الأهرام في 6 أكتوبر 1973 ترصد أجواء التوتر بمصر واستعدادات سوريا لرد حشود العدو المتزايدة
في إطار احتفائها بذكرى نصر أكتوبر المجيد، وبالتعاون مع مركز الأهرام للتنظيم وتكنولوجيا المعلومات (الميكروفيلم)، تعيد “بوابة الأهرام” نشر الصفحة الأولى من أعداد جريدة الأهرام، بداية من العدد الصادر صباح يوم السبت 10 رمضان 1393هـ الموافق 6 أكتوبر 1973م، وقبيل ساعات من بدء العمليات العسكرية، وحتى نهاية المعركة.
كان العنوان الرئيسي الذي خرجت به الأهرام “التوتر يشمل كل جبهات القتال ويشتد في جبهة قناة السويس”، وتمحورت معظم أخبار الصفحة الأولى حول أخبار الجبهة والتوتر الذي يسودها، بالإضافة إلى أخبار أخرى متعلقة بالحرب بين الدول العربية وإسرائيل عسكريا واقتصاديا ودبلوماسيا.
وقد يلحظ القارئ حين يطالع هذا العدد اليوم وبعد مضي 39 عاما أن الخبر الرئيسي الذي تصدر الصفحة الأولى تضمن -نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية- ما نصه: “سادت إسرائيل حالة من الارتباك لتوقف الراديو والتليفزيون وجميع أجهزة الإعلام عن إذاعة أية معلومات ابتداء من مغرب أمس حتى مساء اليوم السبت بمناسبة الاحتفال بيوم كيبور (الغفران) وهو أكبر الأعياد الدينية اليهودية”.
كما كان لافتا كذلك أن تشير الأهرام في صدارة صفحتها الأولى نقلا عن ذات الوكالة أن الحديث يدور في تل أبيب على أساس أن إسرائيل تفكر في عملية حربية لرد اعتبارها الذي اهتز بعد عملية النمسا، (وفي ذلك إشارة لعملية “فدائية” ناجحة نفذها فلسطينيان أسفرت عن قرار كرايسكي مستشار النمسا بإغلاق مركز تجميع اليهود المهاجرين من الاتحاد السوفيتي إلى إسرائيل، مما مثل ضربة موجعة لإسرائيل حينها).
ونقلت الأهرام عن وكالة رويتر ما مفاده تزايد الحشود على الجبهة السورية، وتضمن الخبر عبارة لافتة نصها:”وأكدت – في إشارة لرويترز على ما يبدو- أن العدوان الإسرائيلي وشيك جدا”.
وبغض النظر عما إذا كان هيكل رئيس تحرير الأهرام آنذاك قد علم بموعد اندلاع الحرب أو أنه توقعه أو حتى فوجئ به شأنه في ذلك شأن الغالبية العظمى من الخبراء والمحللين إلا أن عدد الأهرام الصادر يوم السبت السادس من أكتوبر عام 1973م، تضمن ما يمكن أن نصفه الآن بعد 39 عاما بـ”إشارات لافتة”.
بوابة الأهرام