عادة ما يشتكى الآباء والأمهات خصوصا فى أثناء الدراسة من الشرود الذهنى والسرحان عند أطفالهم دون معرفة السبب، فأحيانا كثيرة يكون السبب داخليًّا وبين يدى الأب والأم دون علمهما بذلك، فمثلًا عندما يتعرض الطفل لموقف صعب يشكل ضغطا نفسيا عليه، أو موقف محزن فيرفض الواقع ويلجأ إلى عالم الخيال، ومع زيادة الضغط يزداد الانفصال عن الواقع تدريجيًّا حتى يصبح الطفل غير قادر على إكمال أى عمل بدأ به ويفقد التركيز سواء فى المدرسة أو البيت أو حتى فى أثناء اللعب، وقد أشارت عديد من الدراسات إلى أن الطفل الذى يعانى من الإهمال العاطفى أكثر عرضة لشرود الذهن والسرحان.

لا ترهقى صغيرك كثيرًا

هناك أسباب عديدة تجعل طفلك غير منتبه لدراسته، ودائم الشرود فى أثناء تلقيه الدورس، ولكن أبرزها:

1- الإساءة للطفل بشكل متكرر يحرجه.

2- الخوف قد يكون سببًا لسرحان الطفل. الخوف من شخص سواء فى الأسرة أو فى المدرسة.

3- الإرهاق وعدم الاهتمام بعدد ساعات نوم كافية.

4- كثرة المنازعات داخل الأسرة بين الأب والأم‏ ومشكلات الأسرة.

5- الضوضاء فيجب البحث إذا كانت هذه الحالة من الممكن أن تكون عرضية نتيجة لمؤثرات خارجية.

6- عدم تناول الغذاء الصحى المتكامل خصوصا وجبة الفطار.

7- تفكيره فى اللعب، وهذا قد يحدث نتيجة عدم اهتمام الوالدين بوقت مخصص للترفيه عن طفلهم.

8- أحيانا تكون قلة استيعاب الطفل هى أحد الأسباب للسرحان، فيسرح محاولًا أن يركز أو يفهم المعلومة السابقة التى شرحت.

9- إحراج الطفل بشكل متكرر فى البيت أو المدرسة.

10- عدم قبول مَن يتحدث إن كان المدرس فى المدرسة أو شخصًا من داخل الأسرة.

لا تطلبى منه باسوورد الفيسبوك

يحتاج الإنسان إلى بعض الخصوصية، بعض المساحات الخالية، ليملأها بما يحب. وليس معنى قوة العلاقة أن لا تكون هناك حدود من أى نوع. الذين اقتربوا أكثر من اللازم رأوا ظلال الصورة الباهتة ولمحوا بعض الخدوش فى اللوحات الفنية العظيمة.

والمبانى الضخمة تقوم على تباعد الأعمدة، ولو اقترب بعضها من بعض لانهارت فوق رؤوس قاطنيها. فلا تتورّطى فى تفاصيل فتاكِ حتى النخاع. اتركى له منطقة تخصّه وحده، واحتفظى لنفسك أنتِ الأخرى بمثل هذه المنطقة.

لا تسأليه أين اختفى فجأة عدّة ساعات، دون أن تعرفى عنه شيئًا، لا تناقشيه فى كل ما يكتب على صفحات التواصل الاجتماعى، لا تطلبى منه باسوورد الفيسبوك أو الإيميل، لا تدعيه يشعر أنه أسيرٌ دائم على مائدة استجوابك. امنحيه بعض الهواء.

حلول بسيطة

1- يجب على الأهل أن يعملوا على شعور الطفل بالأمان والحب والاهتمام.

2- يجب الاهتمام بالنوم المبكر للطفل، وبواجباته الرئيسية الصحية خصوصا وجبة الإفطار.

3- التشجيع المستمر فى البيت وتعزيز ثقته بنفسه.

4- التنويع فى أسلوب التدريس واستخدام وسائل مشوقة.

5- لجوء المعلم إلى تغيير مكان الطالب بين الحين والآخر ومشاركته ومحاولة شد انتباهه.

6- العدل فى المعاملة بين الإخوة، وأيضا العدل فى المدرسة بين الطلاب وعدم إشعارهم بأن هناك تمييزًا أو اهتمامًا بطالب دون الآخر.

7- الكلام والمصارحة بين الطفل والأسرة للتعرف على مخاوفه وطمأنته.

8- إعطاء الوقت الكافى للترفيه وإشباع رغبات الطفل وتنمية هواياته.

التحرير