الأخبار

الملحد يرفض الاحتكام إلى العقل

 

قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن “الإلحاد يعني نفي الإله، وعدم الاعتراف بوجود الله تعالى، ويترتب على ذلك عدم الاعتراف بوجود الدين”، مؤكدًا أن “الملحد يرفض الاحتكام إلى عقله ليعرف من المدبر والمحرك والخالق لهذا الكون، وهو في الوقت ذاته يرضى أن يركن إلى لانهائيات من الأوهام، وأن تكون هناك مادة عمياء صماء بكماء هي وراء هذا الكون المليء بالعلم والحكمة والضبط والمعارف التي تثبت وجود ذات قادرة عالمة تحركه”.

وأضاف الطيب في حلقة اليوم الإثنين، من برنامجه الإمام الطيب الذي يذاع يوميا طوال شهر رمضان على التليفزيون المصري، أن “الإلحاد هو الانحراف عن الحق إلى الباطل، وعن الهُدَى إلى الضلال، وعن الطريق المستقيم إلى الطريق المعوج”.

وفرق الطيب بين الإلحاد و العلمانية، موضحًا أن “العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، بمعنى أن الدين لا يقود الدولة، ولا يتدخل في حياة الإنسان ولا في الأنظمة، ولا في توجيه الناس، وهذا لا يستلزم إنكار وجود الله؛ لأن الإلحاد هو إنكار لوجود الله، والعلماني قد يكون متدينًا، وخاصة مَن يسمون أنفسهم بالعلمانيين المسلمين، فهم مسلمون متديِّنون، وكثير منهم يصلى ويصوم، لكنهم غير مقتنعين أن يكون في هذا العصر حرام وحلال”.

وقال إن “من أنكر أصول الدين، يعنى ما عُلم مِن الدين بالضرورة، وانطلق في دعوته لعزل الدِّين عن المجتمع بأن يقول هذا الدِّين مصلحة وانتهت وليس حقيقة – فهذا ملحد”.

وأشار شيخ الأزهر في حديثه إلى أن الإلحاد موجود قبل الإسلام، حيث كان الدهريون الذين أشار إليهم القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة الجاثية: (مَا هِيَ إلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إلاَّ الدَّهْرُ)- ينكرون وجود إله يُهلك ويحي ويميت، وينسبون الإحياء والإماتة والإهلاك إلى الدهر، مضيفا: “كما أنه وُجِدَ في الفلسفات القديمة، فالفيلسوف اليوناني (ديموقريط) يعد رأسا في الإلحاد؛ وقد كان يفسر عملية الكون والفساد تبعا لنظريته الذرية، ويرى أنه باتحاد الذرات ينشأ الكون، وبافتراقها يتم فساده وزواله، فالذرات حين تجتمع تتكون الأشياء ويتكون الإنسان”.

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى