الأخبار

الحركة الإسلامية فى إسرائيل ومقدسات فلسطين

11

ناجح إبراهيم

 

قامت الحركة الإسلامية داخل إسرائيل بنشاط كبير للمحافظة على المقدسات الإسلامية الفلسطينية، فقد أدركت منذ البداية أن إسرائيل تحاول تدمير الأوقاف والمؤسسات الإسلامية مثل تحويل المقابر إلى مزابل، أو تحويلها إلى مناطق سياحية كما حدث مع أوقاف يافا وصفد وحيفا واللد وعكا.

وقد أسست الحركة الإسلامية فى إسرائيل «مؤسسة الأقصى» لإعمار المقدسات الإسلامية والحفاظ على الأوقاف الإسلامية ومنع تهويدها.. وقالت فى شعارات تأسيسها: «من لا جذور له فحاضره ومستقبله فى خطر».

وقد سميت بـ«مؤسسة الأقصى» تبركاً بالمسجد الأقصى المبارك وتيمناً بطهره وقداسته.. وقد أدركت المؤسسة منذ بدايتها صعوبة المهمة، خاصة بعد شراهة الاحتلال فى تدمير ومصادرة الأوقاف الإسلامية بعد 1948م، ثم فاجعة سقوط الأقصى بعد هزيمة 1967م.. حيث بلغ الغرور الإسرائيلى مبلغاً عظيماً.. ويومها انطلق شعار «القدس والأقصى فى خطر».

وقد بدأ رئيس الجمعية الشيخ رائد صلاح مشاريع الإعمار وصيانة المؤسسات والأوقاف الإسلامية.. وقد بدأ العمل كالعادة بسيطا، ثم ازداد خبرة وانضباطا ليتحول بعد ذلك إلى عمل مؤسسى مبرمج؛ فقد بدأوا بإعمار المساجد وتجديدها وتطويرها.. ثم اهتموا بالمحافظة على المقابر الإسلامية.. ثم انطلق مشروع «الصلاة فى المساجد المهجورة»، فكان يتم تجميع الشباب فى كل القرى للصلاة فى أحد المساجد المهجورة لتعميرها والحيلولة بين تهويدها أو مصادرتها.

وقد نجحت مؤسسة الأقصى فى إيقاف الكثير من الاعتداءات الإسرائيلية على المساجد والمقابر.

وقد أقامت المؤسسة عشرات المعسكرات الصيفية لصيانة المساجد والمقابر والمقدسات فى المدن الفلسطينية الساحلية.

وكذلك اهتمت بـ«رش أرض المقابر بالمبيدات الحشرية للأعشاب» لأن وجود الأعشاب الكبيرة وكثرتها كان مبررا لتجريفها طبقا لقانون «الأراضى البور» الذى يبيح للبلدية الإسرائيلية ضمها للدولة العبرية.

ثم جاء مشروع «الخريطة المفصلة للمقدسات «كأول خريطة حديثة معتمدة لها.. فضلا عن مشروعات أخرى قوية قامت بها مثل «إعمار المصلى المروانى» وشارك فيه الآلاف من الشباب المتطوعين، وإعمار المسجد الأقصى القديم.

ثم تطور الأمر أكثر فسيرت مؤسسة الأقصى لتحقق عمليا فكرة شد الرحال إلى الأقصى فى كل يوم، بحيث لا يبقى يوم لا يزوره مئات الشباب.. وذلك عن طريق تسيير عشرات الأتوبيسات من الشباب إلى الأقصى وتكثيف أعداد الشباب المرابط فيه يوميا.

ثم أقامت المؤسسة «مشروع مصاطب العلم بالأقصى» لدعم فلسفة العلم والتعلم مع التدين فى رحابه الطاهرة كى يعود مؤسسة للعلم والعبادة معا. ثم أقامت «مشروع صندوق طفل الأقصى والمقدسات».. وفيه يتربى الطفل على وضع جزء من مصروفه فى حصالة خاصة بالمسجد الأقصى لإعماره.. وتجمع الحصالات آخر العام فى مهرجان سنوى يحضره الأطفال المساهمون فى الحصالة الذين بلغ عددهم فى إحدى السنوات 20 ألف طفل. ثم تلاه «مشروع وفادة زوار الأقصى» فى شهر رمضان قياسا على وفادة الحجيج والمعتمرين فى الحرمين الشريفين بمكة والمدينة. فضلا عن طموحات وآمال جديدة لهذه المؤسسة العظيمة. إننا نكاد ننقطع عمليا عن القدس والأقصى.. بل وفلسطين.. ولم تنجح ثورات الربيع العربى حتى اليوم فى حل هذه المشكلة.

فهل نفيق قبل فوات الأوان؟!

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى