الأخبار

«ولاية سيناء» في رسالة مشفرة

198

يبدو أن معركة قوات الجيش المصرى مع تنظيم داعش الإرهابى في سيناء أوشكت على الانتهاء، بعد نجاح الأجهزة الأمنية في توجيه ضربات موجعة لتنظيم ولاية سيناء التابع لداعش أجبرته على التراجع وعلى تغيير إستراتيجيته في التعامل مع قوات التأمين الرابضة على الحدود.
تضييق الجيش الخناق على أعضاء التنظيم الإرهابى ونجاحه في قتل عدد كبير من الإرهابيين كان له صدى واضح على “ولاية سيناء” بعد وقف سفر أي عناصر أو مجندين جدد إلى تنظيم داعش في العراق وسوريا وإعطاء أوامر بتغيير وجهات السفر إلى سيناء والاستعانة بأنصار التنظيم من المحافظات النائية في محاولة للصمود أمام التقدم الذي طرأ خلال الفترة الماضية لقوات الجيش في مواجهة المتطرفين هناك، وهو ما ظهر عبر أنباء تحدثت عن مقتل المدعو “إسلام يكن” في سيناء خلال العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها منطقة الشيخ زويد.
وخلال عمليات المطاردة الأخيرة للعناصر المتطرفة حصلت الأجهزة الأمنية على معلومات في غاية الخطورة مفادها قيام المسلحين بوضع عدد من الخطط لاستهداف أكمنة الجيش والشرطة وبعض المنشآت الحيوية والأهالي في محاولة لبث الرعب والرد على العمليات العسكرية للجيش في كل من اليمن وليبيا ضد فروع التنظيم الإرهابي هناك.
بعض العناصر التي تم ضبطها اعترفت بتفاصيل في غاية الخطورة أبرزها وصول أنواع متجددة من الأسلحة منها أجهزة توجيه للصواريخ عن بعد، إلى شمال سيناء، عبر بعض المنافذ البحرية بواسطة مراكب صيد، وتسلمها المسلحون على مراحل ومعظمها مضادة للطائرات والدبابات، كما أن بعض الصواريخ التي ضبطت في مناطق متاخمة للحدود مع غزة والتي كانت عبارة عن أجهزة توجيه كانت جزءًا من شحنة الأسلحة التي أرسلت إلى سيناء لاستخدامها ضد قوات الجيش.
وكان من ضمن المخططات التي كشفها محاولة السطو على السيارات التابعة لقوات الجيش والشرطة وبعض الأجهزة المدنية بالمحافظة والتي من خلالها يمكن لعناصر التنظيم دخول الأماكن الأمنية ذات التمركزات المشددة في ظل التضييق الأمني، وشملت المخططات البدء في حملات تصفية ضد بعض المواطنين بدعوى تعاونهم مع الأمن، لكن في الحقيقة هي محاولة لبث الرعب ومنع الأهالي من الخروج من منازلهم.
المعلومات الأولية التي كشفت عنها التحقيقات الموسعة عقب عملية الشيخ زويد أكدت أنه منذ الفترة التي سبقت انعقاد المؤتمر الاقتصادي بمدينة شرم الشيخ دكت طائرات الأباتشي معاقل التنظيم بضربات صاروخية ليل نهار وسقط العشرات من العناصر الإرهابية وبات تنظيم بيت المقدس في خطر الانهيار الوشيك، وهو ما دفع التنظيم إلى الاعتراف بانهيار قواه، وهو ما استدعى توجيه رسالة مشفرة لأنصاره ومؤيديه على الصفحة الرسمية للتنظيم قال فيها: “ادعوا لإخواننا المجاهدين في سيناء فهم يتعرضون للانهيار ويحتاجون إلى دعائكم”.
وكانت هذه الكلمات بمثابة كلمة السر في توجيه دعوة عاجلة لعناصر تنظيم داعش القريبة من سيناء لكي تزحف إلى سيناء وتنضم لعناصر التنظيم لتقوية شوكته أمام ضربات الجيش.
ورصدت الأجهزة الأمنية أيضًا تواصل قيادات التنظيم مع داعش في العراق مطالبين بالدعم العاجل والفوري، ما دفع أبو بكر البغدادي – قائد التنظيم – إلى إصدار تعليماته بتوجيه أعداد كبيرة من عناصر داعش والمدربين من أعضاء التنظيم بمحافظات مصر أو الخلايا النائمة الموجودة بالمحافظات، للسفر إلى سيناء، وبالفعل توجهت أعداد كبيرة من عناصر تنظيم داعش وبينهم شباب من محافظات الصعيد إلى أرض الفيروز، ووفقًا لشهود كانت لهجة المهاجمين لكمين الجيش الأخير في الشيخ زويد صعيدية، وعقب انتهاء الهجمات الإرهابية كانوا يتحدثون مع بعضهم بكلمة “هنروح فين” وبلهجة صعيدية وهو ما يعني أن العناصر المنضمة حديثا لتنظيم بيت المقدس غرباء عن سيناء وليس لهم دراية بالمنطقة كما أنهم ينتمون لمحافظات مصرية.
كما أن الجثث التي تحفظت عليها القوات المسلحة عقب الحادث كان من بينها 4 أجانب و11 جثة لمصريين ينتمون بشكل كبير لمحافظات الصعيد، وهو ما يؤكد أن تنظيم داعش نجح في تدعيم صفوف تنظيم بيت المقدس المنهار بعناصر جديدة مدربة وتنتهج الفكر التكفيري من المبايعين لداعش.
كما يلعب جيش الإسلام بقطاع غزة دورًا مهمًا في دعم عناصر بيت المقدس في سيناء وجيش الإسلام بقطاع غزة بقيادة الإرهابي ممتاز دغمش المتورط في جميع أعمال العنف بسيناء، فقد أرسل 7 قيادات مدربة من جيش الإسلام قبل حادث الشيخ زويد بأربعة أيام وأشرف دغمش بنفسه على تسلل العناصر السبعة من أحد الأنفاق المجاورة لمعبر رفح البري وتم تحديد هوية اثنين من قيادات جيش الإسلام وهما أحمد أبو لافي فلسطيني من جيش الإسلام والبريكات، أحد قيادات جيش الإسلام المدربين، وقد تم نقل أعداد كبيرة من قذائف الآر بي جي والمتفجرات عبر الأنفاق وكانت تخيم على المنطقة حالة من الهدوء الحذر الذي تخوفت منه بالفعل قيادات عسكرية كبيرة كانت لديها معلومات بتسلل عناصر من جيش الإسلام لسيناء لتنفيذ عملية إرهابية كبيرة رغم تقدم القوات المسلحة في العمليات العسكرية خلال الآونة الأخيرة مع وصول عناصر مصرية إلى رفح والشيخ زويد قادمين من محافظات مصرية وعبروا قناة السويس بشكل طبيعي من معدية القنطرة شرق ونفق الشهيد أحمد حمدي وهي عناصر داعشية غير مألوفة لأجهزة الأمن ومن بينها خلايا كامنة حتى أصبح تنظيم بيت المقدس في فترة الهدوء التي سبقت الحادث الأخير في كامل قوته وخطورته، خاصة أن عناصر إرهابية انضمت إليه تجيد إطلاق قذائف الآر بي جي والتعامل مع العمليات الإرهابية النوعية.
المعلومات تشير إلى أن هناك إجماعًا داخل الأجهزة الأمنية مفاده أن هناك على أرض سيناء مزيجًا من العناصر الإرهابية المنتمية لداعش وتنظيم بيت المقدس وعناصر جيش الإسلام من قطاع غزة، وأصبحت منطقتا “رفح والشيخ زويد” في غاية الخطورة، فالضربات الجوية وحدها لن تكفي لأن عناصر التنظيم في رفح والشيخ زويد تجيد الكر والفر في منطقة هي ملعبها منذ فترة طويلة.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى