رصاص الأسد يخطف براءة 3 آلاف طفل في سوريا
أحمد سلهوب
في خضم الصراع الدموي الذي تعيشه سوريا، أضحى الأطفال عرضة للقتل والتنكيل، بصورة لافتة، ونظرا لتفاقم الوضع المأساوي لهم، وثقت قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية عدد الأطفال الذين قضوا نحبهم برصاص الأسد، حيث وصل عدد قتلى الأطفال إلى 3176 منذ اندلاع الاحتجاجات منذ حوالي 19 شهرا، بحسب ما أكدت وكالة أنباء “الأناضول”.
ولاقت حادثة مقتل الطفل حمزة الخطيب، استنكاراً دولياً عقب مقتله على أيدي شبحية الأسد بمساكن صيدا بمنطقة حوران التابعة لمحافظة درعا في الإرهاصات الأولى للثورة، حيث تم استهدافه قرب أحد الحواجز العسكرية وقتل بطريقة وحشية، وبدت على جسده آثار التعذيب وصل لقطع عضوه التناسلي.
كذلك شهدت مذبحة الحولة في السادس والعشرين من مايو/أيار الماضي والواقعة بريف حمص مصرع 50 طفلا من إجمالي 106 قتلى، بعضهم مات شنقاً والبعض الآخر لفظ أنفاسه تحت وطأة القصف المدفعي العنيف. وتزامنت هذه المذبحة مع وجود وفد من المراقبين الدوليين المنتشرين برئاسة الجنرال النرويجي روبرت مود في عدة مناطق بسوريا لمراقبة وقف إطلاق النار.
وتضاف مذبحة التريمسة التي ارتكبت في شهر يوليو/تموز من العام الجاري بمحافظة حماه، إلى سلسلة المجازر التي سقط فيها عدد من الأطفال الذين لم يقدر عددهم، وبلغ عدد القتلى جراء هذه المذبحة نحو 300 قتيل، تم التنكيل بجثثهم ووضعها على قارعة الطريق والأراضي الزراعية.
وفي الرابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي، نشرت صحيفة “الديلي ميل” البريطانية، صورة مؤلمة وصادمة لطفلة سورية ترقد في بركة من الدماء بأحد شوارع مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات الرئيس السوري بشار الأسد، دون أن يستطيع أحدٌ حتى رفعها من مكانها.
وقالت الصحيفة: إن هذه الطفلة البريئة كانت ضحية أحد التفجيرات التي هزت المدينة ، وراح ضحيتها العشرات، ولم يمنحها أحد حتى كرامة دفن جسدها، أحد أبسط حقوقها، بل تُركت بالشارع. وأضافت: إن مأساة هذه الطفلة هي مأساة كل أطفال سوريا في ظل الحرب الدائرة الآن.
وأمس الخميس، قتل 44 شخصا بينهم عدد من الأطفال، جراء غارة شنها الطيران الحربي السوري على مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، وذلك بعد أن تم استهداف مبنيين ومسجد تواجد فيه عدد كبير من النساء والأطفال.
ولم تقتصر معاناة أطفال سوريا على مواجهة شبح الموت والتعرض للتعذيب فحسب، بل امتد لهيب الألم والمستقبل المجهول إلى الأطفال النازحين في مخيمات دول الجوار، مثل تركيا والأردن.
وكشفت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير سابق لها، أن أعداد الأطفال النازحين في الأردن حالياً قد تجاوزت 20 ألفاً منذ مارس،2011 وهو الأمر الذي يشير إلى حجم التحديات التي تواجه المفوضية في مساندة وتقديم الدعم اللازم لأسر هؤلاء الأطفال خاصة مع قرب حلول فصل الشتاء القارس، والذين يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف لاجئ، مسجل منهم فقط لدى المفوضية 100 ألف.
ومن جانبها، دعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي، المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لحماية الأطفال السوريين.
وتابعت المسؤولة الأممية في مؤتمر صحافي عقدته، اليوم الجمعة، في العاصمة السويسرية جنيف، أن المواجهات السورية تسببت في مقتل ما يقدر بـأكثر من 33 ألف شخص في سوريا، منذ اندلاعها في عام 2011 حتى الآن، مشيرة إلى أن هذه الأحداث سيكون لها تأثير كبيرا على الأطفال، وأن هذا الأثر سيستمر معهم طول العمر.
دبي