كواليس انتخابات “الحرية والعدالة”.. الكتاتني كان واثقًا من الفوز.. ورجال الشاطر دفعوا به للرئاسة

 

 

انتهت انتخابات حزب “الحرية والعدالة”، الذراع السياسية للإخوان المسلمين، بفوز الدكتور سعد الكتاتني، بنسبة 67% من عدد أصوات أعضاء المؤتمر العام الذين شاركوا في الانتخابات التي أجريت على مدار اليوم الجمعة.
استقبل أعضاء حملة العريان، المشاركين في المؤتمر العام بتوزيع الورود، في الوقت الذي حرص فيه العريان، على الوقوف أمام باب القاعة التي أجري بها التصويت لاستقبال المصوتين بنفسه.

فيما بدا الدكتور سعد الكتاتني، واثقاً من الفوز حتي تطور الأمر إلى التقاط الصور الفوتوغرافية مع الصحفيين والإعلاميين، مما دفع أحد الصحفيين إلى مزاحه قائلا: صور جماعية مع الدكتور الكتاتني، علشان لما يبقي رئيس للجمهورية نفكره بينا.

ومع اكتمال النصاب وبدء عملية التصويت جلس العريان والكتاتني، على مقعدين متجاورين ليتبادلوا الحديث في محاولة من كليهما للتأكيد على أن المنافسة بينهما لا تفسد للود قضية، فيما ردد الحضور هتافات “الكتاتني والعريان.. إيد واحدة في كل مكان”.

وبعد انتهاء عملية التصويت، التي أجريت من خلال 10 لجان اقتراع، تسربت المعلومات بأن هناك جولة إعادة بين الكتاتني والعريان، إلا أن عملية الفرز وضعت رئيس مجلس الشعب المنحل على رأس حزب الحرية والعدالة.

كانت تصريحات المهندس سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ المقرب من المهندس خيرت الشاطر، والذي يصفه البعض بـ “الرجل الحديدي لجماعة الإخوان والمهيمن على مكتب الإرشاد والموجه للقواعد التنظيمية”، بأنه أرسل أكثر من 1000 رسالة إلى أعضاء المؤتمر العام يبلغهم فيها بتأييده للدكتور سعد الكتاتني.

وتعتبر تصريحات الحسيني، مؤشرًا على صدور تعليمات من الجماعة لأبناء الإخوان المسلمين، من أعضاء المؤتمر العام بالتصويت لصالح الكتاتني.

وقد صوت  أغلبية أعضاء المؤتمر العام لحزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة  لصالح الدكتور عصام العريان، باعتباره أحد رموز جماعة الإخوان المسلمين بالجيزة.

وعضد من أسهم العريان في محافظة الجيزة وأكتوبر دعم الدكتور حلمي الجزار، أحد قيادات الجماعة والذي أشرف لسنوات على مكتب جنوب القاهرة (6 أكتوبر).

ومال أغلبية أعضاء المؤتمر العام للحرية والعدالة بمحافظتي القاهرة والمنوفية أيضًا للتصويت لصالح العريان، لوجود البلتاجي على رأس الأمانة العامة للمحافظة، في حين يرجع التصويت للعريان في المنوفية لهيمنة محمد على بشر، عضو مكتب الإرشاد ومحافظ المنوفية، على صناعة القرار في المكاتب الإدارية للجماعة والتي تهيمن على الوحدات الحزبية بالمحافظة.

وذهبت أغلب أصوات محافظات الإسكندرية والصعيد لصالح الكتاتني، وذلك لما يعرف عن كوادر الإسكندرية والصعيد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين من التنظيم الشديد والالتزام بمبدأ السمع والطاعة.

وكشف أحد أعضاء المؤتمر العام بمحافظة الإسكندرية أن تعليمات صدرت لأعضاء الإخوان من الجماعة بالتصويت لصالح رئيس مجلس الشعب السابق، ليخلف مرسي في رئاسة الحزب.

كما حصد الكتاتني أغلبية أصوات أعضاء المؤتمر العام للحزب بمحافظتي الغربية والشرقية، وذلك لما يتمتع به سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ، من تأثير واسع على كوادر الحرية والعدالة في الغربية، في حين كان سبب حصد الكتاتني، لأغلبية الشرقية الطابع التنظيمي الشديد المعروف عن كوادر الإخوان بالمحافظة.

وفي محافظات القناة، استطاع الكتاتني، الفوز بفارق محدود على العريان، الذي كان حريصا على زيارتها خلال جولاته الانتخابية بنفسه، بالإضافة إلى ما تتمتع به تلك المحافظات من طابع منفتح لأعضاء الإخوان وعدم الالتزام الشديد بالنهج التنظيمي.

كانت تصريحات العريان، التي أثارت موجة من الجدل مؤخرا سببا في التفاف الشباب حول الكتاتني، حيث قال خالد محمد الصعيدي، وهو أصغر أعضاء المؤتمر العام ويبلغ عمره 24 عامًا: إنه يصوت للكتاتني لأن هناك ضبابية بالرؤية، بحسب قوله، في الفترة المقبلة ، مضيفًا أن الكتاتني، أثبت كفاءة إدارية خلال رئاسته للبرلمان، فضلاً عن تعامله بحنكة مع الإعلام.

وتعتبر هذه النتيجة من وجهة نظر المحللين بداية النهاية لما أسموه بـ”جناح الحمائم” الذي عول كثيرًا على الإصلاح من الداخل بعد أن نجح جناح “الصقور” في تعبئة القواعد التنظيمية التي تجمع بين عضوية الحزب والجماعة لتصعيد أحد التنظيميين القريبين من المهندس خيرت الشاطر، والذين اعتادوا تطبيق التعليمات بحذافيرها، على حد قولهم.

 

 

بوابة الأهرام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى