الأخبار

بالتواريخ | “ميدان التحرير”.. غادرته رائحة الشهداء الزكية

 

 

 

213

 

تجردوا من آدميتهم في لحظات تمكنت منهم الشهوة، فسعوا إليها، متحدين كل القيم والأعراف والتقاليد، فأصبحوا مثل الذئاب التي تعوي على فريستها، لتفسد تظاهرة ثورية، أو احتفال شعبي، في مشهد عفن، أفسدت رائحته كل ما حوله من ورود، تفتحت في “جناين” ميدان الثورة.

ميدان التحرير، الذي شهد 18 يومًا من عمر ثورة 25 يناير، دون وقوع حالة تحرش واحدة، غادرته نعوش الشهداء برائحتها العطرة، وتركته روح الشباب المخلص، فسكنه خفافيش الظلام من بلطجية ومندسين، خربوا عن عمد، ومتحرشين جاءوا للبحث عن فضيحة.

“الوطن” رصدت بالتواريخ أشهر وقائع التحرش بميدان التحرير منذ 11 فبراير 2011 وحتى مساء الأمس:

11 فبراير: مساء الإعلان عن تنحي مبارك، احتفل متظاهرو ميدان التحرير برحيله، وخرجت الملايين في الشوارع، ووسط كل هذا سقطت أول ضحايا التحرش، المراسلة الأجنبية “لارا جاروان”، مراسلة شبكة “سي بي إس” الأمريكية، والتي حكت بعدها الوقائع كاملة، واصفة ما حدث لها بأنه كان اعتداءً جنسيًا جماعيًا من قبل مجموعة من الغوغاء، قائلة: “شعرت وقتها بأن الموت سيأتي لا محالة”.

التحرش الجماعي بمسيرات المرأة في 2011 و2012 كان بينها مسيرة مناهضة للتحرش

19 فبراير 2011: وأثناء الاحتفالات بجمعة “الانتصار”، تمكن رجال القوات المسلحة من إنقاذ سيدة تعرضت لعملية تحرش جماعي على يد 50 بلطجيًا بميدان التحرير، بعد أن اعتدوا على زوجها بالضرب، ثم اقتادوا السيدة من ميدان عبدالمنعم رياض إلى ميدان طلعت حرب في مسيرة تحرش جماعية.

8 مارس 2011: خرجت مسيرة نسائية إلى ميدان التحرير، للمطالبة بحقوق المرأة، وبعد دقائق من وصول المسيرة، تعرض السيدات والفتيات لتحرش جماعي من الموجودين بالميدان، وبحسب شهادة إحدى الضحايا الموثقة بالفيديو، كان “المعتدون علينا من التيار الإسلامي، وقالولنا: روحي يا خضرة انتي وهي، وصوت المرأة عورة، وبعد كده اعتدوا علينا، وضربوا الشباب اللي حاولوا يحمونا”.

5 يونيو 2011: الاعتداء على ماريان عبده، مراسلة قناة “سي تي في”، بميدان التحرير، والتي قالت في شهادتها: “إنها ذهبت لميدان التحرير لمباشرة عملها بتغطية أحداث يوم الجمعة الذي أطلق عليه اسم “جمعة العمل”، ففوجئت بهجوم بعض الموجودين بالتحرير عليها وخطف “المايك” من يدها، بالرغم من كونها لم تحاول استفزازهم، فآثرت الانسحاب ومعها المصور لكنها تعرضت للهجوم والاعتداء عليهما بعنف”.

25 يناير 2012: بينما كان رجال ونساء مصر صفًا واحدًا يهتفون هتافًا واحدًا، لقى العشرات من الفتيات مصيرهن من التحرش الجماعي، على يد الذئاب البشرية، وخرج بعضهن في سيارة إسعاف من الميدان في مشهد مؤسف.

8 يونيو 2012: ذكرت وكالة أسوشيتد برس، أن مئات الأشخاص اعتدوا على نساء كن يشاركن في مسيرة بميدان التحرير، ضد التحرش الجنسي في مصر، مشيرة إلى أن الاعتداء على النساء استمر لعدة دقائق، قبل أن تلجأ بعضهن إلى مبان مجاورة للاحتماء بها.

26 أكتوبر 2012: رصدت مبادرة “شفت تحرش”، قيام مجموعة من الصبية، في أول أيام عيد الأضحى، بالتجمهر والوقوف واعتراض طريق الفتيات والتحرش بهن بميدان التحرير، بالإضافة إلى سرقة هاتف إحداهن، وذلك في الاتجاه القادم من ميدان التحرير إلى كورنيش النيل بالتوازي مع سور جامعة الدول العربية.

يوم تنصيب “السيسي” .. احتفالات شعبية وأبشع جريمة اغتصاب بالميدان

23 نوفمبر 2012: تعرضت ياسمين البرماوي، الناشطة السياسية وعازفة الموسيقى، لاعتداء جنسي جماعي بميدان التحرير، وسط قنابل غاز تقذفها قوات الأمن على متظاهرين معترضين على الإعلان الدستوري.

25 يناير2013: ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية انتشار حوادث التحرش الجنسي في ميدان التحرير، خلال الذكرى الثانية للثورة، وأشارت إلى وقوع حوالى 25 حادث اعتداء على الأقل تزامنا مع إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير.

16 مارس 2013: اتهمت أمل عثمان محمود، البالغة من العمر 14 عامًا بعض جنود الأمن المركزي بمحيط قصر النيل بالاعتداء عليها بالسب والتحرش بها.

30 يونيو 2013: أثناء خروج الملايين الشوارع للمطالبة بإسقاط نظام محمد مرسي، وجماعة الإخوان”، تعرضت عضوة بالاتحاد النسائي المصري، ومتطوعة بمبادرة ”قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي”، لاعتداء جنسي جماعي بميدان التحرير.

 

8 يونيو 2014: في مشهد احتفالي، خرج الآلاف لميدان التحرير، في يوم تنصيب الرئيس الجديد، حاملين أعلام مصر، وراقصين مهللين على أنغام الموسيقى، في ليلة اعتبرها من في الميدان “بشرة خير”، أبى المتحرشون ألا يكون لهم نصيب من كعكة الاحتفال، فأظهروا أبشع مشاهد الاغتصاب، حيث جردوا فتاة شابة من ملابسها، وطاردوها مسعورين، في مشهد عفن، وتعليق إحدى المذيعات استفز المشاعر، واصفة فعلة أصحاب الجريمة البشعة بـ “ناس مبسوطين”.

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى