منوعات

الأسرار الخاصة لسحر نصر

 

 

تركت البنك الدولى، الذى كانت تتولى فيه آنذاك منصبًا كبيرًا مختصًا بتقديم القروض والمشورات لكثير من البلدان، للانضمام إلى الفريق الاستشارى للرئيس عبدالفتاح السيسى.
خيَّروها بين الراتب الكبير الذى تتقاضاه هناك ونداء وطنها لها، فاختارت الأخير طواعية، بسعادة ورضا، واثقة من قدرتها على المشاركة فى عبور بلادها من مرحلتها الانتقالية لـ«بر الأمان».
بعد ٦ أشهر، تلقت نداء واجب جديد، لتولى وزارة الاستثمار والتعاون الدولى، فلبت مرة أخرى النداء، لتصبح الدكتورة سحر نصر واحدة من أنشط الوزراء وأكثرهم كفاءة.
وبعيدًا عن هذا الجانب العملى، تحمل حياتها الشخصية كثيرًا من المشاهد التى تنم عن «شخصية مصرية أصيلة»، فمن يتصور أن «مسئولة البنك الدولى» أستاذة فى فن إعداد «الكوارع» و«المسقعة»، وأنها تعشق هواية «العناية بالنباتات»، وغيرها من الأمور التى تستعرضها «الدستور» فى السطور التالية.

لديها ٣ أبناء.. تقضى الجمعة مع لينا.. وإصابة والدتها بالسرطان أصعب لحظات حياتها
الدكتورة سحر نصر تزوجت بشكل تقليدى من رجل الأعمال مجدى طلبة، الذى كان وقتها معيدًا فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، قبل أن يترك الجامعة ويتجه للصناعة وإدارة شركات والده.
آنذاك كانت هى قد أنهت دراسة الاقتصاد بالجامعة الأمريكية، وبدأت عملها كمعيدة، إلى أن ارتبطا فى ظل علاقات أسرتيهما وكونهما جيرانًا فى منطقة مصر الجديدة.
تقول الوزيرة عن زوجها: «متفهم طبيعة عملى، وداعم قوى لعمل المرأة بصفة عامة، خاصة أنه ناجح فى عمله كمهندس».
أنجبت منه «سارة»، البالغة من العمر ٢٩ عامًا، والحاصلة على ماجستير فى الاقتصاد، و«أحمد» ٢٦ عامًا، ويعملان مع والدهما فى مجموعة «كايرو قطن».
والوزيرة جدة لحفيدة تدعى «لينا» من ابنتها «سارة»، عمرها ٣ أعوام، وولدت قبل توليها وزارة الاستثمار والتعاون الدولى بأيام قليلة.
منزل سحر نصر ملىء بالزرع والخضرة، وتعشق النباتات والعناية بها بشكل كبير، وهو الأمر الذى اكتسبته من خلال والدها، وتحب القراءة والاطلاع، خاصة فيما يتعلق بعملها، ولديها داخل منزلها مكتبة كبيرة تضم مئات الكتب والدراسات.
وهى طباخة ماهرة تجيد إعداد العديد من المأكولات بمهارة فائقة، ومن بينها «الكوارع» والفتة الخاصة بها، وتعشق «المسقعة» و«اللحم الضانى»، وتصنع «خلطة سرية» للطعمية بنفسها، وتقول عن ذلك: «رغم زخم عملى اليومى، أنا طباخة ماهرة، وبعرف أطبخ.. وكوارع كمان».
الجمعة بالنسبة لـ«سحر نصر» ليس يومًا عاديًا، وتقضيه بأكمله مع أسرتها وحفيدتها «لينا» التى تحب اللعب معها طوال اليوم.
ودائمًا تختار تصميم ملابسها بنفسها دون الاستعانة بمصممى أزياء، وبعدما كانت تستشير والدتها الراحلة عند شراء الملابس، تأخذ الآن رأى ابنتها «سارة» فى مختلف التصميمات التى تقرر ارتداءها.
ومع عشقها لـ«التفاصيل الصغيرة» فى تلك التصميمات، كان من الطبيعى أن يلاحظ كثيرون كونها من أشيك وأرق وزيرات الحكومة، فهى طوال حياتها تحب الاهتمام بمظهرها وشكلها.
وتعد الصلاة وقراءة القرآن وتصفح المواقع الإخبارية العالمية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعى، من أبرز «العادات الصباحية» لـ«وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى».
ومن أصعب المشاهد الحزينة فى حياة دكتورة سحر، وفاة والدتها بمرض «السرطان»، والذى علمت بإصابتها به وقت زواج ابنتها «سارة»، وتقول عنها دائمًا: «كنت أتمنى بقاءها على قيد الحياة حتى ترانى وزيرة».
وتسترجع ذكرياتها مع مرض والدتها فتقول: «كنت أنا وشقيقى طوال الوقت قرب فراشها فى المستشفى، نحيطها بمشاعر الحب والحزن والامتنان والدعاء».

قدمت استقالتها من البنك الدولى للانضمام إلى «حكومة إسماعيل»: «مصر أهم من الراتب»
نالت سحر نصر «الأستاذية» لتبدأ بالتدريس فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام ٢٠٠٢، وعملت كأستاذة جامعية وباحثة على مدى ١٣ عامًا، وكانت تدرس «مقدمة فى الاقتصاد الكلى والمالية العامة».
يتميز أسلوبها بالمزج بين المعرفة النظرية والخبرة العملية التى اكتسبتها من خلال عملها فى عدة مؤسسات دولية، وتقول عن أسلوبها التدريسى: «أسعى لإطلاع طلابى على الخبرة العملية والتجارب التى مررت بها، والمعرفة الدولية التى اكتسبتها من العمل فى الميدان والتفاعل مع المواطنين والأطراف المؤثرة فى العديد من الدول النامية».
ونشرت سحر نصر خلال مسيرتها الأكاديمية، أكثر من ٦٠ ورقة تنوعت ما بين الأبحاث والتقارير والكتب، مزجت فيها بين خبرتها التقنية والعملية فى مجال المالية الدولية، والشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، وتمكين المرأة فى سوق العمل، وغيرها من المجالات الاقتصادية.
تلك الأبحاث نشرت فى دوريات علمية تابعة لجامعات «كامبردج» و«أكسفورد» و«بيركلى»، بجانب البنك الدولى، وأسهم بعضها فى نمو اقتصاديات عدة دول نامية.
وتسترجع قصة اختيارها وزيرة بالحكومة قائلة: «كنت أمارس عملى المعتاد فى البنك الدولى، فتلقيت اتصالًا هاتفيًا لإبلاغى باختيارى ضمن المجموعة الاقتصادية الاستشارية للرئيس عبدالفتاح السيسى. كان ذلك فى شهر مارس. ووافقت بالطبع».
وتضيف: «كنت سعيدة وفخورة باختيارى ضمن هذا الفريق الرئاسى الخاص بالشئون الاقتصادية، لكنى فوجئت بالبنك الدولى يعارض هذا الأمر ويرفضه. قالوا لى إننى لا بد أن أختار إما أن أبقى فى البنك الدولى أو أنضم للفريق الاقتصادى للرئيس المصرى، لأنه لا يمكننى الجمع بين الوظيفتين، لما فى ذلك من تناقض وتضارب للمصالح».
سحر نصر وقتها كانت مسئولة فى البنك الدولى عن تقديم القروض والمشورات لكثير من البلدان، بينها مصر، وهو ما استند إليه البنك فى رفضه، إذ كيف تصبح أحد المستشارين الاقتصاديين للرئيس المصرى رغم طبيعة عملها فى هذا البنك؟.
حاولت «الدكتورة سحر» أن تشرح لمسئولى البنك أنها مطلوبة للعمل كمستشارة وليس فى أى وظيفة رسمية، ورغم ذلك أصروا على رفضهم، وفى الوقت نفسه لم يطالبوها بتقديم استقالتها، وإنما اعتبروها إجازة غير مدفوعة الأجر. وبالفعل، عادت إلى القاهرة لتصبح أحد المستشارين الاقتصاديين للرئيس السيسى.
وتقول عن تركها البنك الدولى: «لم أنزعج من شىء سوى اضطرارى لقطع علاقاتى مع كثيرين جدًا فى أكثر من بلد، لكننى فى المقابل كنت سعيدة بالانشغال بمصر ومشروعاتها وتنميتها اقتصاديًا، فالتزامنا نحو البلد الذى ننتمى إليه ونحبه ونخاف عليه، أغلى من أى مال».
وعن توقعها اختيارها وزيرة من عدمه، قالت: «لم أتوقع إطلاقًا، وفوجئت بعد ٦ أشهر من عملى فى الفريق الاقتصادى الاستشارى للرئيس السيسى، بمكالمة من المهندس شريف إسماعيل المكلف بتشكيل الحكومة، يخطرنى فيها باختيارى وزيرة للاستثمار والتعاون الدولى».
وأضافت: «شعرت وقتها بالفخر والسعادة.. وبالطبع لم أتردد فى تقديم استقالتى النهائية من البنك الدولى دون أى إحساس بالندم أو الأسى، ورغم أننى اكتشفت أن راتبى كوزيرة أقل من ١٠٪ من راتبى السابق كمسئولة كبيرة فى البنك الدولى، فإننى لم أهتم وكنت فى منتهى السعادة والحماسة».

الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدينامو.. الأسرار الخاصة لسحر نصر
الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى