات؟»، فتم تقسيم الأسباب إلى بنود، الأول منها اقتصادى، فالمواطن يأتى من الأرياف والصعيد نازحاً أملاً فى إيجاد فرصة عمل فى المحافظات المركزية، ويصطدم بالواقع وأنه ليس كما كان فى خياله، وبالتالى يجلس فى أى مكان وبأى عدد، والأمر الثانى تبوير الأراضى الزراعية، وبناء المنازل عليها، فأصبح لدينا عشوائية فى الريف وأخرى فى المدن، والعلاج لهذه الحالة كان بتجفيف منابع الهجرة، ويتم ذلك بإنشاء مدن فى كل محافظات الصعيد فى الظهير الصحراوى وقرى نموذجية، وخلق مناطق صناعية فى كل المحافظات لوقف الهجرة الداخلية وتبوير الأراضى.

«السيسى» صاحب قرار التبرع بخمسة ملايين لأقباط العريش والمبلغ قابل للزيادة.. ونرفع تقريراً شهرياً بأعمالنا إلى «الرئاسة».. وعدد المصانع المتوقفة كبير.. وسنبدأ مرحلة تشغيل 60 مصنعاً بتكلفة 170 مليون جنيه.. ونستعد لـ«إعلانات رمضان»

■ لكن هناك عشوائيات موجودة وخطر على من يعيش فيها خارج الهجرة التى تأتى من الأرياف.

– هذا صحيح، فهناك نوعان من العشوائيات منها المهدد لحياة الإنسان، وهذه يتم إزالتها، مثل «منشية ناصر والدويقة واسطبل عنتر» وغيرها، وتمثل خطراً على من يعيش فيها، ولذلك تم عمل الثلاث مراحل فى الأسمرات، والنوع الثانى عشوائيات ليست مهددة لحياة الإنسان ولكنها غير مخططة، وشوارعها ضيقة جداً، وإذا حدث حريق لا يستطيع أحد الوصول له، وهذه العشوائيات مثل منطقة «العسال» وغيرها، وهذه المناطق يتم خلخلتها بفتح طرق جديدة، وعمل منطقة تجارية على الأطراف، ويتم عمل ربط بينها وبين الأحياء الجانبية، وسوف يتم تسليم «العسال» بعد شهرين من الآن.

■ تحدثنا عن قطاع البرامج الصحية والتنمية العمرانية، ماذا عن خلق فرص العمل؟

– فرص العمل تأتى إما بطريقة مباشرة بمعنى أننا قمنا بعمل ألف تاكسى ملكناها للشباب فى محافظات ليس من بينها القاهرة والإسكندرية والجيزة، ومعظمها من المحافظات التى بها توسع عمرانى، ويتم توزيع التاكسى بأقساط مريحة، وهناك أموال تخرج من الصندوق مباشرة للدعم الاجتماعى، وأموال تخرج وترجع مرة أخرى، ولكنها بفائدة رمزية، لأن المهم هو أن تعود الأموال بشكل مريح، وبالفعل أول دفعة من أقساط مشروع التاكسى دخلت الصندوق وننشئ بها حالياً 200 وحدة تجارية، 100 فى الوادى الجديد و100 فى الواحات الخارجة، ونبدأ قريباً فى أسوان والنوبة، فإن عمل الصندوق يتم فى كل محافظات الجمهورية، ووفقاً للأولوية، فلا يمكن أن يكون هناك ظاهرة فى محافظة ولا نتعامل معها، فهناك تطوير لمركز نصر النوبة فى جنوب أسوان، وتطوير الصناعات الحرفية ومحلات للعرض، وتطوير التغليف والتعبئة، وهكذا.

■ من الذى يحدد المشروعات التى يدخلها الصندوق؟

– قانون التأسيس، فهو مذكور فيه كل مناحى العمل، فكل المشروعات التى نعمل بها مذكورة فى القانون مثل العشوائيات وخلق فرص العمل وغيرها، لكن رأس الموضوع متشعب، والقانون مثلاً يتحدث عن أطفال بلا مأوى، وهذا يستتبعه دور رعاية وفرص عمل، ونحن نعمل بتنسيق كامل تحت استراتيجية موضوعة من خلال وزراة التضامن.

■ وما علاقتكم بالحكومة؟

– علاقاتنا فى كل مشروع نتكامل فيه مع الوزارة المختصة، مثلاً فى موضوع «أطفال بلا مأوى» المشروع يتكلف 164 مليوناً، وزارة التضامن دفعت 50 مليون جنيه ودفع «تحيا مصر» 114 مليوناً، فالوزارة اهتماماتها متشعبة ونحن ندخل لنعطيها دفعة للأمام، لتدخل فى هذه المشروعات، وأحب أن أشير إلى أننا نطور دور الأطفال القديمة حالياً، وكانت مهملة، ونعيد تطويرها، وهناك شركات تتبنى هؤلاء الأولاد وتدربهم وتقوم بتعيينهم.

■ وماذا تفعلون فى الروتين؟

– الميزة عندنا أن أى روتين نكسره، ولو احتجنا تعديلاً تشريعياً، يتم هذا التعديل التشريعى، ولو احتجنا أى معالجة تتم، لأننا نرفع المشكلة لتكون تحت عين متخذ القرار، ونحن أثناء عرض المشكلة نعرض معها تحليلها، وبالتالى يكون قرار الرئيس مسنداً بأسباب معينة، وأى مشكلة تقع أمامنا نعرضها بجميع التفاصيل وبأرقام واضحة على الرئيس.

■ هل هناك اجتماعات دورية تتم مع الرئيس؟

– يتم إرسال تقرير شهرى إلى الرئيس، كما أنه يتابع عدداً من المشروعات بزياراته الدائمة، وإذا ظهرت مشكلة ما يتم استدعاؤنا فى أى وقت، وهناك اجتماع شهرى يتم مع رئيس الوزراء، ويتابع كل المشروعات التى نعمل عليها، ويحضر معنا الوزراء المختصون بكل مشروع، وإذا كانت هناك مشكلة فإننا نطرحها ونحاول إيجاد حلول.

■ من صاحب قرار دفع الخمسة ملايين التى تم إعطاؤها إلى الأقباط الذين انتقلوا من العريش وكيف تم تحديد القيمة؟

– الرئيس السيسى نفسه هو الذى أمر بهذا بعد تقديم خطة كاملة من الحكومة للتعامل مع هؤلاء المنتقلين، وتشمل إعادة تسليم الوحدات السكنية وكروت التموين، فقال الرئيس إن هؤلاء تركوا أموالهم ويحتاجون إلى دعم نقدى، فقال للحكومة أن تسير فى منظومتها وعملها معهم، وأن يقوم «تحيا مصر» بالدعم المادى، وبالتالى نعطيهم هذه المبالغ لحين استقرار أوضاعهم، وبالمناسبة أنا أرفض مسمى المسيحيين لأن هناك أسراً مسلمة أيضاً تركت أماكنها فى العريش، وجميعهم ضحايا التطرف والإرهاب، وقد تم رصد خمسة ملايين جنيه للأسر المنتقلة وهو مبلغ قابل للزيادة، وحالياً هناك لجنة برئاسة محافظ شمال سيناء تحصر الأسماء وإذا احتاج المبلغ إلى الزيادة سوف تتم، وأحب أن أشير إلى أن دورنا لن يتوقف على هذا، ودورنا الحقيقى سيظهر فى الإعمار، ودورنا أن نكمل، فمثلاً نحن حالياً دخلنا فى إعادة تشغيل المصانع المتوقفة والمتعثرة.

■ لكن عدد المصانع كبير، فكيف سيتم التعامل معها من الصندوق؟

– بالفعل عدد المصانع كبير، ونحن ندرس حالتها، وقررنا أن نبدأ بالمصانع ذات الحلول المعروفة، مثلاً مصانع تنتج ولكن لا يوجد لديها تسويق، ومصانع أخرى توقفت نتيجة الأزمة التى حدثت فى 2011 و2012 وعليها مديونيات، يدخل الصندوق ويقوم بجدولة الديون، ونعطيهم سيولة حتى يعود المصنع للعمل، والصندوق يرغب فى البداية بالعمل على حل مشاكل 60 مصنعاً كمرحلة أولى، وأثناء اختيار المصانع نضع فى اعتبارنا أن تكون متوزعة على مناطق صناعية مختلفة، مثلاً فى 6 أكتوبر وفى العاشر من رمضان وبرج العرب، وهى مصانع معظم إنتاجها من سلع الاستهلاك المحلى، مثل الصناعات الغذائية، ونتمنى أن ننجح فيها، فلو نجح هذا النموذج فإن البنوك الخاصة بها سوف تبدأ فى التعاقد معها، لأن البنوك سوف تكسب ثقة فى التعامل، فإن البنك يلتزم بما نتفق عليه معهم لأننا جهة حكومية، وهذا النموذج تحت رعاية وزير الصناعة، ورئيس هيئة التنمية الصناعية، وهدفنا أن نقدم نموذجاً.

■ كم يبلغ حجم الأموال المرصودة لحل مشكلة الـ«60» مصنعاً؟

– بدأنا بـ170 مليوناً لإعادة تشغيل المصانع الستين، وظهورنا سوف يحل المشاكل، ثم إننا من الممكن أن نحل المشاكل دون وضع أموال، من خلال ضمانة صندوق تحيا مصر أمام البنوك، بالإضافة إلى وجود إمكانيات لدى هيئة التنمية الصناعية، ولديهم خبراء متميزون، ودورنا خلق ترابط بين كل الإمكانات الموجودة فى الدولة ولكنها كانت متناثرة، وهذا يعود لصالح المستثمر، وهذه التجارب سبق أن طبقناها فى حالات أخرى.

■ كم تبلغ الأموال الموجودة حالياً فى الصندوق والمتبقية من مبلغ الـ«7٫5» مليار؟

– نتمنى أن تزيد دائماً، والموجود حالياً مليار ونصف، وهو المبلغ المتبقى حتى الآن، وأحب أن أشير إلى أن هناك مبلغاً بخلاف هذا مخصص للكوارث، وهو المبلغ الذى خرج منه مليار جنيه لمحافظة الإسكندرية العام الماضى، وخرج منه أيضاً الخمسة ملايين جنيه لأسر العريش.

■ وهل تسير التبرعات بانتظام أم يوجد فيها خلل؟

– التبرعات ليست منتظمة وبها خلل، ومع هذا الخلل هناك ظاهرة جديدة، ظهرت مع تغيير شعار الصندوق لـ«نتشارك».

■ هل هناك وفد من الصندوق يذهب إلى رجال الأعمال يعرض عليهم ما تقومون به ويطلب دعمهم؟

– نعم.. نذهب إلى تجمعات رجال الأعمال من خلال جمعيات رجال الأعمال واتحاد الصناعات والغرف التجارية، نذهب لهم ونقدم محاضرات، ونشجعهم على المشاركة.

■ لماذا لا نرى إعلانات مكثفة فى الفترة الأخير لـ«تحيا مصر» فى التليفزيون؟

– أولاً، الإعلانات تُعرض مجاناً، ولذلك تنشط فى أوقات وفى أوقات أخرى تقل، والفترة الماضية شهدت إعادة هيكلة فى قطاعات كثيرة داخل المحطات الفضائية بصفة خاصة، وذلك أثّر فى عرض الإعلان، وخلال شهرين نبدأ حملة جديدة، ونحن حالياً نستعد لشهر رمضان، وسوف نقدم كشف حساب لعملنا مع عرض صور قبل وبعد، وتنويه خفيف عن المشروعات الجديدة.

■ هل هناك حصر لرجال الأعمال وإسهاماتهم؟

– نرغب فى أن يشارك الجميع، وبدأنا نتواصل مع الجاليات المصرية فى الخارج، وبدأنا فى تعيين سفراء لنا فى كل دولة، عبارة عن رجل أعمال نشيط يعقد اجتماعات مع الجالية فى هذه الدولة، ونحن نرحب بالمصريين الراغبين فى القيام بهذا الدور، وبغير المصريين أيضاً، ففى دولة الكويت مثلاً، الرجل الذى يمثلنا هناك كويتى، وهو شخص من كبار الأسر هناك وتواصل معنا وقال إنه يريد المساعدة، فتواصلنا مع سفير مصر هناك وسألناه عن هذا الشخص، فأكد أنه من أفضل الشخصيات هناك، وهذا النموذج تكرر فى عدد من الدول، وهذا الأمر بدأ يؤتى ثماره، مثلاً أردنا عمل وجبات للمدارس التى بنيناها لأن الأطفال يبدو عليهم سوء التغذية، وفوجئنا بسفيرنا فى النمسا يتصل بنا ويقول إنهم شاهدوا فى أحد البرامج توزيع الوجبات، وقال لى إن الجالية ترغب فى إرسال 70 طن سكر شهرياً، وإرسال الأموال لنا، مثال آخر أخذنا مستشفيات من وزير الصحة فى المنيا وكفر الشيخ لإعادة التأهيل وهو حلم كبير، والخبراء درسوا أوضاعها، وكتبنا الأجهزة التى تحتاجها المستشفيات وأرسلناها للوزيرة نبيلة مكرم، وقامت هى بدورها بالإرسال إلى كل السفارات والجاليات، وفوجئنا بجالية فى لوس أنجلوس تتكفل بكافة الأجهزة، ومشكلتهم كانت فى الشحن والنقل، فتواصلنا مع «القابضة للنقل والشحن»، التى وافقت على النقل، فإن المصداقية تحرك الناس، ونحن منظومة للنهوض بالبلد.

■ يوجد مرارة لدى الرئيس من تقاعس رجال الأعمال وعدم مساهمتهم كما ينبغى فى الصندوق؟

– نعم.. فقد كان التوقع أن تكون أكثر مما هى عليه، لأن مشاكلنا واضحة، وقد مرت بنا أيام توقف فيها كل شىء، المصانع وحركة السير وحظر التجول، وجربنا الشعور بعدم الأمان، فهل هذا غير كاف حتى نحافظ على الاستقرار الذى نعيشه، ويجب ألا ننسى لأن الخطر ما زال موجوداً وأهل الشر متربصون.

■ ما الشىء الذى يؤكد عليه الرئيس عند لقائه معكم فى كل مرة؟

– دقة التنفيذ ودقة بيانات العرض، فهو يحب الدقة ولديه مقولة دائماً وهى «لو ماعندكش رقم موثّق بلاش تقوله»، فالرئيس لا ينسى وقد نتفاجأ بقرارات وتكليفات عقب انتهاء الاجتماعات، فلا بد أن يحصل منا على بيانات دقيقة

■ كم عدد القائمين على صندوق تحيا مصر؟

– 16 شخصاً هم القائمون على عمل صندوق تحيا مصر، والهيكل الكامل للصندوق يحتاج إلى أن نصل إلى 74 شخصاً، ولم نكملهم حتى الآن لأن لدينا مشكلة فى المكان، ومقرنا فى مركز دعم واتخاذ القرار فى مصر الجديدة.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى