الأخبار

عبدالناصر «حضور» يتحدى «الغياب»

 

30

 

«وقف الشريط فى وضع ثابت».. ارتد كل شىء إلى نقطة السكون.. «دلوقتى نقدر نفحص المنظر».. تلك الملايين المتدفقة فى الشوارع تبكى رحيل «الزعيم» بدموع حارقة.. «الوداع يا جمال.. يا حبيب الملايين».. و«يا نميرى يا قذافى عبدالناصر صابح ماشى».. الدولة تعلن حداداً عاماً لمدة أربعين يوماً كاملة، الأسود يلف كل شىء، حتى إعلانات الأفلام المرتفعة على دور العرض.. البكاء داخل كل بيت، العزاء فى مدن العالم العربى، الأطفال والنساء والرجال، حالة من اليتم الجماعى يشعر بها الجميع، المصاب الجلل بفقد «رجل من أغلى الرجال.. وأشجع الرجال.. وأخلص الرجال»، النعش يخترق شوارع القاهرة من مبنى قيادة الثورة بالجزيرة إلى كوبرى قصر النيل، فالكورنيش، فشارع رمسيس، فميدانه، فالعباسية، فكوبرى القبة، حيث يوارى التراب فى الجمعية التى أشرف على إنشائها فأصبحت تُعرف حتى يومنا هذا باسم «جامع عبدالناصر».

45 عاماً كاملة مرت على رحيل عبدالناصر.. لا تزال صوره مرفوعة على جدران المنازل والمحلات فى مصر وخارجها، يحاكمه الجميع بدعوى «النكسة» وضياع الأرض واستشهاد آلاف الجنود، غير أنهم يعودون فى النهاية ليترحموا عليه، ويعترفوا بأفضاله على الأمة العربية.. 45 عاماً كاملة غاب فيها عبدالناصر ولم يغب.. 45 عاماً وقف فيها الشريط فى وضع ثابت وظهر المنظر كأوضح ما يكون.. عبدالناصر لا يزال هنا.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى