أخبار مصر

البابا«تواضروس»: الكهنة المعارضون لإجراءات الوقاية من «كورونا» لا توجد لديهم خلفية صحية.. وتصدينا لهم ولم تتكرر تجاوزاتهم

أكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أن فيروس كورونا الذى يجتاح العالم رسالة من الله ليذكر الإنسان بأنه كائن ضعيف، وأن عليه التوبة ومراجعة أولوياته، واعتبر أن مساعدة مصر للدول المتضررة تعبر عن أصالتها وعظمة حضارتها، مُشيداً بالإجراءات المبكرة التى اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمة

وخلال حواره مع الإعلامى عمرو عبدالحميد، الذى أذيع مساء أمس، فى برنامج «رأى عام» على شاشة قناة Ten تطرق البابا إلى عدة موضوعات، أبرزها تنمية سيناء، وتداعيات أزمة كورونا فى مصر، وتأثيرها على إغلاق الكنائس لأول مرة فى المائة سنة الأخيرة، فضلاً عن الحديث حول المناسبات العديدة التى تشهدها مصر حالياً، ومنها شهر رمضان وذكرى تحرير سيناء واحتفالات المسيحيين بأعياد القيامة، وغيرها وإلى نص الحوار:

بطريرك الكرازة المرقسية للإعلامى عمرو عبدالحميد: أسرتى كانت تتبادل “الكحك والبسكوت” مع الجيران تعبيراً عن التشارك فى الفرح

تعيش مصر مناسبات وطنية ودينية «عيد القيامة المجيد وشم النسيم وشهر رمضان المبارك وأعياد تحرير سيناء». وكلها توافقت مع بعضها فمثلاً يرتبط شهر رمضان فى نفوس المصريين بعادات وطقوس خاصة.. ماذا يمثل لقداستك هذا الشهر؟

– شهر رمضان له مذاق خاص بين شهور السنة، فهو مرتبط بطقوس وممارسات معينة، أنا أتذكر فى رمضان الفوازير التى كان تشغل العقل، وأتذكر فى شهر رمضان من الأشياء المميزة تناول القطائف والكنافة، وكان يثيرنى وأنا صغير فى المرحلة الابتدائية الطريقة التى تتم بها صناعة الكنافة

أيضاً فترات الصوم فى بداية اليوم ثم الإفطار والشوارع الخالية فى ذلك الوقت على غير العادة كلها ظواهر كانت مرتبطة بشهر رمضان. إضافة إلى العلاقة الطيبة التى كانت تربط بين أسرتى وباقى الأسر فى المنزل الذى كنا نقيم فيه، فأسرتى كانت الأسرة الوحيدة المسيحية فى المنزل الذى تقيم فيه 10 أسر، فكانت علاقتنا مع الجميع طيبة، وأتذكر وأنا صغير والدتى وهى تصنع بعض المأكولات وتقدمها لجيرانها وفى نهاية الشهر كان يتم تبادل «الكحك والبسكوت»، وكلها مظاهر اجتماعية تعبر عن التقارب والتشارك فى الفرح

أشرت قداستك لمسألة الفوازير سواء كانت فى الإذاعة أو التليفزيون، فهل دراما رمضان ترتبط مع قداستك بشىء معين، سواء كان مسلسلاً أو فناناً أو مؤلفاً معيناً؟

– لا أستطيع التذكر فى ذلك الشأن، لكن كان هناك مسلسل يذاع على إذاعة الشرق الأوسط الساعة السادسة وخمس دقائق اسمه «أنف وثلاث عيون»، كنت أستمع إليه بسبب غرابة الاسم، أما بالنسبة للتليفزيون عندما زادت به الأحداث تحول لتخمة، وأنا فى طبيعتى غير ميال لمتابعته

هل الراديو أقرب لقداستك من التليفزيون؟

– الراديو خيالى لذلك فهو أجمل

هناك تقليد فى الكنيسة بدأه البابا شنودة عام 1986 وهو إفطار الوحدة الوطنية.. لكن فى 2011 توقف هذا التقليد ولم يعد حتى الآن فلماذا؟

– بدأ الأمر على يد البابا شنودة 1986 ولم يكن فى القاهرة فقط، بل فى المحافظات المختلفة أيضاً، وكنت أخدم فى البحيرة، وكان مطران البحيرة نيافة الأنبا باخوميوس يفعل ذلك، والمائدة تقليد معروف فى الكنيسة باسم «مائدة المحبة» ويُقام أسبوعياً بعد القداس خاصة فى المناطق الريفية، ونحن نصلى قداس يوم الأحد ثم نصعد لنفطر مع بعض

لكن مائدة الوحدة الوطنية كانت تجمع مسلمين ومسيحيين؟

– نعم كانت تجمع المسلمين والمسيحيين فى تعبير محبة من الكنيسة لإخوتنا المسلمين فى رمضان، وبعد 2011 مع الظروف التى حدثت وقتها كان غير مناسب من الناحية الأمنية، لكن تم تعديلها لصورة أفضل عن طريق تقديم ما يتم استخدامه من مال يُقدم مباشرة للفقراء، وهذا هو المنهج الذى نتحرك فيه حالياً حتى اليوم. وهى نفس فكرة الوحدة الوطنية لكن بصورة أخرى

سيناء صندوق من ذهب لكنها أُهملت فترة طويلة.. وإعمارها فى السنوات الأخيرة إضافة كبيرة لمصر وواجب وطنى.. مصر كلها مبروكة.. ومصدر البركة موقعها بين العالم القديم وخصوصيتها ومكانتها الكبيرة فى الكتب المقدسة “الإنجيل والقرآن”

هذا الأسبوع تحتفل مصر بأعياد تحرير سيناء، الأرض التى باركها الله ومرت بها العائلة المقدسة واختلطت على رمالها دماء الشهداء المسلمين والمسيحيين، ماذا تمثل سيناء لقداسة البابا تواضروس؟

– سيناء فى التاريخ، سواء العام أو الكنسى، هى أرض الفيروز، فيها نتذكر أحداثاً من العهد القديم وأحداثاً من العهد الجديد، وهى صندوق من الذهب وكنز، ومنطقة ساحرة بتاريخها وبطبيعتها، لكن لنكن واقعيين فقد أُهملت فترة طويلة، وربما الكثافة السكانية ضعيفة فيها، وهذا سبب، لكن الاهتمام الملاحظ فى السنوات الأخيرة بالمشروعات والإعمار الموجود فيها، سيكون إضافة كبيرة للوطن، وستكون عنصر جذب كبير بسبب المشروعات التى تتم فيها خاصة البنية التحتية

أدعو كل المصريين للاهتمام بالحياة الأسرية لأن قوتها من قوة المجتمع “اسألوا وخافوا على بعض واهتموا وارتبطوا ببعض”

على أرض سيناء وعلى أرض مصر بوجه عام.. من أين تأتى البركة؟

– مصر كلها مبروكة، أى مكان فيها فيه البركة، مصدر البركة فى أرض مصر موقعها بين العالم القديم بصفة عامة وثانياً لخصوصيتها وكأنها لوحة مرسومة جميلة بها نهر النيل وساحل البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، وسيناء على شكلها المميز بأنها أرض نصرة وبها الخير الكثير، وبها مسار العائلة المقدسة، ومصر مكانتها كبيرة فى الكتب المقدسة، ففى إحدى المرات زارنى شباب من الولايات المتحدة فسألتهم: أمريكا جاءت فى الإنجيل كام مرة فنظروا لبعضهم البعض دون أن يجيبوا، فسألتهم مصر ذكرت فى الإنجيل كام مرة، فعندما تكون هناك زيرو مرة وهنا 700 مرة فهناك فرق كبير، وأيضاً ذكرت فى القرآن، فالكتب المقدسة تحكى كينونة مصر فى التاريخ الإنسانى

أنا حضرت فى أمريكا مرة عام 2008 فى مسرح ساوند أند سايت «مسرح الألفية» بيحكى بعض قصص من العهد القديم، فحكى قصة يوسف الصديق، وقتها شعرت بعظمة الحياة الفرعونية، فالعرض كان حوالى ساعتين بأحجام شبه طبيعية فى عرض متميز جعلنى أقول «إيه العظمة دى» العظمة دى فى تاريخ مصر وعلى أرض مصر

الرابط القوى بين الأرض والإنسان المصرى كان موجوداً قبل إنشاء الدولة وجعلنا متشابهين فى العادات والتقاليد و«كورونا» رسالة من الله ليذكر الإنسان بأنه ضعيف.. ومساعدة مصر للدول المتضررة تعبر عن أصالتها وعظمة حضارتها

دائماً تؤكد أن الوحدة الوطنية التى تعيشها مصر تختلف عن أى بلد آخر من أين جاء ذلك الاختلاف؟

– فى بعض الدول تم بالأمر تجميع الناس وإنشاء دولة، وأقرب مثال لذهننا يوغوسلافيا، التى كانت اتحاد 6 دول، وبمجرد موت جوزيف تيتو رئيس الدولة انفصلت، مصر ليست كذلك، فهى فى نشأتها الطبيعية هناك رباط قوى بين الإنسان والأرض، وهذا الرباط هو الذى جعل كل المصريين متشابهين، والاختلاف الوحيد فيه كنيسة وفيه مسجد، لكن الوجود الجماعى مشترك فى كل شىء، فحتى العادات كما سبق أن ذكرنا بالكحك والبسكوت مثلاً وتبادل الأطباق بين الأسر، وهذه العادات والحياة الاجتماعية ونشأتنا بجانب نهر النيل متلاصقين

ألم تؤثر الأحداث التى شهدتها مصر فى بعض الفترات من عمليات إرهابية تستهدف فئة أو أخرى؟

– لو كانت التركيبة السكانية فى مصر مش بهذه الصورة كانت تؤثر، لكن الذى ألاحظه أن هذه الهجمات بيتأثر بها كل المصريين، فهناك نعمة من عند الله إنه مخلى مصر بهذه الصورة، ودكتور جمال حمدان قال «مصر لا تنقسم ولا تندمج» هذا وطن مستقل بذاته

عندما وقف الرئيس الراحل أنور السادات فى مجلس الشعب وأعلن الانتصار العظيم فى حرب أكتوبر 1973 أين كان وقتها الشاب وجيه صبحى سليمان؟

– كنت فى السنة الثالثة بكلية صيدلة جامعة الإسكندرية، وكنا فى بداية العام الدراسى وقتها عندما وقعت الحرب، وفاكر عندما كنا شباباً ونشاهد أحد رجال الجيش كنا بنقوله «إزيك يا وحش»، وهذه الكلمة كانت لسه جديدة علينا فى هذه الأيام، وظهر الإعلان الدقيق والخطوات المدروسة فى هذه الحرب من خلال البيانات العسكرية، وكان واضحاً أنها خطة استوت وتمت على الأرض بمنتهى التدقيق، لذلك كانت النتيجة رائعة

بمناسبة الدراسة هل ما زلت على تواصل مع زملاء الدفعة؟

– طبعاً هناك زيارات متبادلة مع زملائى فى الدفعة، كما ذهبت لزيارة كلية الصيدلة منذ عامين وقابلت أساتذتى فى الجامعة وكانت هناك ذكريات معهم، أُكن كل محبة للكلية التى تخرجت فيها، وقمت بزيارة بعض زملائى الذين يعملون فى مصانع الأدوية، خاصة أن تخصصى أصلاً فى مصانع الأدوية

الصيدلة علمتنى الدقة والنظام من خلال دراسة خواص جسد الإنسان واستفدت من معالجة المرضى احترام المشاعر الإنسانية

دراستك كانت علمية بحتة فهل استفدت فى مهمتك الحالية من دراستك للصيدلة؟

– استفدت جداً، أولاً الصيدلة علمتنا التدقيق، فكل شىء بالميللى جرام والنانو جرام، ثانياً علمتنا النظام، فعندما يقول الدواء هذا ثلاث مرات وقبل الأكل أو بعده هذا شىء نظامى، الجسم يعمل بنظام، ثالثاً الدراسة علمتنا احترام المشاعر الإنسانية، فالإنسان الذى يتناول الدواء هو مريض يعانى من أعراض، سواء داخلية أو ظاهرة للخارج، وهذا جعلنا نحترم مشاعر الآخر ونحترم تعبه، وهذه نقاط تعلمتها فى الكلية وأفادتنى كثيراً

قداستك اعتبرت «كورونا» إنذاراً من الله للإنسان الذى غرق فى عبادة ذاته وشهواته.. هذا التفسير يتفق مع تفسيرات رجال دين من ديانات أخرى.. كيف نفسر للإنسان البسيط إذا سأل أن هذا الوباء الذى حصد أرواح آلاف البشر منهم أبرياء لم ينساقوا وراء ملذاتهم وشهواتهم.. كيف نفسر حكمة ربنا فى معاقبة الجميع؟

– أولاً كلمة العقاب أنا لا أرتاح لها، لكن رؤيتى أن انتشار هذا الوباء فى هذا الزمان رسالة لها جانبان، الأول أن الله يذكر الإنسان أنك كائن ضعيف، الإنسان تكبر فى نفسه، فالإنسان شاف نفسه إنه إله، وكبرياء الإنسان من إنجازاته واختراعاته وأعماله واكتشافاته، وهذه الصورة خطيرة عندما يكبر الإنسان فى عيون نفسه ينسى الخالق. هناك آية فى الكتاب المقدس تقول «ماذا ينتفع لو ربح العالم كله وخسر نفسه»، وكأن كورونا بتقول للإنسان «اربح نفسك قبل لما تضيع»، متنساش إن كل واحد فينا له نفس واحدة وكل واحد هيقف أمام ربنا يقدم حساب وكالته حسب مسئولياته فى الحياة

إذن هذه المحن فرصة للعودة لربنا؟

– بالتأكيد فرصة للعودة لربنا وفرصة للتوبة ونقاوة القلب وفرصة لمراجعة الأولويات

هل هناك حكمة أن كل فترة وأخرى تأتى رسالة بهذا المعنى؟

– بيدرسوا فى علوم الإنسان ما يعرف بالكوارثية المحدودة، فهى كارثة لكنها محدودة، وبيقولوا إن الله ربما ينظم فيها شيئاً، فمثلاً البيئة تجددت والشواطئ عادت مياهها لشكلها الجميل، وكأن الأمر كان رحمة بالبيئة

الناس حالياً تنتظر الفرج وأن يكون هناك لقاح لهذا الفيروس، وهناك من يقول إن الحل والنجاة من العلماء وليس من رجال الدين ما تقييمك؟

– هو جه من عند ربنا.. ربنا هو من سيعطى الحل، والحل ممكن إنه يوقف نشاط الفيروس وطبعاً ممكن يساعد الباحثين فى إنتاج لقاح وإنتاج دواء، الأمر كله أولاً وأخيراً فى يد الله

فى مواجهة تداعيات هذا الفيروس قداستك اتخذت قرارات صعبة بالنسبة للكنيسة وللمسيحيين بشكل عام ومنها إغلاق الكنائس، هل كنت تعتقد أن هذا القرار سيتخذ يوماً ما من البابا؟

– لأ طبعاً مفكرناش، ولم يخطر على البال إن تحصل حاجة بالشكل ده

إغلاق الكنائس أول مرة يحصل فى الـ100 سنة الأخيرة وكان صعباً علينا لأنه جاء أثناء أعياد المسيحيين وتعامل الحكومة مع الأزمة راقٍ جداً مقارنة بالدول الأخرى.. والإجراءات المبكرة خففت التداعيات السلبية

أول مرة تغلق الكنائس؟

– أول مرة فى التاريخ الحديث على الأقل، فى المائة سنة الأخيرة، لكن إحنا عملنا 3 اجتماعات، فى 5 و20 مارس و2 أبريل لتقييم الموقف، كان خوفنا على صحة الناس هو محركنا، وطبعاً القرار كان متماشياً مع القرارات العامة فى البلد وفى العالم كله «اقعد فى بيتك»، طبعاً قرار شديد علينا.. ليه؟ لأن أولاً جاء فى فترة حرجة «النصف الثانى من الصوم الكبير» ثم دخل أسبوع الآلام، وهذا أقدس أيام السنة عند المسيحيين بصفة عامة، لذلك الفترة كانت حرجة للغاية لكن أيها أهم؟ بالطبع صحة الإنسان

كان قراراً صعباً للغاية، اجتمعنا مع اللجنة الدائمة فى المجمع المقدس واجتماع ثان وثالث مع لجنة السكرتارية وأخذنا القرارات، وبنعمة ربنا طبقت، والتزم بها معظم الموجودين، وطبعاً فيه ناس غير قادرة على تقبل الأمر

كيف تتعامل مع هؤلاء؟

– بالحكمة والمودة. متنساش إن هناك بعض الناس ليس لديها خلفية صحية فمبيكونش مستوعب الأمر

أوجه التحية للأطباء وأطقم التمريض على دورهم.. والتنمر بالمصابين شىء غير إنسانى.. ونبحث حالياً تخفيف إجراءات غلق الكنائس مستقبلاً وتخفيف الزحام عن طريق الحضور بالتتابع والحفاظ على التباعد الجسدى

هل هناك نية لتخفيف هذه الإجراءات مستقبلاً؟

– مستقبلاً ممكن الإجراءات تقل شوية، لكن برضه لازم نحافظ على نفسنا من العدوى لأنها قائمة، فمثلاً الكنائس ماتكونش زحمة، وفيه فكرة إننا نخلى كل كنيسة يحضر فيها عدد من الناس على حسب الكنب اللى فيها، فبدل ما كل كنبة بتأخذ 5، كل كنبة تاخد واحد، فإذا كان فيه 100 كنبة يحضر 100

هيتم اختيارهم إزاى؟

– بالتتابع، يعنى المرة دى يحضر 100 واللى بعدها يحضر 100 آخرين، مش اختيار، ونحافظ على التباعد الجسدى ولا بد إنه ما يحضرش حد عنده حرارة عالية أو سعال، أو أعراض إنفلونزا

هل يمكن أن تفرض هذه الأزمة أشكالاً جديدة داخل الكنيسة مثل الفيديو كونفرانس؟

– هى فرضت خلاص.. طبعاً نشكر ربنا إن إحنا فى زمن فيه تكنولوجيا وفيه تواصل، يعنى اللى جالهم الكوليرا 1920 ما كانش فيه الحاجات دية، استخدمنا بعض البرامج أشهرها برنامج «زووم» فى اجتماعات كثيرة، من الحاجات المهمة فى الكنيسة «سر الاعتراف» وهى حضور الشخص أمام الكاهن بس دلوقتى غير ممكن

هل ممكن يتعمل عبر الفيديو كونفرانس؟

– قلنا نعمله بالتليفون وكاهن على سبيل الاستثناء طبعاً يصلى الصلاة المخصوصة فى «سر الاعتراف» للشخص المعترف

فيه بعض الكهنة كانوا معارضين لقرارات اللجنة الدائمة عملتوا معاهم إيه؟

– فيه 2 أو 3 معندهمش خلفية صحية واخدينها بالدراع، فطبعاً وقفناهم وخدوا لفت نظر ولم تتكرر الواقعة، لكن برضه للأمانة لما حصلت وفاة أحد الكهنة تصور معايا إن الكاهن بيخدم شعبه 40 سنة وتوفى، فيه عاطفة ومشاعر فتيجى تقولهم إن 10 بس اللى يحضروا خاصة فى البلاد الصغيرة، لكن ربنا ستر الحمد لله

كيف ترى تعامل الحكومة فى أزمة كورونا؟

– نرى التعامل فى المقارنة مع الدول الأخرى، إحنا صحيح من الدول النامية لكن الحقيقة اتخاذ الإجراءات مبكراً شىء رائع، ثم حل المشكلات الاقتصادية والمساعدات التى قدمت لبعض المصانع وبعض الجهات التى توقف دخلها والعمالة اليومية شىء مهم جداً، ثم الإجراءات الصحية مثل الحظر، كل هذا جعل الحكومة تتعامل بصورة من الشفافية، يعنى كنت بشوف الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، باستمرار فى اجتماعات قائمة، والقرارات تتاخد فى ضوء الواقع، وهنا أوجه تحية كبيرة لكل الأطباء وأطقم التمريض ربنا يحفظهم ويحفظ حياتهم، ثم رأيت الرئيس عبدالفتاح السيسى بيفتتح حاجة بيدى الأمل، يعنى نشتغل بس ناخد بالنا، فالحقيقة إن الدول التى أهملت فى البداية زادت فيها النسب

بالحديث عن الأطباء ودور العاملين فى المجال الصحى حصلت بعض حوادث التنمر ببعض الطبيبات والأطباء.. قداستك شفت الموضوع إزاى؟

– طبعاً حاجة مأساوية، ومكنتش أتوقع حاجة كده، وبالذات من الإنسان المصرى، يعنى لما يرفض إن طبيبة توفيت وماتدفنش دى حاجة خارج الفكر الإنسانى خالص، وأشعر إن اللى قاموا بهذا الفعل يجب أن يوجه لهم عقاب شديد

التنمر أيضاً بطبيبة فى الإسماعيلية لما راحت سكنت عند أقربائها وعرفوا أنها تعمل فى مستشفى العزل تعاملوا معها بشكل لا يليق؟

– بيقولوا الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى، الإنسان الذى يتعافى بصحته ويتعافى بصوته وبعضلاته وييجى فيروس صغير يرقده، ربنا يدى السلامة للجميع

بتابع أخبار كورونا إزاى؟

– بتابع يومياً كل ما يصدر على نشرات الأخبار وعلى النت طبعاً.. وده مش كل يوم ده كل ساعة

بعيداً عن كورونا كيف يقضى البابا وقته فى هذه الظروف؟

– الفترة الماضية كانت فترة صوم، وانتهت بأسبوع الآلام، وفى الدير مجتمع مغلق والقراءة بتاخد وقت حلو كثير

بتقرا إيه قداستك؟

– أنا حالياً مشغول بأحد أسفار العهد القديم اسمه «سفر الجامعة» كتبه سليمان الحكيم فى آخر أيامه، فكتبه واحد استوى وشاف الحياة، فأنا الحقيقة مشغول بهذه الجزئية بصورة كبيرة وأقرأ بجوارها بعض الكتب التى لها نفس الهدف الذى يتكلم عن الحياة والزمن والحب والإنسان، يعنى الرؤية الإنسانية للحياة، كما أن هناك فرصة طيبة للواحد إنه يفكر ويتأمل أكثر بالذات فى جو الدير الهادئ جداً، وفى مناطق فيها خضرة والسماء الكبيرة الواسعة مفيش مشكلات واردة، مفيش حد يقطع حبل تفكيرك، ولا مقابلات.. كل ده وقت مساعد للإنسان على صفاء الذهن

بتاخدوا إجراءات احترازية فى الدير علشان كورونا؟

– الدير مغلق

أقصد التباعد؟

– آه طبعاً فى قداس العيد صلينا 28 شخصاً.. 7 شمامسة و7 رهبان و14 أباً، وبين كل واحد 2 متر وفى هدوء شديد جداً لم نعتد عليه أبداً ونشكر ربنا

إن شاء الله العيد المقبل يكون بحضور جمهور

– كل اللى يعمله ربنا حلو

البعض يحسدنا فى أزمة كورونا لأنه كان متوقعاً أن يكون هناك دمار وعشرات الآلاف من الضحايا.. تفسير حضرتك لده إيه؟

– طبعاً هناك التربص بمصر، وهناك إعلام خارجى يريد تحطيم كل شىء. الدولة أول مرة تقدم معونات مالية لعمال اليومية، ولو قدمت جنيهاً واحداً هذا فى حد ذاته تطور غير عادى، وكلنا عارفين إمكانيات مصر وما تفعله الدولة تصرفات مشرفة

الفترة اللى فاتت بسأل محللين سياسيين العالم هيبقى عامل إزاى فى ظل أزمة كورونا، ففرصة إنى أسأل قداستك شكل العالم هيكون إزاى؟

– لعل العالم يتعظ، ولعل التصارع الموجود على كل شىء تخف حدته شوية، ولعل العامل الإنسانى يبان له كرامة واحترام، ولعل الإنسان يأخذ باله إزاى يكون أمين فى عمله وفى دراسته، أعتقد إن فيه حاجات كثيرة هتتغير، مثلاً نظرة الاهتمام الشديد بالبحث العلمى يجب أن يأخذ قدراً كافياً

طبعاً إحنا دولة نامية وإمكانياتنا محدودة لكن ربنا يبارك فيها، ومن الحاجات التى عجبتنى إن الناس اللى موجودة بره عايزين يرجعوا مصر، والرئيس قال إنه رغم إمكانياتنا الصعبة مش هنسيبكوا، وهى دى الدولة.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى