الأخبار

مدير المركز الأمريكى للعدالة والقانون يهاجم الحكم الصادر بالتزوير ضد أسرة مسيحية ويحولها لقضية طائفية

 

m7kama

 

 

كتبت إنجى مجدى

هاجم جوردون سيكولو، مدير المركز الأمريكى للعدالة والقانون، الحكم الصادر من محكمة جنايات بنى سويف فى دعوى تزوير شهادات الميلاد وبطاقات رقم قومى، وتغيير ديانة ومحال إقامة، وحول المركز القضية من تزوير إلى قضية طائفية.

القضية متهم فيها أسرة من 8 أفراد و7 موظفين بالوحدة المحلية بمركز ببا، ومديريتا الصحة والتضامن الاجتماعى، بمعاقبة كل من “نادية محمد على” وأبنائها “مهاب محمد عبد الوهاب مصطفى” و”ماجد” و”شريف” و”أميرة” و”أمير” و”نانسى” و”أحمد”، بالسجن المشدد 15 عاماً، وقال سيكولو، “بعد الدستور المصرى الجديد، بات مسيحيو هذا البلد فى خطر أكبر من أى وقت مضى”، مضيفاً “هذه حالة مأساوية جديدة تؤكد تفاقم مشكلة التعصب الدينى فى العالم الإسلامى، فعقوبة السجن على أسرة بسبب إيمانها بالمسيحية يكشف، للأسف، الأجندة الحقيقية للحكومة الجديدة فى مصر”. وأشار إلى أن مصر لا تحترم القانون الدولى أو الحرية الدينية.

وتعود وقائع القضية فى الفترة من 2004 وحتى 2006 حيث قام المتهمون فيما بينهم بتزوير محررات رسمية، عبارة عن استمارة طلب الحصول على بطاقة رقم قومى، وإصدار بطاقات رقم قومى لأفراد الأسرة لتغيير أسمائهم المسلمة إلى أسماء مسيحية، وتغيير محال إقامتهم إلى محافظة بنى سويف، واستخراج شهادات إدارية تثبت أسماءهم الجديدة، وصور قيد ميلاد مزورة وعقود إيجار عرفية مزورة، وحصلوا على بطاقات رقم قومى جديدة لهم، وقامت “نادية محمد على”، 55 عاما، بتغيير اسمها إلى نادية جرجس باسيلى، فيما قام أبناؤها بتغيير أسمائهم المسلمة إلى أسماء مسيحية، وتبين من التحقيقات التى باشرتها النيابة العامة برئاسة المستشار حمدى فاروق المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف، أن “مهاب” نجل المذكورة، بتغيير اسمه إلى “فادى بيشوى عبد المسيح”، كما قام أشقاؤه بتغيير أسمائهم، وأنه لا يوجد فى السجلات الرسمية اسم “بيشوى عبد المسيح”.

وأكدت التحقيقات التى أجرتها النيابة أن نادية محمد على كانت مسيحية وأشهرت إسلامها منذ 23 عاماً، وتزوجت من والد أبنائها المتهمين ويدعى “محمد عبد الوهاب مصطفى”، والذى يعمل ميكانيكى سيارات بمحافظة الشرقية، وتوفى عام 1991 بعد أن أنجبت منه أبناءها، ومن عام 2004 إلى عام 2006 خططت للعودة إلى الديانة المسيحية وتغيير ديانتها وأبنائها، للحصول على مستحقاتها من أسرتها، فقام موظفون ببنى سويف بمساعدتها، بإصدار شهادات ميلاد وبطاقات رقم قومى مزورة قاموا بالتعامل بها، قبل قيام المقدم أسامة فتحى رئيس مباحث الأحوال المدنية ببنى سويف بإلقاء القبض على نجلها “أحمد محمد عبد الوهاب” أثناء قيامه باستخراج بدل فاقد لبطاقته المزورة باسم “ملاك بيشوى عبد المسيح”، والذى أقر فى اعترافاته أمام النيابة العامة، بأن والدته طلبت منه تغيير ديانته إلى المسيحية، وتغيير محل إقامته، وأن كل ما عليه أن يتوجه لبنى سويف، ومقابلة الموظفين الذين استخرجوا له شهادة ميلاد مزورة وقدموا له عقد إيجار موثقا ومزورا وشهادة إدارية بأنه يعمل فى مدرسة التوفيق الخاصة بمدينة بنى سويف الجديدة، شرق النيل، حيث أثبتت النيابة عن طريق الجهات الرسمية عدم وجود محررات رسمية فى السجلات بأسماء المتهمين.

وحث سيكولو، وفقا لقناة فوكس نيوز، الولايات المتحدة على التدخل الدبلوماسى فى مصر لتعزيز الحريات الدينية، حيث من المقرر أن يلتقى مرسى الرئيس أوباما فى مارس المقبل، وفق القناة الأمريكية، وقال، “يجب على الخارجية الأمريكية أن تلعب أكثر من دور فى تثبيط هذا النوع من الاضطهاد”. وأضاف، “لا ينبغى أن تظل الولايات المتحدة صامتة، فإنها تمد مصر بأكثر من مليار دولار سنويا، وعلى الخارجية أن تتحدث بقوة ضد هذا النوع من الاضطهاد الدينى”.

وتشير فوكس نيوز إلى أن مرسى تعرض لانتقادات كثيرة، بسبب فشله فى اتخاذ إجراءات ضد تصاعد العنف الذى يتعرض له مسيحيو مصر، ففى أغسطس الماضى اضطر حوالى 100 عائلة مسيحية للفرار من دهشور بعد اعتداءات جيران لهم مسلمين على منازلهم وممتلكاتهم، مضيفة “بينما قال مرسى وقتها إن الحادث تم تضخيمه إلى حد كبير فإن دعاة سلفيين، ممن يشكلون تحالفات مع مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، حرموا تهنئة المسيحيين فى عيد الميلاد”. ويقول نشطاء حقوقيون، إن الواقعة الأخيرة الخاصة بنادية وأبنائها هى أحدث مثال على المحنة الرهيبة المتزايدة لأقباط مصر”.

وقال صمويل تادرس، الباحث بمعهد هدسون للحريات الدينية، إن تحويل الدين كان شائعا فى الماضى، لكن الدستور الجديد يمثل “كارثة حقيقية للحرية الدينية”، وتوقع تادرس أن تزيد هذه الحالات فى المستقبل، إذ سيكون أصعب كثيراً على الناس العودة إلى المسيحية. وأشار إلى أن الدستور يحد من اعتناق المسيحية لأن “الحرية الدينية يجب أن تفهم ضمن حدود الشريعة”، هذا علاوة على تفسير النصوص الخاصة بالشريعة من قبل أعلى سلطة دينية سنية فى البلاد.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى