الأخبار

شبح التقسيم يخيم على ليبيا وإتهامات للحكومة بالتساهل

03

 

حوار مع الناشط السياسي الليبي علي الكاسح

أجرى الحوار: فهيم الصوراني

نص الحوار:

سؤال: أستاذ علي إقليم الفزان أعلن أمس عن إقامة حكم فيدرالي هناك الاستناد يعود إلى عام 1951 في ليبيا الذي ينص على أن ليبيا تتكون من ثلاث مناطق حكم ذاتي، بناء على المعطيات الأخيرة وإرهاصات التطورات، وحالة عدم الاستقرار في ليبيا برأيكم ما هي الأسباب الحقيقية التي دفعت الإقليم للقيام بهذه الخطوة إلى جهة إقامة الحكم الذاتي؟

جواب: أولا بسم لله وأحيي مستمعيكم، سبب توجه الجنوب إلى الانفصال عن الغرب هو نتيجة أن الحكومة تعيش في واقع غير الواقع الذي يعيشه المواطن الليبي في الجنوب، والجنوب يشكو من التهميش ويشكو من عدم قيام الدولة والمؤسسات بدورها في الجنوب من ناحية إقامة المشاريع وإشراكهم في العملية السياسية، كل هذه الأمور ساهمت بأن إقليم فزان يطالب بأن تكون لديه فيدرالية، وغير خاضع بشكل مباشر للسلطة الموجودة الآن في طرابلس، أيضا هناك الكثير من الأحقاد والسلطة والتنازع الموجود الآن داخل ليبيا، وكما تعلم أخي أن هناك أيضا من يطالب بالانفصال، والحقيقة أعلن الانفصال من ناحية برقة من قبل حوالي الشهر، والآن لا تتفاجأ إن حصل هذا الانفصال في ليبيا غدا أو بعد غدا فتسمع أن فزان صارت إقليم فزان بحد ذاته، لأن في ليبيا توجد صراعات من الناحية الايديولوجية، وتوغل الاخوان في الحكم وسيطرتهم على الحكم في ليبيا ومحاوتهم أيضا السيطرة على مفاصل الدولة، وأيضا المشروع الذي قدمته الحكومة أو الموجودين الآن في السلطة في ليبيا لم يعالج المشاكل التي يمر بها المواطن في الداخل الليبي.

سؤال: هل ذلك مقدمة لحصول الانقسام داخل الإقليم نفسه وأيضا يشجع مناطق أخرى ربما على القيام بذات الخطوة؟

جواب: نعم أنت ترى الواقع الليبي،هناك الكثير من الصراعات بين القبائل في حد ذاتها، وهناك نزاعات داخل المدن بحد ذاتها، حالات من الاقتتال تكاد تكون بشكل يومي، اغتيال سياسي أو اغتيال مبني على أحقاد سابقة والأمور هذه كلها تحصل الآن في ليبيا بشكل شبه يومي من حالات تعذيب ومن حالات اختطاف ومن حالات قتل، وأنت تعلم وربما يعلم الأخ المستمع أن هناك حوالي 60 ضابط في الجيش الليبي في بنغازي تعرضوا لعملية اغتيال، وأيضا بعض الناشطين الذي يعتبرون من رموز فبراير أو ما يسمى بالثورة وأنا أعتبرها فتنة، الآن يتعرضون للاغتيال لأن الإنسان أو الطرح الذي يقدموه الأشخاص لا يتماشى مع الأشخاص الموجودين الآن في الحكم سواء الأخوان أو سواء من المتشددين اتخذوا هذه المطية للوصول إلى السلطة وتحقيق مكاسب شخصية.

سؤال: أستاذ علي في مواجهة الخطوة من الإقليم ألا ينتظر أو يتوقع من المفترض أن يكون هناك تحرك ما من قبل الحكومة عندما ترى بأن إقليما مهما كإقليم فزان يعتزم أن يقيم إقليم حكم ذاتي وبالتالي تكرار للتجربة العراقية فيما يتعلق بإقليم كردستان، ونتابع نحن أيضا إلى أين وصلت الأمور بين الحكومة المركزية والإقليم، هل هذه التجربة العراقية مرشحة أيضا للتكرار في ليبيا برأيكم؟

جواب: أنا أرى أن النسيج الاجتماعي في ليبيا هو الآن أوهن من بيت العنكبوتن هناك تفكك وهناك تدخل خارجي وهذا ساهم في ليبيا في تشريد وقتل الكثير من الأرواح البريئة التي لم تكن لديها لا ناقة ولا جمل في هذا الصراع، ايضا الدولة الآن الموجودة في طرابلس المتمثلة بالاخوان وبعض القبائل التي أبرزها قبيلة مصراتة غير قادرة على تسيير الدولة أو بالأحرى عاجزة، لأن هناك انفصال في برقة وانفصال في فزان وهناك تفجيرات في بنغازي، وهناك تفجيرات اغتيالات في طرابلس، وهناك عمليات قتل في مدن أخرى مثل سرت وبن الوليد، وهناك مدينة بن الوليد تتعرض لعمل همجي قام به الاخوان بقيادة مصراتة، وتعرضت منذ مدة شهر لهجوم وشردت الأسر وحرق أكثر من ألفي منزل وسلبت أموال الناس وسرقت، والمعالجة التي اتخذها الموجودين في السلطة الآن لم تكن معالجة بقدر ما كانت تأجيج للوضع في الداخل الليبي وهالة من الاختناق والاحتقان داخل المجتمع الليبي الآن، لأن كل ما أرداه المجتمع الليبي من مطالب جاء بشكل عكسي، بحيث أنه الآن المطلب الوحيد لليبيين هو الأمن والماء والكهرباء، والآن لا يوجد جيش في الدولة ولا يوجد شرطة، بل عبراة عن ميليشيات مسلحة تنتهج سياسات إما اخوانية تتبع إلى مصراتة أو قبلية تتبع الجانب الآخر في المجتمع الليبي.

سؤال: أشرت حضرتك إلى وجود قوة خارجية تعمل على تقسيم الدولة الليبية هل يمكن توضيح هذه النقطة تحديدا فيما يتعلق بأسماء هذه الدول أو الجهات الخارجية التي كنت تقصدها؟

جواب: أولا الانتماءات في داخل ليبيا كما سبق وقلت أن هناك الاخوان في الواجهة السياسية في ليبياوفي السلطة الآن وفي مصراتة وأيضا امتداد هؤلاء الاخوان يمتد إلى قطر وإلى تركيا وهذا معروف لليبيين، وهناك تدخل من قطر وهناك تدخل تركي في الشأن الليبي الداخلي، وهناك حروب في ليبيا حصلت نتيجة بضغط من قطر أو بضغط من تركيا.

سؤال: أستاذ علي تراجع الدور القطري في الملف السوري مثلا لم ينعكس على هذا الدور بالنسبة لقطر في ليبيا؟

جواب: تراجع الدور القطري في سوريا نتيجة لوجود طرف قوي في سوريا، وأما الطرف الموجود الآن في ليبيا فهو مقسم والطرف الموجود في السلطة هو تابع لقطر وتابع لأجندات قطر في داخل ليبيا والأجندات التركية أيضا داخل ليبيا، وحتى التمويل بالسلاح والإرهابيين الذين يسافرون إلى سوريا الذين يقومون بعمليات قتال لهم معسكرات داخل ليبيا في مدينة مصراتة التي تقوم بدعمهم وجلبهم من الدول المجاورة من تونس والجزائر والمناطق الأخرى وإرسالهم، ولو كانت هناك دولة أصلا لا يمكن أن تقوم بشحن الإرهابيين والقتلة والمجرمين بإرسالهم إلى سوريا، والمشكلة في ليبيا الآن ما زالت قائمة، هناك عدم استقرار وهناك قتل وهناك عمليات اختطاف ويقومون بإرسال الليبيين إلى سوريا، إذا كانت المشكلة في ليبيا لا زالت قائمة فما الداعي لإرسال هؤلاء الأشخاص إلى سوريا أو إلى المناطق الأخرى المجاورة، وتحد ليبيا 9 دول وبالتالي لو أرسلت كل دولة من هذه الدول ألف أو 1500 إرهابي فتخيل كم سيكون الرقم، وبصراحة اصبحت ليبيا مكانا جيدا للإرهاب والعصابات المتشددة التي لديها أفكار تكفيرية وهدامة.

صوت روسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى