حوادث

من يحمي ميليشيات السلاح الأبيض بشبرا الخيمة؟

 

 

«محمد صلاح».. شاب ميسور الحال، من عائلة متوسطة، تخرج في كلية الهندسة، إلا أنه رفض العمل بشهادته، وقرر الاشتغال في التجارة، واستأجر مخزنا بمنطقة بيجام، وتاجر في المنظفات الصناعية، إلا أن حظه العاثر اصطدم ببعض البلطجية ممن انتشروا في كل المناطق وزاد عددهم وأصبحت ظاهرة تتحدى الأمن، وقاموا بقطع يده وتشويه وجهه، نتيجة اعتراضه على الاصطدام بسيارته، من قِبَل أحدهم لينجو من الموت بأعجوبة عقب عمليات جراحية مكثفة. «التحرير» انتقلت إلى شارع أحمد عرابي بشبرا الخيمة، للوقوف على التفاصيل الكاملة للحادث الذي روَّع الأهالي بالمنطقة. يقول «محمد صلاح»، 32 سنة: «تخرجت، ثم قمت باستئجار محل لاستخدامه كمخزن للمنظفات الصناعية، ويعاونني في ذلك شقيقي أحمد، واثنان من العمال». وأضاف المجني عليه الذي تشوه خياطات العمليات الجراحية وجهه، أن الواقعة تعود ليوم الاثنين الماضي، في أثناء «تشوين» بضاعته داخل المخزن، ومرَّت سيارة مسرعة واصطدمت بسيارة المحل، فتوجه لقائد السيارة، فوجده شابا صغيرا لا يتجاوز الـ18 عاما، وبدلاً من أن يعتذر الشاب الصغير، قام بالصياح والسب بسبب ركن السيارة أمام المخزن لـ«تحميل» البضاعة، فقلت له: «إنت بدل ما تعتذر إنك خبطت العربية.. بتقل أدبك».. فقال: «أنا قليل الأدب، طب أنا هاوريك قلة الأدب اللي بجد». ويتابع «صلاح» في حديثه لـ«التحرير»، أنه تعجب من حديث الشاب، وتركه يرحل، وفي أثناء وقوفه أمام المخزن، وبعد بضع دقائق، فوجئ بأكثر من 20 شخصا، ممسكين بـ«شوم» وأسلحة بيضاء، ومتوجهين له، وبصحبتهم الشاب الذي صدم سيارته، ويسكت قليلاً قبل أن يتابع والدموع تملأ عينيه: «ماحدش فيهم اتكلم، دخلوا بيمسكوا فيا وهما بيقولوا مش انت اللي عامل فيها راجل.. طب احنا هانوريك يا ابن الـ..». يرجع الضحية بظهره للوراء قليلاً ليسترجع تفاصيل الحادث الأليم الذي تعرض له قائلاً: «فيه واحد منهم كان ماسك سيف، وضربني بيه على وشي ورقبتي، ولما حاولت أبعد السيف عني، نزل بيه على إيدي، وعملي قطع في الأوتار، بالإضافة إلى الاثنين العمال اللي معايا اتبهدلوا وواحد فيهم لسه في معهد ناصر بيتعالج، من قطع الأوتار، بعد ما كان هيموت». ويوضح المجني عليه أن السكان بالشارع حاولوا التصدي لهؤلاء البلطجية، إلا أنهم اشتبكوا مع الأهالي بالأسلحة التي بحوزتهم.. «ماسابونيش غير وأنا غرقان في دمي ومرمي على الأرض». ويضيف أنه ظل راقداً في مستشفى ناصر، لأكثر من 4 أيام لتلقي العلاج، أجرى خلالها عمليتين في الرقبة وأخرى في أوتار يده، وقال له الطبيب: «أنت كنت معرض للموت بسبب قطع الأوردة الذي كان في رقبتك». ويستنكر المجني عليه دور قسم أول في الواقعة؛ حيث إن القسم قام بضبط صاحب المشكلة الشاب الصغير، وتبين أن اسمه «محمد محسن»، وباقي أطراف المشاجرة لم يقم بضبطهم، بالرغم من تسليمهم فيديو يظهر فيه بوضوح باقي أطراف المشاجرة، ووجودهم بالمنطقة يوميا، وفوجئت بأنهم كتبوا في التحريات التي طلبتها النيابة بأنهم لم يستدلوا على بقيتهم، وعندما توجهت للقسم أخبروني بأنني إذا قمت بإحضار أسمائهم الرباعية، فسوف يضبطونهم! ويختتم الضحية حديثه بأنه علم بعد ذلك أن الذين اعتدوا عليه دائمو الاعتداء على أهالي المنطقة، وفرض سيطرتهم عليهم، ولا يمسهم أحد من القسم، نتيجة علاقاتهم ببعض أفراد القسم، ودفع أموال لبعض المخبرين والأمناء بالداخل، حسب قوله. وناشد الشاب اللواء إيهاب خيرت، مدير أمن القليوبية، بالقصاص والثأر لما لحق به، متابعا: «مش عايز حاجة غير حقي.. ومش عايز أندم إني لجأت للداخلية وماخدش حقي بإيدي».

 

المجني عليه (3)

 

 

المجني عليه (4)

 

المجني عليه (1)

 

 

 

 

المجني عليه

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى