الأخبار

العيد فرحة.. لا يعكرها سوى «رذالة» المتسولين

58

 

 

تبادل التهانى وزيارة المتنزهات ليست وحدها مظاهر الاحتفال بالعيد، بل التسول وطلب المساعدة -باللين أو الإجبار- هو مظهر آخر يرتبط بموسم العيد، فما إن تخرج جموع المواطنين إلى الشارع للاحتفال حتى يحاصَروا بأسئلة المتسولين ونظرات المحتاجين وإلحاح أطفال الشوارع.

«بقت حاجة فظيعة، تحديداً فى الأعياد، ومع ذلك بدّيلهم فلوس لأن ربنا أمرنا بالعطف على السائل، وحسابهم بقى يوم القيامة عند ربنا، هو اللى عارف، هل هو محتاج فعلاً ولا لأ»، قالتها «دينا ياسين» ربة منزل، مؤكدة أن الظاهرة تزداد فى العيد، وهو ما لا حظته أثناء خروجها مع أولادها.

«أنا شفت واحدة قاعدة على سلم مترو العتبة، وكاشفة جرح فى جسم ابنها عشان تشحت بيه، وكان منظر صعب جداً»، بحسب دينا، التى تتعجب أيضاً من ظاهرة انتشار المنتقبات اللاتى يشحذن فى الشوارع، الأمر الذى تراه خطيراً، لأنهن يخفين هويتهن.

السوريون الموجودون فى مصر انضموا أيضاً إلى طابور الشحاذين، وفقاً لما تقوله «نهى صلاح»، مُدرسة: «بيقفوا فى وسط البلد، وبيقولوا ادّينى حاجة للمعيشة، وعلى قد ما الظاهرة دى بتضايق بصراحة بيصعبوا علىّ»، مشيرة إلى أن أغلب الذين يشحذون منهم من النساء والأطفال.

التسول لا يقتصر على الشحاذين فقط، فقد انضمت إليهم فئات أخرى تعانى من ضعف الدخل، وتحظى بتعاطف المواطنين معها، على رأسهم «عمال النظافة»، حيث تُعتبر أيام العيد تحديداً بالنسبة لهم موسماً للرزق، مما دفع البعض لارتداء زى عمال النظافة على غير حقيقتهم لجلب الرزق.

«حامد سيد حسن»، 44 عاماً، يأتى من منطقة «كفر الجبل» إلى ميدان الرماية للتسول، مرتدياً ملابس عمال النظافة الخضراء، المكتوب عليها هيئة النظافة، وهو ما يبرره بـ«للضرورة أحكام، يعنى أسرق ولا استرزق فى العيد»؟ مؤكداً أنه يرتدى البدلة المزيفة لكى ينفق على أطفاله الثلاث، مناشداً هيئة النظافة تعيينه حتى يصبح عامل نظافة رسمياً.

تختلف هتافات المتسولين باختلاف المناسبة التى يشحذون فيها، بحسب عماد زكى، سائق تاكسى: «فى رمضان عايزين نفطر ونتسحر، وفى العيد نجيب لبس العيد يا بيه»، مؤكداً أن أعداد المتسولين تزداد خلال فترة الأعياد: «أنا سواق وبشوف كمية متسولين مش طبيعية، وكأنهم فيران خرجت من جحورها».

التسول بالعربة «الكارو» التى تمر على المنازل، هو الحيلة التى لجأ لها رمضان وهيب صميدة، صاحب الـ63 عاماً حتى يتمكن من العيش، بعد أن حاصره المرض والفقر، ولم تسعفه قدماه على المشى، ومرضه بحساسية الصدر: «فى رقبتى كوم لحم، زوجة و5 أولاد وعلاج كتير، وبدفع 300 جنيه إيجار البيت، دا غير إيصالات الكهرباء والمياه، كل ده ومعاشى 200 جنيه».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى