المفكر القبطى كمال زاخر يحذر من محاولات تفريغ مصر من الأقباط

الإسكندرية ـ جاكلين منير

حذر كمال زاخر-  المفكر القبطى ومنسق جبهة العلمانيين بالكنيسة الأرثوذكسية – من خطورة تفريغ الأقباط، قائلا: “إذا تم تفريغ الأقباط من مصر ستصبح أثرا ولا نتحدث عن الأقباط فقط وإنما وطن مهدد بالتقسيم والضياع”.
واعتبر زاخر ، أن مصر فى حاجة للتصدى إلى الهجمة الشرسة من التيار الإسلامى الذى صعد فى غفلة من القوى السياسية وأصبح كل شخص من الممكن اتهامه بازدراء الأديان ، قائلا ” إن الأقباط يخشون أن يصبحوا ورقة ضغط لتفريغ المجتمع المصرى من الأقباط أو يتم تهجيرهم ”
جاء ذلك خلال ” مؤتمر حق شعب الإسكندرية فى اختيار راعية أسقف الإسكندرية البابا 118″ أمس الجمعة ، بمدرسة سانت كاترين ، برعاية جماعة الإصلاح القبطى الأرثوذكسى برئاسة دكتور عيسى جرجس .
وعن الصراع حول الكرسى البابوى أكد “زاخر” أن سبب الصراع على الكرسى البابوى أنه محل “وهج” لكثير من المرشحين الذين يبحثون عن الأضواء ورأوا أن المنصب سيحقق رغباتهم ، وأن المرشحين على منصب البابا ليس لديهم إمكانياته ولا توجد تجربة إنسانية يتم إعادة إنتاجها ، مؤكدا أن ترشح الأساقفة لمنصب البابا يجعل الكنيسة تدخل فى مرحلة تصفية حسابات .
وقال أن الكرسى قبل قداسة البابا كان روحى ودينى ولم يكن مطمعا، وكان كثيرون يهربون فى الأديرة ليذهب الشعب ويأتى بهم عنوة” مربوطين” وهو ما دعى لاستخدام لفظ “قلاية البطريرك إحساسا من الآباء بخطورة موقع البطريرك ،مؤكدا على وجود حالة من الصراع والخلاف الذى يصل إلى حالة الاقتتال قبل مجيء البابا شنودة .
وفسر ما يحدث على الساحة القبطية أن ما يدار ليس صراع للأساقفة وإنما أجهزة الدولة هى التى تغذى الصراع منذ عهد بعيد ، بدأ مع عهد محمد على ليطمئن الحاكم لمن يجلس على الكرسى البابوى ، أما فى عهد “مبارك” لم يتدخل فى اختيار البابا لعدم اتساق ذلك مع فطرته.
وأشار عندما يصعد إلى الكرسى البابوى شخصية متشددة ستكون أزمة أمام تيار الإسلام السياسى بما يمثل نوعا من التصادم ، أما إذا اختير البابا شخصية مطيعة للحاكم سيكون بذلك ” سلم الأقباط تسليم مفتاح للنظام الجديد ” ، مؤكدا أن الأقباط يريدون البابا الجديد أن يصعد بهم للأبدية والملكوت.
من جانبه أشار دكتور عيسى جرجس – رئيس جماعة الإصلاح القبطى الأرثوذكسى – إلى أن هدف المؤتمر هو الوصول إلى إنهاء حالة البلبلة فى المجتمع القبطى ، فيما يتعلق بالكرسى البابوى كمحاولة للخروج من الأزمة، وأشار دكتور مينا بديع- الباحث فى الدراسات القبطية وعضو المجمع المصرى إلى أن الرهبان لم يسعى أحد منهم للترشح إلا أن بعضهم علم بترشحه فى فترة متأخرة ، مشيرا أنه أرسل للمجمع المقدس للكنيسة القبطية بمنع ترشح الأساقفة لكن الرسالة لم تلقى أى اهتمام، و وصل الأمر فى النهاية إلى الخلافات والتشكيك وتقديم الطعون.
وأكد “بديع ” أن الأنبا باخوميوس اعترض على رفض ترشح الأساقفة للمنصب البابوى ، مفسرا ذلك بأنه لم يكن قادرا على اتخاذ قرار شجاع ل”يريح ” الكنيسة.
وحول رفض ترشح الأساقفة قال إسحاق حنا ، رئيس الجمعية المصرية للتنوير، أن ترشح الأساقفة خطأ جسيم وأنهم تعاملوا مع الموقف بلامبالاة قائلا ” أن ما يفعله الأساقفة هو شكل من أشكال الفساد ويجب أن نقاوم ذلك”
ونوه إلى ضرورة عمل لائحة أخرى متسقة مع قوانين الكنيسة والقوانين المدنية للخروج من الأزمة ، فضلا عن تأجيل الانتخابات ليعم السلام على الكنيسة والوطن.

المصدر: اليوم السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى