الأخبار

أطفال الشوارع والواقع الأليم

153

 

 

أطفال الشوارع في كل طريق وإشارة مرور، نصادفهم بوجوههم البائسة التي لا تري إلا اليأس وضيق العيش الذي حط بهم، ولا أحد يسمع ولا ينظر نظرة تخفف آلامهم، بل ينظر اتجاههم نظرة دونية لا تعترف بهم كأشخاص يعيشون في المجتمع، ولا يعلمون أنهم ضحية خلل في النظام الاجتماعي الأسري، وقد ترك لهم الباب مفتوحًا على مصراعيه؛ ليتخطون مرحلة آخرى في حياتهم، قد تصل بهم إلى الإجرام وممارسة السرقات، والاعتداءات الجنسية، وتعاطي المخدرات، قطع الطرقات، وهذا ما خلق في النهاية ما يسمى “أُسر الشوارع”.

 

هذه الظاهرة مهددة بالانفجار في أي لحظة إذا لم يتم التعامل معها في أسرع وقت ممكن، وإذا كان الخلل الاجتماعي في هذه الأسر ظلمهم، ففي الحقيقة هذا الخلل له مردودات كثيرة تتمحور في أسبابه الناتجة عن تقصير الحكومات في تدبير شئون الأسر المعيشية، فما أكثر الحديث عن هؤلاء الأطفال من قبل المتخصصين في الأمومة والطفولة، ورعاية حقوق الإنسان، وبشأن توفير الرعاية لهم.

 

بينما الواقع الفعلي لحديثهم يختلف تمامًا عن تصويرهم المزعوم، وإذا كانت الأسر المصرية ظلمتهم، وتركتهم في الشوارع، فالأجدر بالحكومة ألا تظلمهم ثانية، وتقدم لهم حلولًا واقعية، واقتراحات قد تكون من خلال إنشاء مدينة خاصة تتسع لكل أطفال مصر الذين يعيشون بلا مأوى، لرعايتهم وتعليهم الحرف المختلفة؛ لكسب العيش بطرق مشروعة بدلًا من التسول في الشوارع، والطرقات وتشويه صورة المجتمع المصري، ولا يتم ذلك إلا إذا تدخلت الجهات المعنية، فالظاهرة لا تحل إلا بتكاتف الجهات المعنية مع المجتمع المدني.

 

كما أن أهمية سرعة البت في هذا، والعمل على تنفيذه سوف يعود بالفائدة على المجمتع الذي ما زال يعاني من هذا الخطر، وفي الحقيقة أن أطفال الشوارع مشكلة لابد من السعي لدراستها، ووضع حلول لها من قبل الجهات المختصة المهتمة برعاية الطفولة، بالتعاون مع المؤسسات المختلفة بالدولة، فأي حل لا تتكامل فيه مؤسسات المجتمع يعتبر حلًا غير مجديًا وناقصًا، فهؤلاء الصغار انتهكت طفولتهم وهم معرضون لمخاطر صحية ونفسية واجتماعية كثيرة، كما أنهم مستقبل الدولة ورجال الغد، والأمل في الحاضر والمستقبل؛ لنضمن مستقبل شعب.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى