الأخبار

متى يقيل محلب «عبدالواحد النبوى»؟

 

 

157

 

يدور داخل أروقة وزارة الثقافة فى الوقت الحالى، الكثير من الجدل، بشأن قرارات الوزير عبدالواحد النبوى، خصوصا بعد استبعاده مدير المركز القومى للترجمة، الدكتور أنور مغيث، ومدير المركز القومى للمسرح، عاصم نجاتى، وإبلاغه الدكتور محمد عفيفى، بانتهاء مدة انتدابه، إضافة لنيته إنهاء انتداب الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، من منصبه فى شهر يوليو المقبل.

ورغم الإنجازات التى حققها المركز القومى للترجمة خلال العام الماضى، اختار وزير الثقافة، الدكتور عبدالواحد النبوى، الدكتور شكرى عبدالمنعم مجاهد، أستاذ اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، مديرا للمركز، خلفًا للدكتور أنور مغيث. الذى انتهت فترة ندبه أمس الخميس 11 يونيو، وكان الأخير قد قدّم خطابًا للوزير، يسأله فيه عن مصيره، سواء بتجديد ندبه، أو شكره، فلم يرد عليه الوزير، وتجاهل خطابه تماما، رغم نشاط الأخير الملحوظ فى العبور بالمركز من المشكلات والعثرات التى كان يمرّ بها.

الوزير لم يضع فى اعتباره، ما حقّقه القومى للترجمة، خلال العام الماضى، حيث أصدر ما يقرب من 300 عنوان جديد، للمرة الأولى فى تاريخ المركز، فى مجالات مختلفة، واحتفل باليوم العالمى للمترجم، ديسمبر الماضى، بمشاركة مجموعة من رؤساء منظمات الترجمة فى العالم العربى، إلى جانب عقده لاتفاقيات للتعاون المشترك معهم، وأطلق مغيث جائزة الترجمة المصرية الإسبانية للمرة الأولى، بالتعاون مع السفارة الإسبانية وكلية الألسن بجامعة عين شمس، ودشّن خلال فترة انتدابه جائزتى رفاعة الطهطاوى والشباب، اللتين اعتمد وزير الثقافة نتائجهما.

أنور مغيث المدير السابق للمركز القومى للترجمة

وفى موقف مشابه، أرسل الدكتور محمد عفيفى، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، خطابًا إلى الوزير، يسأله فيه هو الآخر عن موقفه من تجديد ندبه، قبل أيام، فتأخر النبوى فى الرد عليه، قبل أن يخبره بانتهاء ندبه يوم 24 من شهر يونيو الحالى، ما أدى لتأخير إجراءات إنهاء أوراق عودته لجامعة القاهرة، وتسبب فى حدوث أزمة بين عفيفى والوزير.

وتكرر سيناريو مغيث نفسه مع عفيفى، حيث لم يراع الوزير دور المجلس الذى يرأسه عفيفى، وانتهك التقاليد التى أرساها وزراء الثقافة السابقون الخاصة بتجديد ندب الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، حيث من المفترض إرسال خطاب من الوزير إلى رئيس الجامعة بطلب التجديد، وهى إجراءات تستلزم وقتًا يتجاوز الشهر، والتزم بها الوزراء السابقون، لكن النبوى ضرب بها عرض الحائط، كما تدخل فى اختصاصات المجلس، وطالب أكثر من مرة إعادة هيكلة اللجان.

محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة

غرور العظمة
إضافة إلى ما سبق، تعددت الشكاوى من قيادات وزارة الثقافة، بسبب تعالى الوزير عن التواصل الشخصى، واقتصاره على التواصل عن طريق مدير مكتبه فقط، كما تحدث الوزير للصحف مؤخرا، عن اتخاذ قرارات بالتطوير والهيكلة بتحركات فردية من مكتبه، تخالف الآلية التى يعتمدها المجلس الأعلى للثقافة، والذى يشبه برلمان المثقفين، ولا يستطيع أحد هيكلته إلا المثقفون أنفسهم.

أخونة الثقافة

وكان الوزير قد أقال قبل مدة وجيزة “المتحدث الإعلامى والمستشار الثقافى” لمكتبه، الشاعر محمد بغدادى، دون أسباب واضحة، وقال البعض إن السبب يرجع لقلة خبرته بالوزارة، وضعف علاقته بالثقافة والمثقفين، لكن الحقيقة أن بغدادى الذى عمل مستشارا إعلاميا لوزيرين، هما الدكتور جابر عصفور والوزير الحالى، أشار إلى مطالبة قيادات دينية رفيعة، وزير الثقافة الأزهرى، بسرعة التخلص من الليبراليين والعلمانيين بالمجلس الأعلى للثقافة، وأكد أن هناك خطة سرية يقودها النبوى لتصفية المجلس، وشرح فى عدة مقالات بمجلة روز اليوسف، أبعاد مؤامرة ومخطط لتمكين خلايا الإخوان والسلفيين من مفاصل وزارة الثقافة، وأكد أن المؤسسة الدينية طالبت وزير الثقافة بنشر مشايخ السلفيين فى قصور الثقافة الجماهيرية، كبديل لفرق المسرح والفنون التشكيلية والسينمائية والغناء.

الأمر لم يتوقف عند إنهاء ندب عفيفى ومغيث، وسلسة الإقالات التى يقوم بها الوزير بحجة تصعيد الشباب، لكن هناك خلافات بين الوزير وأغلب القيادات، حتى إن صندوق التنمية والوزارة أشهرا السيوف فى وجه رئيس قطاع الفنون التشكيلية الدكتور حمدى أبو المعاطى، فور تقلده منصبه، بسبب زيارته لقصر عائشة فهمى، دون الرجوع إلى الوزير، وكأنهما يحذرانه إذا ما خالف قرارات الوزير الفردية.

فيما لم تتوقف الانتقادات الموجهة للوزير منذ توليه منصبه، ويتهم طوال الوقت بمغازلة “الإخوان”، ويقول آخرون إنه ليس من “الشلة” وإن ما يفعله النبوى ليس تطهيرا ولا محاربة للفساد، ولكن مذبحة شاملة لقيادات وزارة الثقافة، وإحلال لقيادات جديدة لها معتقد ثقافى مغاير تم وصفه بـ”الغامض” و”الساقط فوق رأس المجتمع الثقافى”، وهو أول أزهرى فى تاريخ وزارة الثقافة، وجاء ترضية لمؤسسة الأزهر، بعد أن أغضبها الدكتور جابر عصفور بتصريحاته.

من ناحية أخرى، قال المنتج والمؤلف السينمائى محمد العدل، فى أثناء استضافته فى برنامج “السادة المحترمون” مع يوسف الحسينى” إلى أن “وزير الثقافة مش فاضى للوزارة، الوزير فاضى بس يشوف مين غيران منه عشان يمشّيه”.

أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب

تجريف ثقافى

قرارت الإطاحة العشوائية لن تتوقف هنا، واستمرارا لما سمَّاه البعض بـ”التجريف الثقافى المتعمد”، سيطال الاستبعاد أيضا الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، حيث من المقرر إنهاء انتدابه يوليو المقبل، رغم أن مجاهد هو أول من أوجد التعاون الثقافى بين مصر وتونس، بتوقيعه بروتوكول تعاون مع النورى عبيد، رئيس اتحاد الناشرين التونسيين، فى مجال تنمية صناعة النشر وتشجيع القراءة فى البلدين، ليكون أول اتفاق ثقافى بين الدولتين بعد ثورة الشعبين، ونص اتفاق التعاون على وضع خطة نشر تدعم التبادل بين الطرفين، ووضع خطة توزيع تهدف لتوفير الكتاب فى القطرين، بحيث يقتنى الطرف المصرى المنشورات التونسية لتوزيعها وبيعها فى المجالات المتاحة له.

إنجازات فى مهب الريح

وبذل مجاهد جهودا كبيرة لتنمية هيئة الكتاب، وأدخل جميع كتبها على قاعدة بيانات، وأدخل الكمبيوتر فى كل مكتبات الهيئة، ونشر العديد من الكتب، واهتم برواج سوق النشر واكتشاف الكتاب الموهوبين، وأغضبه إيقاف صدور مجلة “المجلة” وأمر بإعادة صدورها مرة أخرى، كما أنه اهتم بالمجلات الثقافية مثل “عالم الكتاب” ومجلة “إبداع” وغيرها.

ومؤخرا حققت الهيئة المصرية العامة للكتاب، بمجهودات مجاهد، إيرادات وصلت إلى 35 مليون جنيه، وهو ما أعلنه مجاهد أمس الخميس حيث تم تحصيل إيرادات فعلية مسلّمة لوزارة المالية بمقدار 33,801,367 جنيه، وهناك مستحقات مالية لدى الغير لم يتم تحصيلها حتى الآن بمبلغ 1,640,822جنيه، وبهذا تتجاوز إيرادات هيئة الكتاب هذا العام 35 مليونا، لأول مرة فى تاريخها، رغم أنها مؤسسة غير هادفة للربح.

محلب والنبوى

أما لماذا يظل مثل هذا الوزير على رأس مؤسسة مهمة كالثقافة، رغم قراراته غير المفهومة، فسؤال أصبح على ألسنة الجميع مؤخرا، دون الوصول إلى إجابة قاطعة أو مقنعة، فيما تقول الشائعات إن محلب يستبقيه، فقط كى لا يوجّه أحد إليه الاتهامات لاختياره له منذ البداية، ونتوقع أن يقيله، فى أول تغيير وزارى مُقبل، والذى يمكن أن يكون خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى