شاهد.. انهيار نجلة الشهيد امتياز كامل:«عايزه آخد عزا بابا»

تغطي وجهها الدّموع، تبدو فى حالة من الانهيار، تستند إلى ذراع أحد أقاربها الذي يحاول أن يهدأ من روعها، على الرغم مما توحي به هيئتها من ضعف، إلاّ أن رغبتها فى الوقوف ضمن صفوف قيادات الداخلية لأخذ عزاء والدها جعلها تطالب بمشاركة أخاها فى سرادق العزاء.

فريدة، التى لم تتجاوز الـ 17 ربيعًا سيطرت عليها الصدمة جراء سماع خبراستشهاد والدها العميد امتياز كامل فجر اليوم فى عملية الكيلو 135 طريق الواحات، ودخولها فى حالة إغماء لأكثر من مرة فى محاولة منها للهروب من فكرة فقدان سندها فى الحياة، وحينما حاولت استيعاب ما جرى فى مدة لم تتجاوز النصف يوم، فوجئت بغياب قوام أسرتها بالكامل فى المنزل وعند السؤال عن السبب علمت أنهم يؤدون صلاة الجنازة على عماد الأسرة وقوامها فى مسجد الشرطة بالدراسة.

“فين بابا..أنا عايزه بابا” تلك هي الكلمات التى كانت تصرخ بها فريدة فى وجوه من تصادفهم فور علمها برحيل السّند، تحاول الصعود إلى مصلىالرجال لاحتضان جثمان الأب قبل توديعه، يمنعها من ذلك الخال الذي كان يحتضنها فى محاولة منه لتهدئتها، يزداد صراخها ونحيبها بعد علمها أن الجسد فارق المسجد فى موكب جنائزي مهيب.

تقترب أكثر، ترى المشهد كاملًا: والدها ملفوفًا بعلم بلاده وأخيها نور على أول الطريق يأخذ العزاء من ضباط وزملاء أبيه وتلاميذه والأقارب، وفور رؤيتها لشقيقها تنهمر عينيها بالدموع محاولة أن تقف مكانه باعتبارها الأكبر، ليمنعها خالها من ذلك، مكتفية فقط بالدموع، ليطمأنها الجميع: «البطل واقف بدل أبوه أهوه»، فتنصرف من المشهد الحزين !