الأخبار

قضيت أسود ليلة فى حياتى بعد تفجير «الخارجية»

32

فوجودها فوق مئذنة مسجد أبوالعلا وقت حدوث الهجوم الإرهابى فى منطقة أبوالعلا، جعلها مثار شكوك حول تورطها فى الهجوم، إنها سامية عبدالسلام، مفتشة الآثار فى مركز الدراسات الأثرية بالقلعة، تروى لـ«الوطن» فى هذا الحوار أسباب وجودها أعلى المسجد، وكيف استقبلت الشكوك التى تناولتها وسائل إعلام حول تورطها فى الهجوم، وتروى تفاصيل الليلة التى قضتها فى قسم شرطة بولاق قبل أن تتوجه إلى النيابة.

■ كيف استقبلتِ الشكوك حول تورطك فى الهجوم الإرهابى؟

– الصدمة كانت كبيرة، والخوف تملكنى طوال الليل بعد أن رأيت برامج التوك شو، ووجدت الدنيا مقلوبة علىّ، فى حين أنى موظفة فى وزارة الآثار منذ 4 سنوات، وأعمل مفتشة آثار فى مركز الدراسات الأثرية بالقلعة التابع للوزارة.

■ ما أسباب وجودك أعلى المسجد وقت الحادث الإرهابى؟

– تسلمت خطاباً رسمياً من رئيس مركز الدراسات الأثرية صباح الأحد الماضى، للخروج فى مأمورية إلى مسجد السلطان أبوالعلا فى منطقة بولاق أبوالعلا لتوثيق أعمال الترميمات التى تجرى فى المسجد منذ 6 أشهر، وعندما توجهت إلى المكان فى تمام الساعة التاسعة و50 دقيقة صباحاً، تقابلت مع خبراء الترميم، وكشفت لهم عن هويتى، وسمحوا لى بالدخول، وصورت أعمال الترميم التى تجرى فى الأعمدة الرخامية ودكة المبلغ «الخطيب»، والمحراب، والمئذنة، وصعدت المئذنة والتقطت صوراً، لبيان مدى وضوح الكتابات الأثرية الموجودة على المئذنة، حتى نرمم الكلمات غير الواضحة، وأثناء وجودى أعلى المسجد لالتقاط صور للكتابات والرسوم الأثرية الموجودة على المئذنة من الخارج، سمعت صوت انفجار هائل، وأصبت بحالة من الفزع، والخوف الشديدين، واستعنت بأحد المرممين حتى نزلت من أعلى المسجد، وخرجت معهم ووقفت أمام المسجد وشاهدت جثث الضحايا والمصابين الذين سقطوا عقب الانفجار، حتى وصلت تعزيزات من قوات الشرطة وفرضت كردوناً أمنياً حول الحادث ومنعت أهالى المنطقة من الاقتراب من موقع الحادث، وغادرت المكان بعد قرابة 20 دقيقة من حدوث الانفجار، وعدت إلى عملى فى مركز الدراسات الأثرية فى القلعة، من أجل إعداد تقرير بالزيارة لإرفاق الصور التى التقطتها من المسجد بالتقرير، وعقب انتهاء وقت العمل الرسمى توجهت إلى المنزل، وعرفت من زملائى أن جريدة «الوطن» نشرت خبراً على لسان جمال فرحات مفتش عام منطقة غرب القاهرة والقليوبية، ذكر فيه صعود فتاة مئذنة المسجد وأنها التقطت صوراً للحادث الإرهابى، الأمر الذى أصابنى بخوف شديد، وعندما شاهدت برامج التوك شو فوجئت بأن الأمر الغالب على الأحاديث خبر صعود الفتاة المئذنة وأن الشرطة تبحث عنها.

■ كيف تعامل رئيسك فى العمل مع الموقف؟

– فى صباح اليوم التالى، توجهت إلى مكتب رئيسى فى العمل، وأخبرته أن القنوات الفضائية، والصحف، ربطت بين وجودى أعلى المسجد لالتقاط صور للمئذنة، والهجوم الإرهابى، فنصحنى بعمل مذكرة بتفاصيل الزيارة وما أثير حولها، وأنه سيتولى اعتمادها رسمياً من المركز وختمها بختم وزارة الآثار لإرسالها إلى وزارة الداخلية والنائب العام لتوضيح أسباب وجودى فى المسجد وصعودى المئذنة.

■ هل استُدعيتِ من قبل الشرطة أم سلمتِ نفسك؟

– تلقيت اتصالاً من ضابط فى قطاع الأمن الوطنى أثناء إعدادى المذكرة، وأخبرنى أنه يريد أن يستوضح منى بعض الأمور فأخبرته أننى أعد مذكرة بما حدث، وتسلمت المذكرة بعد اعتمادها وسلمتها إلى الشرطة، وشرحت لهم تفاصيل زيارتى وأسباب وجودى فى المسجد أثناء حدوث الانفجار، وسلمت الصور التى التقطتها للمئذنة وأعمال الترميمات التى انتهينا منها فى المحراب والأعمدة الرخامية ودكة المبلغ «الخطيب» للشرطة لإثبات حُسن النية، وعدم وجود علاقة بينى وبين الحادث الإرهابى، وعقب مثولى لمدة ساعتين أمام ضباط الأمن الوطنى وشرحى لتفاصيل الواقعة، عُرضت على مباحث القاهرة، وأدليت بشهادتى، وتفاصيل الزيارة أمام اللواء أشرف عز العرب رئيس قطاع مباحث شمال القاهرة، واستمر إدلائى بشهادتى 3 ساعات.

■ كيف قضيتِ ليلتك داخل قسم بولاق أبوالعلا؟

– كانت أسود ليلة فى حياتى، لأنها المرة الأولى التى أدخل فيها قسم شرطة، وعقب إنهاء إجراءات المحضر فوجئت بمأمور القسم يخبرنى بعدم الانصراف حتى أُعرض على نيابة حوادث وسط القاهرة التى تتولى التحقيق فى الواقعة، وعندما طلبت منه التوقيع على تعهد بالحضور أمام النيابة صباح اليوم التالى رفض، وأخبرنى أن القانون لا يسمح لى بالانصراف عقب تحرير المحضر إلا بعد العرض على النيابة حتى لو كنت شاهدة فى القضية، وقضيت الليلة جالسة على مقعد فى إحدى الغرف حتى الصباح، وبعدها اصطحبونى فى سيارة الترحيلات إلى النيابة للإدلاء بأقوالى، فى التحقيقات التى تجرى فى الحادث الإرهابى الذى استهدف القوة الأمنية أمام المسجد، واندهشت من صعوبة الإجراءات الروتينية فى حين أننى من بادرت بالتوجه إلى وزارة الداخلية والنيابة لإثبات حقيقة ما أثير من وسائل الإعلام حول وجودى فى المسجد، فأسرعت من تلقاء نفسى بتوضيح أسباب وجودى فى المكان حتى أقطع كل الشكوك، لأن موقفى سليم، وكنت أباشر عملى بشكل رسمى، وشاهدت جثث الشهداء والمصابين فى مشهد مؤلم يوضح مدى فدائية هؤلاء الضباط والجنود الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم فى مواجهة الإرهاب الأسود الذى قتلهم بدم بارد.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى