الأخبار

الإستفتاء على الدستور بداية أم نهاية

12

 

 

 

 

بداية أود أن أوكد أن قراءتى لمشروع الدستور الذى أعدته لجنة الخمسين توضح وبجلاء رؤيا عصرية متطورة لما يجب أن يكون عليه مستقبل مصر والمصريين وأيضا يوضح مشروع الدستور الجهد الرائع الذى بذله نخبة من مفكرى وعظماء مصر فى كل التخصصات .. أدباء مفكرون .. قانونيون .. أساتذة جامعات فنانون معاقون رجال دين وفلاحون وعمال .. وكان للمرأة دور مشهود فى لجنة الخمسين.

 

كل ذلك رائع وجميل ونتج عنه مسودة دستور تمثل أحلام كل المصريين فى مستقبل يحقق طموح وآمال شعبنا العظيم. ولكن يبقى التساؤل الهام هل الدستور بداية لعمل شاق وهام أم أنه ينتهى بمجرد الإستفتاء عليه كما انتهى اليه حال ما قبله من الدساتير ومن هنا أود أن أورد التساؤلات التالية:

 

هل الدستور سيكون بداية لعمل جاد وشاق لتحقيق ما جاء فية أم انه سيكون حبرا على ورق لا يلجأ اليه الا عندما نبحث فى دستورية أحد القوانين المضروبة التى كان يعمل بها الحزب الوطنىهل كان يجب أن ينص الدستور على أن يعاقب رئيس الدولة إذا أهمل فى مسؤلياته السياسية وتدنى بمستوى الدولة وجعلها مطية لغيرها من الدول كما فعل حسنى مبارك .هل كان يجب أن ينص الدستور على أن التسرب من التعليم جريمة يعاقب عليها الوالد حتى يحصل النشىء على مستوى معين من التعليم لأن الأمية والجهل هما السبب الأول لمشاكلنا فمثلا كان يجب أن ينص الدستور على أن التعليم الزام حتى مستوى الاعدادية أو مستوى الشهادات المتوسطة . هل كان يجب أن ينص الدستور على تقديم تعليم بمستوى يؤهل لسوق العمل بشكل مفصل حتى لا تكون عباره الحق فى التعليم عبارة مطاطة .هل كان يجب أن ينص الدستور على أن الغير حاصلين على شهادة إتمام الدراسة الاعدادية غير مصرح ولا يسمح لهم بالعمل بأى مهنه من المهن حتى نضمن فلاح يقرأ ويكتب وسائق لا يكسر الاشارة ولا يتعدى على الركاب وحتى نجد الولد بليه فى الورشة يعرف ما يعمل .. هذه هى البدايات الحقيقية والفعالة للإصلاح .هل كان يجب أن يرتب الدستور عقابا على ولى الامر حال عدم تعليم أبنائه . ربما يمكن تدارك هذه الامور فى دسائير أخرى .

 

وقد يقول قائل لا إجبار .. وأقول إن المثل جاء من الله عز وجل لأفضل خلقه محمد عليه الصلاة والسلام حين نزل عليه جبريل وقال له إقرأ قال ما أنا بقارىء ثم كررها حتى قرأ ” إقرأ باسم ربك الذى خلق ”

 

وهناك شىء آخر إن الاستفتاء على الدستور بقدر ما هو مؤشر على قدرته على تحقيق آمال المصريين وبقدر ما هو مؤشر على جوده مواده .. هو ايضا استفتاء ومؤشر على فهم وإدارك المصريين بعد ما قيل عنه ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو إن توجههم لصناديق الانتخابات تعنى أنهم يستحقون مثل هذا الدستور .. عندما تكون آراؤهم من خلال فكرهم مهما كان بسيطا ولم يسمحوا لأحد أن يؤثر عليهم كان ذلك يعنى أنهم يستحقون هذا الدستور وأن حركة 25 يناير وتحرك الشعب فى 30 يونيو قد غير كثيرا فى الشعب المصرى سواء قالوا نعم أو قالوا لا .

 

ونظرا لأن هناك من يضلل فكر الناس ويأخذهم من خلال الباعث الدينى وأن الأمر مرتبط بالدين فإنى أدعو كل فرد متعلم من المصريين الشرفاء الذين يسعون الى تقدم ورقى مصر أن يلتقوا بالبسطاء من العمال والفلاحين والسائقين وماسحي الاحذية كل فى محل سكنه وفى الشارع وفى الجريده وفى المصنع حتى نوضح للناس قبل الاستفتاء على الدستور لنبذل كثيرا من الوقت وكثيرا من الجهد فى الأيام القادمة حتى نخرج بمصر إلى الامام ونبتعد بها عن الظلام والظلاميين المتاجرين بالدين قولوا لهم أن ديننا دين حضاره وتقدم وعلم قولوا لهم أن ديننا دين رقى وأسس لحضارة ودولة اسلامية متقدمة ولم بؤسس لدولة دينية فقط ..

 

وشىء آخر هام جداً هناك من يقول للناس البسطاء أنهم يقولون فى الكنائس أن الدستور كتبه يسوع .. إلى أى حد يستهزئون بعقول الناس .. هل خرج يسوع من قبره وكتب الدستور هل أثر مندوبوا الكنيسة فى لجنة الخمسين على كتابة الدستور .. قولوا لهم أن الماده الثانية تنص على أن مبادى الشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وأن لكل ديانة لها كتاب سماوى حقها فى أن تحتكم لكتبها السماوية .. وذكروهم بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام عندما جاءه اثنان من كبار القوم من اليهود وأبلغوه عن رجل وإمرأه محصنان وإرتكبا كبيرة الزنا وسألوه عقابا لهما وكانا يريدان عقابا مخففا ..فسألهم الذى لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام ماذا تفعلون مع الزانى المحصن قالوا نعلن فاحشتة ونضربه ضربا بسيطا ..فقال عبد الله إبن سلام الصحابى الجليل وكان جالسا مع الرسول إن الرجم فى التوارة جزاء الزانى المحصن فقال الرسول إحضروا التواره وعندما أحضروها وضع أحد الرجلين يده على جزء من الجلد وقرأ ماقبله وما بعده … فقال له عبد الله أن سلام ارفع يدك .. ورفع يده فظهر حد الزنا بعقوبة الرجم فى التواره للزانى المحصن وقال عليه الصلاه والسلام طبقوا عليهم ما جاء فى كتابكم التوراه .. وهكذا ومنذ بعثه عليه الصلاه والسلام يرد أهل كل كتاب لكتابهم .

 

فما بالنا نحن نريد أن نطبق غير ما جاء به الاسلام على أهل الكتب السماوية ” لكم دينكم ولى دين ” هكذا يضلل المضللون قتله المسلمين والمسيحيين يقتلون الجنود والضباط من الجيش والشرطة دون ذنب جنوه فهم ينفذون أعمالهم بالأمر وهم أولادنا وإخواننا وأقاربنا وأهل ديننا أو أهل كتاب حرم الله قتلهم .

 

شىء آخر هام فى عملية الاستفتاء على الدستور إنها ستكون مؤشرا على مدى إقتناعنا بما حدث فى 30 يونيو من تغيير إنها ستكون استفتاء على بطل قومى هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذى إتخذ القرار الصعب فى الوقت الصعب وأمام تحديات جسام من أوروبا وأمريكا وفى حالة إقتصادية سيئه لكى يخلص مصر من جماعة ظالمة أرادت أن تبيع أرضها وأن تنهى تقدمها الذى نتطلع منذ 60 عاما .

 

جماعة أرادت أن نكون افغانستان أو باكستان .. أرادت أن نبحث فى الختان والنقاب والحجاب وأن تترك العلم والتقدم .. أرادت أن تحارب إسرائيل بالسيف والعربات المفخخة وهى مجهزة بسلاح نووى وتصدر الدبابات والاسلحة الثقيلة .. أرادت أن تبيع أرض مصر لحماس . وتجعلنا متخلفين اكثر مما نحن فيه تعالوا جميعا لنقول للدستور نعم لكى نقول لما طلبناه فى 25 يناير و 30 يونيو نعم سنحقق هذه المطالب .

 

تعالوا معا لنقول للفريق السيسي نعم فعندما نقول للفريق السيسي نعم فإننا نقول له نعم لخريطة الطريق .. ونقول له نحن نطالبك أن تكمل المشوار فليس هناك على الساحة من هو قادر الآن على ذلك .

 

إن إقدامنا فى التصويت على الدستور بنعم هو طلب من الشعب للفريق أول عبد الفتاح السيسي أن يقود مصر فى هذه المرحلة المضطربة من تاريخ أمتنا .

 

أن قولنا نعم للدستور هو تحرير لادارة مصر من إمريكا وأوربا إن قولنا نعم للدستور يعنى التقدم والازدهار بإذن الله .. إن قولنا نعم للدستور هى محاربة للإرهاب والحفاظ على أرواح أبنائنا .. إن قولنا نعم للدستور هى تحسين لخدمات التعليم والصحة وايجاد فرص عمل .

 

إن قولنا نعم للدستور هى حرب على الرجعية والتخلف والمتاجرون بالدين .. هيا بنا نعلم ونشرح لبعضنا البعض ماذا فى الدستور من مزايا وماذا نريد لمستقبل مصر .

 

أما انتم يا إخوتنا فى حزب النور فإننى ادعو الله لكم بكل خير حتى تفيدوا الناس بالدين ولا تجعلوا الدين وسيلة للتخلف وإالانغلاق .. قولوا للناس أن الدين يحث على العمل .. وأن الدين يحث على التقدم وأن الدين يحث على قيم الصدق والامانة وعدم الاعتداء على الغير وقبول الآخر .. لا تأخذوهم إلى الكتب الصفراء وإلى مذاهب وضعها أصحابها فى ظروف معينة لاحوال معينة .. يسروا على الناس ولا تعسروا عليهم لا تخوفوا الناس من الدين .. لا تتباروا فى أن تظهروا أنكم أهل علم والاحق بالاسلام والبحث عن أحاديث وفقه لا يدركه الناس حتى لا يبتعدوا عن الدين . إن فعلتم وصدقتم فإنتم تحافظون على تيار إسلامى معتدل يؤدى إلى تقدم المجتمع ويحقق اهدافة .

 

وإلى الفريق السيسي .. أنت قلت أن الجيش على قلب رجل واحد ورئيس الدولة هو القائد الاعلى للقوات المسلحة فإن أصبحت رئيسا فإنك لن تنفصل عن جيشك .. 30 يونيو كان مؤشرا لك والدستور سيكون مؤشرا لك .. وإن جاءت الامور كما نرى من حب الناس لك فى كل مكان فتوكل على الله ببعض من صدق ووسطية وعلم محمد عليه الصلاه والسلام وبشىء من عدل عمر وبقدر من حكمة على .. وبكثير من شجاعة أبو عبيده وخالد لكى تكون رئيسا لنا وتتقدم بمصر وتعيد لها بهاءها بالعلم والعدل .. والله يوفقك

 

 

 

الدستور الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى