تحقيقات مافيا الأعضاء البشرية بالأزبكية: تورط معمل تحاليل شهير بالدقى

ضبط وإحضار طبيبين.. شقة فى الجيزة لإيواء الضحايا.. والمتهم الرئيسى: عمولتى ١٠ آلاف جنيه

قررت نيابة الأزبكية الجزئية، بإشراف محمد المنشاوى، المحامى العام، حبس ٣ متهمين من أفراد عصابة بيع الأعضاء البشرية ٤ أيام، على ذمة التحقيقات بتهمة الاتجار بالبشر.
ووجهت النيابة، بسرعة ضبط وإحضار طبيبين، بتهمة الاشتراك مع العصابة فى الاتجار بالأعضاء البشرية.
وكشفت التحقيقات عن تلقى قطاع الأمن العام معلومات تفيد بوجود تشكيل عصابى يتزعمه جزار، ٣١ سنة، وطبيب يُدعى «تامر. ز»، تخصص بالاتجار فى الأعضاء البشرية، واستقطاب الشباب من المترددين على منطقة رمسيس وحثهم على بيع أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية، بالمخالفة للقانون رقم ٥ لسنة ٢٠١٠.
وتوصلت التحريات إلى صحة تلك المعلومات، وأن المتهمين كونوا فيما بينهم تشكيلًا عصابيًا لتنفيذ مخططهم الإجرامى وأجروا عملية زرع كلى لإحدى الحالات فى مركز طبى تابع لهم، وتحرر تقرير طبى مزور للمتبرع والمتبرع له.
وتبيّن من التحريات وجود لقاءات واتصالات تتم فى الأماكن العامة والخاصة بين هؤلاء المتهمين ومحادثات على عدد من الهواتف المحمولة، وبالعرض على النيابة العامة، أصدرت إذن ضبط وإحضار للمتهمين.
وكشفت اعترافات المتهم الرئيسى، عن أنه يعمل سمسارًا للأعضاء البشرية، ويستقبل الحالة التى يحضرها المتهمان الثانى والثالث للتبرع، ويصطحبها لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، بأحد المعامل فى منطقة الدقى، وتديره طبيبة تدعى ميرفت، ثم تسليمها للمستشفى الذى ستُجرى العملية به مقابل مبلغ مالى قدره ١٠ آلاف جنيه.
وأشار المتهم إلى أنه سبق وباع كليته منذ ١٠ سنوات بمبلغ مالى قدره ١٠ آلاف جنيه، كان فى حاجة إليها لفتح محل الجزارة الخاص به، مضيفًا: «أخذت المبلغ وافتتحت المحل وفشلت فى إدارته فعدت إلى تجارة الأعضاء».
وأضاف: «استقطبت نحو ٥٠ عميلًا للطبيب (تامر. ز)، وتقاضيت عمولة عن كل واحد منهم ١٠ آلاف جنيه»، لافتًا إلى أنه يفعل ذلك منذ ١٠ سنوات.
واعترف المتهم باستئجار شقة فى منطقة البراجيل بالجيزة، يأوى فيها الحالات التى ترغب فى بيع كليتها، مستغلًا كون المنطقة ريفية وبعيدة عن أعين الأمن، مؤكدًا وجود ٣ أشخاص فيها، تمهيدًا لإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية، وتتراوح أعمارهم ما بين ١٨ و٢٢ و٣٠ سنة، ويقيمون فى الجيزة ودمياط والقاهرة.
وواجهت النيابة العامة، المتهم الرئيسى، بمحادثات بينه وبين الطبيب يطمأن فيها على التحاليل التى تم إجراؤها لأحد المتبرعين، فرد الأخير: «التحليل جيد»، ومحادثة أخرى يطلب الجزار من الطبيب أوراق العلاج غير الرسمية.
وتبيّن أن المتهمين الثانى والثالث، يقتصر دورهما على استقطاب المتبرعين والاتصال بالمتهم الرئيسى لتحديد موعد وتجهيز غرفة العمليات، ثم الاتفاق على اللقاء بالمتبرع بأحد الكافيهات الخاصة، واصطحابه لإجراء تحاليل توافق الأنسجة.
وتوصلت التحريات إلى أن الطبيب طلب تغيير موعد العملية فى إحدى المرات بسبب سفره إلى خارج مصر، وتبين حصول المتهمين الثانى والثالث على نسبة مالية من جلب المتبرعين.
كان قطاع الأمن العام بالاشتراك مع مديرية أمن القاهرة، قد نجحا فى ضبط عناصر تشكيل عصابى تخصص نشاطه الإجرامى فى الاتجار بالأعضاء البشرية عن طريق استقطاب الشباب وحثهم على بيع أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية.
وتوصلت التحريات إلى أن العصابة تتعامل مع معمل الدكتورة ميرفت بالدقى، لإجراء التحاليل الطبية بـ«ctossmatsh» للأبحاث، والاحتفاظ بنتائج التحاليل على قاعدة البيانات.
وأكدت تحريات ومعلومات مباحث قسم شرطة الأزبكية، تردد شخصين على منطقة ميدان رمسيس لاستقطاب الشباب من العمالة محدودى الدخل الموجودين بالميدان، وحثهم على بيع أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية.
وبعد ضبط المتهمين ومواجهتهما بالتحريات، اعترفا بنشاطهما الإجرامى بالاشتراك مع المتهم الرئيسى فى تكوين تشكيل عصابى، فيما بينهم تخصص نشاطه الإجرامى فى ارتكاب جرائم الاتجار بالأعضاء البشرية.