الأخبار

«داعش».. بديل القاعدة الأكثر دموية

154

 

 

بلا منافس، يعد «تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق وسوريا (داعش) أكثر أجنحة تنظيم القاعدة تطرفا ودمويا، وهو يتبنى الفكر السلفى الجهادى، ويردد أنه يسعى إلى «إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة».

يقود التنظيم، العراقى أبوبكر البغدادى، الذى كان أحد قيادات تنظيم «الدولة الاسلامية فى العراق»، التابعة للقاعدة. وعندما اشتدت الحرب الأهلية بالجارة سوريا، أسس أبومحمد الجولان، أحد أعضاء التنظيم، «جبهة النصرة» منتصف 2011، وهو التنظيم الذى صار جماعة جهادية أساسية بالحرب السورية، واندمج لاحقا مع «الدول الإسلامية فى العراق»، ليظهر «تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام».

لكن الاختلاف الأيديولوجى والاستراتيجى بين «النصرة» و«الدولة الإسلامية بالعراق والشام» أدى إلى قتال مرير بين الجماعتين، فصارت «داعش» أشد دموية وتطرفا من «جبهة النصر»، بل ومن القاعدة نفسها، وظهر هذا جليا عندما طالب زعيم القاعدة، أيمن الظواهرى، من «داعش» ترك الجهاد فى سوريا والعودة إلى العراق.

مع الوقت، فقدت «داعش» الكثير من شعبيتها والاراضى التى كانت تسيطر عليها بسوريا لصالح «جبهة النصرة» وحلفائها، وهى الآن تسيطر على أراض تمتد من الجانب الشرقى من حلب فى سوريا إلى الفلوجة شرق العراق والموصل شمالا.

تشتهر «داعش» بالوحشية فى المناطق المسيطرة عليها بسوريا، وارتكبت مجازر فى الرقة شرقى حلب، وقتلت فى فبراير الماضى مؤسس حركة «أحرار الشام» الجهادية محمد بهية، المقرب من القاعدة، واغتيلت أبومحمد الانصارى قائد جبهة النصرة بإدلب.

على النقيض فى العراق، حظيت «داعش» بثقة العشائر السنية ضد حكومة نورى المالكى (الشيعية)، ولم تقم بأعمال عنف ضد رجال الدين السنة الذين رفضوا رفع اعلام «داعش» السوداء المكتوب عليها «لا إله الا الله» فى الفلوجة.

وعندما يسيطر «داعش» على أى بلدة أو محافظة يسارع بإدارتها وتقديم خدمات للمواطنين، وادارة المستشفيات، والمدارس، وغيرها. ويعزز التنظيم قوته باستقدام مقاتلين أجانب (حوالى 10000 مقاتل اجنبى بصفوف «داعش» فى سوريا) أغلبهم من أوروبا، والولايات المتحدة.

أما فى العراق، فأعداد التنظيم غير معروفة، ولكنه عدد ضخم نتيجة تطوع الكثير من الشباب السنى فى صفوف «داعش» ضد حكومة المالكى، التى يتهمها السنة بتهميشهم وإقصائهم، وهو ما تنفيه بغداد، حيث تزداد أعدادهم مثل «كرة الثلج». ووفقا للباحث فى مركز بروكينجز الأمريكى تشارلز ليستر، فإن «داعش تقدم نفسها الآن باعتبارها البديل الايديولوجى عن تنظيم القاعدة، وتعارض شرعية الظواهرى.

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى