المفتي يطالب الغرب بتفعيل قوانين مناهضة التمييز وازدراء الأديان

 

 

 

طالب فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية دول العالم الغربي بضرورة تفعيل القوانين الحالية والقائمة بالفعل والخاصة بمناهضة التمييز وازدراء الأديان ومنع الإهانة والإساءة للمقدسات والرموز الروحية لدى الآخر فضلا عن تفعيل المبادرات الحالية بالأمم المتحدة الخاصة بمنع ازدراء الأديان وتحويلها إلى قوانين ونصوص وآليات ملزمة لجميع الدول الأعضاء لضمان تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي العالمي .

وطالب فضيلته في الجزء الثانى من حواره مع وكالة “أسوشيتدبرس” , الدول الغربية أن يأخذوا الإسلام ومبادئه ويتعرفوا عليه من خلال مرجعياته الدينية وعلمائه المعتبرين المؤثرين والمشهود لهم بالعلم والكفاءة , لافتا إلى أن تطبيق العدل يستلزم من الإعلام الغربي أن لا يحملوا جموع المسلمين تهور شخص أو أكثر منهم أو أن يجمع ولا يفرق بين القلة القليلة المخطئة وينسبها إلى جموع الأمة الإسلامية المشهود لها بالوسطية والاعتدال والبعيدة كل البعد عن العنف أو إباحة القتل وإراقة الدماء.

ودعا الدكتور على جمعة فى حواره الذى نقله بيان لدار الإفتاء اليوم إلى توجيه اهتمام العالم المطلق وجهده للقضاء على الظواهر العالمية السلبية والمسيئة للعالم المتقدم ومنها أنه مازال هناك 42 % من سكان العالم لم يصل إليهم حتى الآن الصرف الصحي أو مياه الشرب النقية فضلا عن مشكلات المرأة والبيئة والطفولة والتمييز على أساس العرق أو الدين وكذلك للتصدى المشكلات الإنسانية المزمنة من فقر وجهل ومرض.

وأشار المفتى إلى قلق المسلمين على استمرار هذه الموجة العدائية ضد نبيهم ومقدساتهم ومحاولات البعض من الموتورين في استغلال تلك الأعمال الفاشلة في الدخول إلى مصر حصن الأمة العربية المتين من خلال إحداث فتنة طائفية التي لم ولن ينجحوا في الوصول إلى مآربهم أبدا , لافتا إلى أن أول من وقف ضد الإساءات للرسول العظيم كان الاباء بالكنيسة المصرية باختلاف طوائفهم.

وأكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أنه لا أحد في العالم يستطيع أن يتحكم في محبة العوام من الناس لرسولهم الكريم وأنه على العالم أن يتفهم هذه العلاقة شديدة الخصوصية بالرغم من محاولات الإساءة المستمرة للإسلام والمسلمين التي رصدت في مدينة لندن وحدها منذ عام 1970 إلي 1980 علي سبيل المثال نشر حوالي 1400 رواية تسب المسلمين بمعدل رواية مسيئة كل 10 أيام وأن المسلمين يصبرون على ذلك.

ولفت الدكتور جمعة في حواره إلى أنه هو أول من نبه للفيلم المسيء للرسول وسط دعوات لنبذ كافة أشكال العنف والقتل , مشددا “نرفض ونحرم ونجرم قتل الأبرياء تحت أي سبب كان , ونرفض حرق الإنجيل , فالكراهية لا تعالج بالكراهية”.

وناشد فضيلته , المسلمين الذين يريدون الاعتراض على أمثال تلك الإساءات لمقدساتنا الإسلامية الخروج في مظاهرات سلمية تماما واستبدال الانفعالات والهتافات بالتجمع والجلوس في هذه الأماكن والصلاة على رسول الله بشكل جماعي لإظهار مكانته وتعاليمه الحكيمة فضلا عن تعظيم شأن النبي بما فيها من عبادة ورقي ولتكون أمام العالم مجلس صلاة ونصرة واحتفاء بفضله على العالمين وتكون بذلك خير رد على المسيئين, حيث نحول المحنة والأزمة إلى منحة , والإساءة إلى أدب , ونعطي المثل والقدوة للعالم في تمسكنا بتعاليمه السمحة وإظهار عزمنا الأكيد على التقرب إلى الله و رسوله.

كما حذر من أن نشر الكراهية والحروب والقتل وإراقة الدماء لن تصل بنا جميعا نحن البشر إلى شيىء وأن نشر السلام والحب والتعايش والتواصل والحوار هو الطريق الوحيد الذي يصل بالجميع إلى بناء حضارة إنسانية مؤسسة على العدل والمساواة واحترام حقوق الغير في الحياة الكريمة.

يأتى حوار مفتى الجمهورية مع وكالة “أسوشيتدبرس” العالمية كإضافة جديدة ومؤثرة لحملة دار الإفتاء المصرية العالمية المستمرة للتعريف بالإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الغرب وفي المؤسسات الإعلامية الدولية حول تبعات محاولات الإساءة للإسلام والمسلمين المتوترة الأجواء ومبادراته الحالية والمستقبلية لتفادي تزايد الأزمة عالميا.

 

أ ش أ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى