بالصور.. كارثة حرق مسئولين للقمامة بالمحلة
كان “صدى البلد” رصد وجود كميات من أطنان القمامة تم تجميعها بمحيط محطة مقلب الزبالة دون وجود أي سيارات أو عربات نقل ثقيل لنقلها إلى مدفن السادات بشكل صحي وبيئي نظرا لانتهاء تعاقد المقاول المتعهد بنقل القمامة منذ أكثر من شهرين، وهو ما تسبب فى قيام أعضاء رابطة العاملين فى الصحافة والإعلام بالمحلة بتدشين هاشتاج “المحلة ريحتها طلعت وعيشوا بشرف جاتكوا الأرف”، للإعراب عن تنديدهم بتفشي الفساد الإداري وتقاعس المسئولين عن حل مشكلات المواطنين وشروعهم فى حرق القمامة بطول الطريق الدائري “المحلة – المنصورة” ومداخل سكة قطور وميدان الزراعة وطريق كمين منطقة العلو وميادين السبع بنات وأبو راضي والجمهورية وشارع الترعة والرجبي وأبو شاهين وغيرها.
وكشفت مصادر داخل ديوان مجلس المدينة عن صدور تعليمات من أحد المسئولين ينتمي للمؤسسة العسكرية ويشغل منصبا قياديا تنفيذيا يتحكم فى توجيه رؤساء الأحياء ومساعديهم فى صدور تعليمات لهم بالتحرك فى توقيتات موحدة باستخدام سيارات الأحياء ودراجاتهم النارية، سعيا فى إشعال القمامة والتخلص منها بحرقها بواسطة مواد سولار وبنزين بهدف ستر عدم قدرتهم على مواجهة وعلاجة الأزمة الراهنة التى تهدد حياة أكثر من 500 ألف مواطن من سكان المدينة العمالية نظرا لتصاعد الروائح الكريهة وسهولة نقل عدوى الأمراض الصدر والربو المزمنة، ما قد يعرض حياة الأهالي لخطر الموت نتيجة التلوث البيئي الناتج عن تصاعد الأدخنة والأبخرة السامة، ما نتج عنه تكون سحب سوداء غطت سماء شوارع وميادين المدينة.
من جانبه، قال أحد شهود العيان أحمد كشك، من أهالي المدينة، إنهم فوجئوا أثناء قيامه بتصوير مقلب القمامة ورصد مأساة المواطنين، بتحول المقلب وساحات حديقة اللاند سكيب إلى مأوى للطيور الغربان والخفافيش والكلاب الضالة نظرا لعدم وجود أي أحد من المسئولين التابعين لجهاز النظافة أو مسئول تنفيذي يباشر مهام علاج أزمة تجمع أطنان القمامة على ارتفاع يزيد على 8 أمتار رأسيا وعلى مساحة 5 أفدنة تقريبا.
وناشد “كشك”، عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية والإدارة المحلية، بأهمية توفير مبالغ مالية للتعاقد مع مقاولين جدد لنقل القمامة المتراكمة بمحطة الترحيلات قبل حدوث انفجار حراري بها واشتعال النيران بشكل مفاجئ جراء تكدسها فى ظل ارتفاع درجة حرارة الصيف، لافتا إلى ضرورة محاسبة جميع المسئولين والعاملين بالأحياء ومجلس المدينة الذين تورطوا فى حرق أكوامة القمامة.
فى المقابل، أصدر اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، توجيهاته إلى اللواء السيد سعيد، سكرتير عام المحافظة، والدكتور محمد البشبيشي، المدير المالي والإداري بالمحافظة، بموافقته على صرف مليون جنيه لبدء التحرك فى علاج الأزمة قبل تفاقمها حفاظا على أرواح المواطنين.
كما لفت المحافظ إلى وجود مساع لدى المحافظة إلى تشغيل مصنع تدوير القمامة بتكلفة مالية قدرها 30 مليون جنيه تحت إشراف الهيئة العامة للإنتاج الحربي، مشيرا إلى أنه سيجري افتتاحه عقب إجازة عيد الفطر المبارك، كما أوضح وجود سلسلة من الخطابات الرسمية بين المحافظة ووزارة البيئة للسيطرة على الكارثة المذكورة.
وكشفت مصادر عن أن اللجنة الهندسية المشكلة من خبراء كلية الهندسة بجامعة طنطا عاينت مصنع تدوير القمامة بطريق قرية الجابرية، وفوجئت بعدم وجود أي مستندات ووثائق تفصح عن مقايسات المعدات والقيم الإنشائية الخاصة بها، وهو ما أكده المسئولون بمجلس مدينة المحلة بدعوى عدم توافر أى مستندات تخص المصنع المذكور طوال عامين من إنشائه، وهو ما وضع عددا من المسئولين بمجلس المدينة وديوان المحافظة فى حرج كبير أمام الرأي العام من جهة مواطني مدينة المحلة.
