الأخبار

الدعم الإماراتى لمصر خيار إستراتيجى وقناعة قديمة

 

35

أكد سامى الريامى رئيس تحرير صحيفة (الإمارات اليوم)، أن دعم مصر ومساندتها والوقوف إلى جانبها من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة هو خيار إستراتيجى، وقناعة قديمة تعود إلى سنوات طويلة وغير مرتبط بظروف آنية، أو مرحلة وقتية، ولم تتغير فى كل الأوقات، فهى بوابة الأمن والاستقرار للمنطقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها هو حفاظ على أنفسنا وأمننا واستقرارنا.

وقال الأستاذ سامى الريامى فى مقال له تحت عنوان (حقائق من مصر)، تم نشره اليوم فى صحيفة الإمارات اليوم (التى يرأس تحريرها) حول انطباعاته عن المشاريع الإماراتية بعد زيارته إلى مصر مؤخرا مع وفد إعلامى إماراتى رفيع: “لابد من إيضاح ثلاث حقائق فى موضوع وقوف الإمارات ومساندتها لمصر، فلا تزال هناك معلومات مغلوطة يروجها البعض بتعمّد مشوب بسوء نية، أو بتنظير بعيد عن الواقع الحقيقى، أو بحسن نية لنقص معلومات معينة، وفى كل هذه الأحوال ينبغى أن يعرف الجميع أن دعم مصر ومساندتها والوقوف إلى جانبها من قبل الإمارات هو خيار إستراتيجى، وقناعة قديمة تعود إلى سنوات طويلة، لم تتغير فى كل الأوقات، فمصر هى بوابة الأمن والاستقرار للمنطقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها هو حفاظ على أنفسنا وأمننا واستقرارنا”.

وأضاف: “هذا الدعم الإماراتى غير مرتبط بظروف آنية، أو مرحلة وقتية، هذه هى الحقيقة الأولى، فمساندة مصر وشعبها أمر حتمى، لم يتوقف يوماً، وحتى فى أشد الأوقات تدهوراً فى علاقات البلدين فى عهد حكم «الإخوان المسلمين» لم تتوقف المشروعات الخدمية الإماراتية، وتم تنفيذها وإنجازها حسب الخطط الموضوعة، كما أن مساندة الإمارات لمصر غير مرتبطة أيضاً بنتائج الانتخابات المقبلة، فالخطط الموضوعة والمدرجة للمشروعات ستستمر إلى حين الانتهاء منها خلال العام المقبل وما بعده ربما، فقائمة المشروعات الخدمية ثرية وضخمة، ولن تنتهى فى أيام وشهور!”

وتابع: مساعدات الإمارات لمصر ليست على شكل مليارات من الدولارات تم تسليمها للمسئولين هناك، دون خطة أو متابعة أو رقابة، مما قد يؤدى إلى عدم وصولها إلى مستحقيها، هذه حقيقة ثانية، فالإمارات ابتدعت نموذجاً جديداً، هو الأفضل حالياً بين جميع الدول المانحة التى تساند مصر، بشهادة وزرائها، فقد حصلت الدولة على الاحتياجات الحقيقية من مشروعات التنمية التى يحتاجها البسطاء، بالاعتماد على تقارير حكومية وشعبية، ثم حددت أولويات تلك المشروعات، وعمدت إلى دراستها وتحليلها، وشكلت فريقاً إماراتياً مقيماً فى مصر، يتولى تنفيذ ومتابعة تلك المشروعات، بدءاً من مرحلة المناقصات إلى حين التسليم، وتالياً فلا مجال لأن تذهب الأموال إلى غير المستحقين”.

وأضاف رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم: “هناك لجنة خاصة لمشروعات مصر، يديرها وزير إماراتى نشيط هو الدكتور سلطان الجابر، يقوم بزيارات أسبوعية للوقوف على كل المشروعات، وأحياناً مرتين فى الأسبوع نفسه، يتحرك فى كل مناطق وقرى وأرياف مصر فى كل المحافظات، يشاهد بعينيه، ولا ينتظر تقارير مكتوبة، وهناك يوسف باصليب، شاب إماراتى يقيم فى القاهرة منذ سبعة أشهر، وسيظل هناك إلى حين تسليم المشروعات، لا يترك شاردة أو واردة دون مراجعة ودراسة وتحليل، يعرف أين يذهب كل دولار، ولمن يذهب، ويحل كل مشكلة قد تطرأ على سير العمل، مدعوماً بفريق فنى وإعلامى، ومدعوماً من الحكومة المصرية والجيش المصرى، وبهذه الآلية تنجز المشروعات بشكل مذهل لم يخطر يوماً ببال أى مسئول مصرى، فلم يحدث فى مصر يوماً أن انتهى بناء 50 ألف شقة سكنية فى عام واحد تقريباً، إنه ضرب من الخيال”.

وقال:”حقيقة ثالثة، يجب أن تكون واضحة، فالإمارات تعمل فى مسارين واضحين، المسار الأول هو مساندة الشعب المصرى، والوصول بالمشروعات الخدمية إلى بسطاء وفقراء مصر، الذين تأثروا بشدة من الوضع الاقتصادى السيئ، والمسار الثانى هو تنشيط قطاعات معينة فى الدورة الاقتصادية، لتساعدها على التماسك، لتتجاوز الأزمة، لكنها لن تقوم بكل شىء طوال الوقت، فمن الصعب جداً أن تعتمد دولة محورية بحجم مصر على المساعدات، مخطئ من يعتقد ذلك، فهى مرحلة مؤقتة، تسببت فيها ظروف الأوضاع الأمنية والسياسية، وسرعان ما ستنتهى بانتهاء الأسباب، عندها سيعتمد الاقتصاد المصرى على تطوير قوانين جذب الاستثمارات، وتنشيطها، وتطوير قطاعات الإنتاج، بما يقوى الاقتصاد والسياحة، وتعود مصر ــ بفضل مواردها وشعبها ــ قوية كما كانت”.

 

اليوم السابع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى