الأخبار

مقترح تبادل أراضى المثلث “عمل شيطانى”

46

(أ ش أ)
اعتبر القيادى فى حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وصفى قبها أن الحديث عن تبادل منطقة المثلث ذات الثقل السكانى الفلسطينى داخل الأراضى المحتلة عام 1948 مقابل الكتل الاستيطانية فى الضفة الغربية “عمل شيطانى، ويدل على تخبط المفاوض الفلسطينى وقصور عملية التسوية الجارية، وعجزها عن إيجاد حل عادل يضمن للفلسطينيين حقهم”.

وقال قبها، والذى شغل منصب وزير الأسرى الأسبق، فى بيان صحفى اليوم الخميس، إن المقترح يهدف لـ”إسقاط حق العودة والقبول الطوعى بالترانسفير، لتحقيق حلم الاحتلال بيهودية الدولة ونزع فتيل ما أطلق عليه الباحثون الإسرائيليون بالقنبلة الديمغرافية”.

وكانت صحيفة “معاريف” العبرية قد ذكرت، فى عددها الصادر أمس، أن إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة دراسة فكرة نقل أراض فى منطقة المثلث داخل الخط الأخضر (شمال الأراضى المحتلة عام 1948) إلى الفلسطينيين تعويضا عن إبقاء كتل استيطانية فى الضفة الغربية، تحت سيطرة إسرائيلية فى إطار تسوية مع الفلسطينيين.

ولفت قبها الى أن التزايد المطرد للسكان الفلسطينيين مقارنة بعدد السكان الإجمالى داخل الأراضى المحتلة، “يؤرق ويقض مضاجع حكومات الاحتلال الإسرائيلى المتعاقبة منذ عقود”، معتبرا أن قبول السلطة لمبدأ تبادل الأراضى مع الاحتلال والحصول على غطاء من الجامعة العربية لهذا القرار كان بمثابة “الوقوع فى الفخ الصهيوأمريكى، وبداية الكارثة الجديدة للقضية الفلسطينية”.

وأوضح أن تلك القرارات تمهد لحكومة الاحتلال التخلص من الخطر الديمغرافى العربى، من خلال نقل مناطق المثلث ذات الكثافة العربية للسلطة الفلسطينية، والتى يرى فيها الاحتلال أكبر عوامل إعاقة لقيام الدولة اليهودية، نظرا لأن المثلث الممتد من أم الفحم شمالا وحتى كفر قاسم جنوبا ذات أغلبية فلسطينية كبيرة.

وأضاف أن هناك تواصلا جغرافيا مريحا بين غالبية القرى والبلدات والتجمعات العربية فى المثلث، ويخلو من عمق استراتيجى يهودى مؤثر، بالإضافة إلى ملاصقته للخط الأخضر الفاصل بين الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1948 وتلك المحتلة عام 1967″.

ورأى قبها فى ذلك القرار أن أكثر من نصف مليون فلسطينى سينضمون إلى السلطة الفلسطينية، مقابل إضفاء الشرعية على ما يعرف لدى الاحتلال بالتكتلات الاستيطانية الكبرى الثلاث، (أريئيل، وغوش عتصيون، ومعاليه أدوميم) التى تقضى تماما على أى إمكانية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة متواصلة الأطراف وقابلة للحياة، وفق معايير وأسس قيام الدولة.

وأوضح أن مستوطنة “أريئيل” تتوغل وتخترق أراضى الضفة لعشرات الكيلو مترات لتحول دون تواصل شمال الضفة مع وسطها وجنوبها، و”غوش عتصيون” و”معاليه أدوميم” التى مساحتها عشرة أضعاف مساحة “تل أبيب” بينما عدد سكانها لا يتجاوز عشر سكانها ويهدف وجودها إلى عزل القدس عن محيطها البشرى والجغرافى من خلال ما يسمى بمستوطنات غلاف القدس.

وقال القيادى فى حماس، “ما يعانيه الفلسطينيون اليوم من تضاعف فى عدد المستوطنين، إلى مرتين ونصف المرة، هو من صنع ومن فعل يد المفاوض الفلسطينى وعلى مدار عقدين من مفاوضات ووهم السلام”.

وحذر من أن ذلك الأمر سيفقد الفلسطينيين حقهم بالمطالبة بالعودة إلى أراضيهم التى هجروا منها داخليا وسيحرمهم من المطالبة واستعادة أراضيهم التى ستبقى داخل حدود الدولة اليهودية المرتقبة، مما يعنى أن ذلك تنازل عن حقهم المشروع وبالتالى سيسقط حق العودة.

اليوم   السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى